حول العالم

ردود فعل على صور ملك المغرب يتجول بتونس دون حماية

استمرت الزيارة بعد انتهائها رسميا عدة أيام- فيسبوك
استمرت الزيارة بعد انتهائها رسميا عدة أيام- فيسبوك
انتهت زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تونس رسميا يوم الأحد الماضي 1 حزيران (يونيو) الجاري، لكنها استمرت بعد ذلك عدة أيام من خلال جولة قام بها الملك المغربي بشكل عادي وبحماية مخففة والتقط خلالها مجموعة من الصور مع المواطنين التونسيين في شوارع تونس العاصمة ومنطقة الحمامات.

وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس بجملة من الصور التي تم التقاطها للعاهل المغربي، وهو يرتدي لباسا شبابيا ويجول مثله مثل بقية التونسيين في الأسواق العامة والشوارع والأزقة بعيدا عن البروتوكلات الرسمية.

وقد كان مفاجئا لكثير من التونسيين والمراقبين للوضع الانتقالي في تونس، أن تقدم شخصية سياسية من حجم العاهل المغربي على التجوال في شوارع العاصمة وعدد من أزقتها التقليدية، ولا يرى مانعا في التقاط صور مع عدد ممن طلب ذلك، واختلف الآراء في قراءة هذا السلوك، فمنهم من اعتبر ذلك تعبيرا واقعيا عن أن تونس مستقرة وآمنة، وهي بذلك تمثل رسالة مضمونة الوصول لكل من يريد قضاء عطلته الصيفية في تونس بأن يفعل ذلك وأن لا يخشى من الهاجس الأمني، ومنهم من رآها تعبيرا طبيعيا عن وجهة نظر ملكية مغربية دأب عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ تولى الملك في المغرب خلفا لوالده الملك الحسن الثاني، من حيث قربه من الطبقات الشعبية، وإقدامه على التواصل المباشر معها عبر زيارات ميدانية وجولات غالبا ما تخلو من الاحتياطات الأمنية المبالغ فيها لشخصيات في وزنه.

يذكر أن زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تونس كانت قد انطلقت يوم الجمعة الماضي (30|5) واستمرت لثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وأشرف معه على توقيع 23 اتفاقية تعاون ثنائية بين المغرب وتونس، على جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والدينية والثقافية، قبل أن يقيم له الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مأدبة عشاء حضرها إلى جانب أعضاء الحكومة التونسية والوفد المرافق للعاهل المغربي عدد من رجال الأعمال في البلدين.

وإذا كانت الزيارة الرسمية قد انتهت يوم الأحد الماضي (1|6) فإن الزيارة الشخصية للعاهل المغربي استمرت بعد ذلك لعدة أيام. وقد تباينت كذلك الرؤى في تحليل زيارة العاهل المغربي الرسمية إلى تونس فمنهم من عدها تعبيرا عن حقيقة العلاقة التي تربط البلدين منذ عقود طويلة، وتعبيرا أيضا عن دعم مغربي رسمي في أعلى مراتبه للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الذي يرتبط بعلاقات تاريخية وعائلية مع المغرب، ومنهم من عدها رسالة مضمونة الوصل إلى الجزائر، بأن المغرب جزء فاعل في المنطقة، وأن علاقات الرباط المغاربية والإفريقية يجب أخذها بعين الاعتبار.

وأيا كان التأويلات لزيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الأولى من نوعها لتونس بعد الثورة، رسميا وشعبيا، فإن ناك إجماعا أنها تمثل يدا مغربية وتونسية ممدودة لتفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي، وخطوة أخرى في طريق الاعداد للقمة المغاربية المرتقبة في تونس في تشرين أول (أكتوبر) المقبل، إذا قابلتها الجزائر بذات اليد، ووصل فرقاء السياسة في ليبيا إلى حل وسط ينهي الخلاف بينهم وينتخبون برمانا يفرز حكومة تسهر على صياغة دستور للدولة الليبية الجديدة.

إلى ذلك أدى الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي والملك المغربي محمد السادس صلاة الجمعة، اليوم، بجامع مالك بن أنس، القريب من القصر الرئاسي في العاصمة تونس، حسب مراسل الأناضول.
التعليقات (0)