سياسة عربية

تحرير رهائن بجامعة الأنبار و60 قتيلا في معارك العراق

قوات الأمن تحاصر جامعة الأنبار قبل تحرير الرهائن - ا ف ب
قوات الأمن تحاصر جامعة الأنبار قبل تحرير الرهائن - ا ف ب
حررت القوات العراقية جميع الطلبة الرهائن في جامعة الأنبار في الرمادي التي سيطر عليها مسلحون صباح السبت. 

ولا تزال الاشتباكات جارية بين القوات العراقية والمسلحين الذين لا يزالون يسيطرون على بعض مباني الجامعة، بحسب مراسل فرانس برس.

ويشهد العراق أسوأ أعمال عنف منذ سنين، حيث شن المسلحون ثلاث عمليات كبرى خلال الأيام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات، أسفرت عن مقتل نحو مئة شخص.

وأكد العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه "تم تحرير جميع الرهائن من الطلبة في جامعة الأنبار".

وأفاد مراسل فرانس برس بأن عناصر من قوات النخبة قتلوا أربعة من القناصين الذين كانوا يحتجزون الرهائن، وأدخلوا حافلات إلى الداخل وسط حماية مشددة، واقتادوا الطلاب إلى خارج الجامعة.

وشاهد مراسل فرانس برس طالبات وهن بحالة من الهلع بعد الإفراج عنهن.

وكان مسلحون ينتمون إلى "داعش" اقتحموا مبنى جامعة الأنبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح السبت واحتجزوا الطلبة والأساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة.

وأفاد مراسل فرانس برس، بأن قوات النخبة العراقية شنت هجوما وحررت الطلبة الرهائن.

وكان نحو ألف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للبنين تمكنوا بمساعدة قوات الأمن من فتح ثغرة  في جدار والفرار إلى منطقة آمنة.

لكنه بقي عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين قبل أن يتم تحريرهم.

ولا يزال حرم الجامعة يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة والمسلحين الذين يبلغ عددهم بين ثلاثين وأربعين مسلحا، يرتدي معظمهم أحزمة ناسفة.

وكانت مصادر أمنية أوضحت قبلا  أن "مسلحين ينتمون إلى داعش  تسللوا إلى الحرم بعد أن قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي إليها بسيارة مفخخة".

وذكر ضابط برتبة مقدم أن عدد الطلبة والأساتذة داخل الحرم الجامعي والأقسام الداخلية كان يقدر بـ2500 شخص لدى بدء الهجوم.

وذكرت إحدى الطالبات لفرانس برس أن "المسلحين طلبوا من الفتيات التجمع في قاعة واحدة، ولدى تجمعنا. تقدم شخص ملثم وقال: تأتون للدراسة حتى تصبحوا مبررا لنجاح الجيش الصفوي والمرتدين. مهلا سنعلمكم درسا لن تنسوه".

ويقصد بذلك أن مجيء الطلاب إلى الدارسة رغم الأوضاع الأمنية يعد انتصارا للجيش العراقي.

وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو "داعش" خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل.

من جهة ثانية تخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الأنبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم "داعش" منذ خمسة أشهر.

واستعادت  القوات العراقية السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، إلا أنها لا تزال تشهد هجمات شبه يومية.

وما زال مسلحو "داعش" يسيطرون على مدينة الفلوجة وهي أكبر أقضية المحافظة.

إلى ذلك، قالت مصادر أمنية وطبية إن أكثر من 60 شخصا قتلوا في موجة تفجيرات بسيارات ملغومة في أنحاء العاصمة العراقية بغداد السبت. ووقع التفجير الأعنف في حي البياع حيث انفجرت سيارة ملغومة فقتلت 23 شخصا معظمهم شبان كانوا يمارسون لعبة البلياردو. 

وأوضحت المصادر أن "21 شرطيا قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم "داعش" ظهر السبت في منطقة 17 تموز غرب الموصل". وأضافت أن "38 من عناصر "داعش" قتلوا على يد قوات الأمن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة".

وتأتي هذه الهجمات بعد يوم دام قتل فيه 36 شخصا على الأقل في مواجهات وهجمات انتحارية بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل مدينة الموصل شمال بغداد وحولها، حسب ما أفاد مسؤولون.

وعلى أثر الاشتباكات التي تجري منذ يومين، نزحت نحو ثلاثة آلاف عائلة إلى خارج مدينة الموصل بحثا عن ملاذات آمنة، بحسب مصادر أمنية.

وقال مصدر أمني إن "مسلحي داعش يستخدمون سكان الأحياء كدروع  ويستهدفون القوات الأمنية من الأحياء كي يقولوا للعالم إن الجيش يستهدف مدنيين، هولاء مجرمون لكن سنحسم معركتنا معهم بعد وصول تعزيزات عسكرية".

بدوره، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي إن "هنالك ضحايا بالعشرات بين قوات الأمن ومدنيين.. وإن مسلحي داعش هم قرابة 400 عنصر مزودون بأسلحة ثقيلة وبنادق قنص متطورة جدا".

ودعا النجيفي إلى "التصدي للقوى الظلامية التي تريد جرنا لحرب أهلية".

وتزايدت قوة عناصر تنظيم "داعش" منذ مطلع العام الجاري في العراق بسبب توسع نفوذه في سوريا التي تشترك مع العراق بأكثر من 600 كلم من الحدود.

وينقل عناصر "داعش" من الأراضي السورية إلى العراق الأسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقصا في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003. 

ويجد عناصر "داعش" بعض الحواضن في مناطق غرب العراق ثر تهميش الحكومة التي يقودها الشيعة للسنة.

التعليقات (0)