سياسة عربية

نخب إسرائيلية: تنصيب السيسي والأسد لصالحنا

الجيش المصري في عهد السيسي لا يشكل تهديدا لأمن "إسرائيل" - أرشيفية
الجيش المصري في عهد السيسي لا يشكل تهديدا لأمن "إسرائيل" - أرشيفية
أجمع معلقون "إسرائيليون" على أن تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا، وتواصل بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة في سوريا، يحسن البيئة الاستراتيجية لـ "إسرائيل" بشكل غير مسبوق.

وقال المعلق العسكري عمير رايبوبورت، "إن أهم ما يثير حماس محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب لتتويج السيسي رئيساً حقيقة أن هذا التطور سيضمن ليس فقط تواصل مظاهر الشراكة الإستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة، التي تكرست بعد عزل الرئيس محمد مرسي، بل إنه سيؤدي إلى تعزيز هذه الشراكة وتطورها".

وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية الثلاثاء، أشار رايبورت إلى أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، ترى أن العوائد الاستراتيجية التي ستجنيها "إسرائيل" من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة.

ونقل رايبورت عن هذه المحافل قولها إن الحرب التي لا هوادة فيها التي يشنها السيسي على الجماعات الجهادية في سيناء وحرصه على "تقليم أظافر" حركة حماس يصب في صالح "إسرائيل".

وأعاد رايبوبورت للأذهان حقيقة أن "إسرائيل" خططت لاستثمار مليارات الدولارات في تعزيز الجبهة الجنوبية بعد ثورة 25 يناير وخلع الرئيس الأسبق حسني مبارك، تحسباً لحدوث تدهور أمني خطير على الحدود.

وشدد رايبوبورت على أن أهم "عائد" استراتيجي تنتظره "إسرائيل" من حكم السيسي هو حقيقة تأكدها أنه لن يدفع نحو تطوير الجيش المصري، بحيث أن "إسرائيل" ستكون مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها.

ويذكر أن وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان طالب بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي بتدشين ثلاث فرق عسكرية جديدة، والدفع بها إلى الحدود مع مصر، وإعادة بناء قيادة المنطقة الجديدة،  علاوة على أنه طالب بتطبيق خطط تقشف اقتصادية لتمكين "تل أبيب" من تمويل متطلبات تعزيز القوة العسكرية.

وفي السياق ذاته، نوه رايبوبورت إلى أن نجاح بشار الأسد في البقاء بعد ثلاث سنوات من الثورة ضده يمثل "بشرى سارة" بالنسبة لـ"إسرائيل".

وأكد رايبوبورت أن التطورات التي شهدتها سوريا قد أخرجت الجيش السوري من دائرة التوازنات الاستراتيجية، لدرجة أن "إسرائيل" تتعامل مع الواقع في سوريا وكأنه ليس هناك جيش قائم في واقع الأمر.

من ناحيته، قال ألون بن دفيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة "الإسرائيلية" العاشرة، إن  الجيش المصري في عهد السيسي سيظل "جيش الأمس"، في إشارة إلى أن هذا الجيش لا يبذل جهدا يذكر في تطوير قدراته القتالية وتوظيف التقنيات المتقدمة في الجهد الحربي.

وفي تعليق على انتخاب السيسي، نقل بن دافيد الثلاثاء عن مصادر مسؤولة في الجيش "الإسرائيلي" قولها، إنه لم يحدث في تاريخ الصراع العربي "الإسرائيلي" أن حرصت تل أبيب على تسليح جيش عربي كما حدث في عهد السيسي، مشيراً إلى الضغوط التي مارستها "إسرائيل" على الكونغرس الأمريكي لضمان تزويد الجيش المصري بمروحيات "الأباتشي".

ونوه دافيد إلى أن "إسرائيل" لم تكن تقدم على مثل هذه الخطوة إلا لعلمها أن هذه المروحيات ستوظف لصالحها، مشيراً إلى أن الهجمات التي تنفذها هذه المروحيات في سيناء تستهدف الحركات الجهادية التي يمثل ضربها مصلحة مؤكدة لـ"إسرائيل".
التعليقات (0)