ملفات وتقارير

إعلام الانقلاب.. الإخوان متحرشون والنظام غير مسئول

أثارت حالة التحرش بفتاة في التحرير باحتفالات تنصيب السيسي جدلا واسعا - يوتيوب
أثارت حالة التحرش بفتاة في التحرير باحتفالات تنصيب السيسي جدلا واسعا - يوتيوب

تناولت وسائل الإعلام المصرية حوادث التحرش التي وقعت في ميدان التحرير ليلة تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية، تناولا تراوح بين اتهام الإخوان المسلمين بالوقوف وراء تلك الاعتداءات، وإلقاء المسؤولية على المجتمع أو حتى مدح الشرطة على دور لم تقم به.

وأوضح مقطع فيديو انتشر بشكل كبير على الإنترنت فتاة عارية تماماً وعلى جسدها أثار كدمات ودماء، بينما يظهر ضابط شرطة يحاول إخراجها من بين الحشود التي تتحرش بها، ثم يتم نقلها إلى سيارة إسعاف في حالة إعياء كامل.

الإخوان الإخوان الإخوان

واتهمت حياة الدرديري، المذيعة بقناة الفراعين، جماعة الإخوان المسلمين بدفع أموال لبلطجية وأطفال شوارع للنزول في أماكن التجمعات ومن بينها ميدان التحرير للتحرش بالنساء، بهدف تقليل تواجد النساء في هذه الفعاليات المناهضة لهم.

وأشارت إلى أن هذا المخطط بدأ قبل 30 يونيو الماضي، مضيفة أن وسائل الإعلام "تناولت الموضوع بشكل جاهل حيث سعت وراء السبق الصحفي وحققت دون أن تدري ما أراده الإخوان".

أما لميس الحديدي فقالت في برنامجها على قناة "سي بي سي" إن حوادث التحرش حدثت يومي إعلان فوز السيسي بانتخابات الرئاسة ويوم تنصيبه.

وألمحت إلى أن معارضي النظام الحالي هو من يقفون وراء هذه الحوادث لأسباب سياسية.

واستضافت معظم القنوات الفضائية سياسيين وحقوقيين أكدوا جميعا أن الإخوان هم من قاموا بعمليات التحرش في التحرير.

وكانت مها بهنسي، مذيعة قناة التحرير قد أثارت حالة من الغضب الشديد في أوساط المصريين -بمختلف انتماءاتهم- بسبب تعليقها على حادث التحرش والذي بررته بأنه يأتي في إطار احتفال الشعب بالرئيس الجديد.

وقالت بهنسي وهي تضحك -على الهواء- ردا على مراسلة القناة التي أخبرتها بوقوع حالات تحرش في ميدان التحرير "الناس مبسوطين والشعب بيهيص". 

وبعد تعرض المذيعة لحملة انتقادات عنيفة، تقدمت باعتذار عن هذا الخطأ وبررته بأنها كانت تتحدث لضيوفها في الاستوديو حول أمر آخر، لكن لم يكن مقبولا على ما يبدو.

وأضطرت قناة التحرير بإصدار بيان رسمي اعتذرت فيه عن خطأ مذيعتها وأنها لم تقصد تبرير التحرش.

الملتحي المجهول

وقالت صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب إن تحقيقات النيابة مع المتهمين بارتكاب واقعة التحرش في ميدان التحرير خلال احتفالات تنصيب السيسي، كشفت عن تعرض ست فتيات لاعتداءات جنسية بشكل وحشي.

وأشارت إلى أن بعض الضحايا أكدوا أن من بين المتحرشين رجل أربعيني بلحية قصيرة، يقف في نهاية دائرة المتحرشين ليمنع محاولة هروب أي فتاة، ويتشاجر مع بعض الشباب ليثير حالة من الهياج حتى لا يتدخل أحد لإنقاذ الضحايا". 

كما نقلت الصحيفة عن أحد أقارب الضحايا تأكيده إن الواقعة يقف خلفها عناصر من جماعة الإخوان بقصد تشويه احتفالات المؤيدين للسيسي أمام وسائل الإعلام الأجنبية.

وأيد آخر اتهام الإخوان، مضيفا أن ابنته أخبرته بوجود شخص فى العقد الرابع من عمره صاحب لحية قصيرة، يفتعل الخلافات بجانب المتحرشين ليمنع دخول أحد لإنقاذها، كما أنه كان يمنع خروج الفتيات من بين الدائرة التى صنعها المتحرشون.

وعندما زار عادل عدوي وزير الصحة و غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، ضحية حادث التحرش الذى وقع بميدان التحرير أثناء علاجها في مستشفى الحلمية العسكري، صرح للصحفيين بأن من ارتكب هذا الاعتداء هم "مجرمون يريدون خطف وسرقة الفرحة من المصريين بمثل هذه الأفعال، في إشارة إلى معارضي الانقلاب العسكري وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون".

وقال عدوي إنه أبلغ ضحية التحرش برسالة طمأنة من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بأن الحكومة والشعب يرفضون مثل هذه الأعمال الإجرامية، وسيتم معاقبة مرتكبيها.

وتعهد وزير الصحة بأن المجتمع المصري لن يشهد مثل هذه الحوادث في الأيام القادمة.

وأعلنت وزارة الداخلية ألقت القبض على سبعة متهمين بارتكاب هذه الجريمة، مشيرة إلى أن هناك 27 شكوى أخرى مقدمة من نساء تعرضن للتحرش في نفس الليلة.

شكر للشرطة الغائبة

وتسابقت وسائل الإعلام المختلفة في الإشادة بمجموعة من رجال الشرطة التي أنقذت إحدى ضحايا التحرش في ميدان التحرير، والذين ظهروا في مقطع الفيديو الشهير حول الواقعة.

وأجرت معظم الصحف والقنوات الفضائية حوارات مع هؤلاء الضباط، بعد أن تم تكريمهم في وزارة الداخلية تنفيذا لتوجيه من السيسي.

لكن أحدا من هؤلاء الصحفيين لم يسأل نفسه عن باقي مئات الضحايا الآخرين الذين لم يجدوا من ينقذهم من براثن المتحرشين، بل إن أحدا لم يوضح كيف يمكن تسمية ما حدث على أنه إنقاذ لفتاة من التحرش إذا كانت قد تم تعريتها تماما، وظل المتحرشون يعتدون عليها لما يزيد عن ساعة كاملة؟

ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن محمد حبيب أحد أعضاء حملة "شفت تحرش" قوله "إن الشرطة اختفت من المشهد في المساء وتم اقتحام الميدان، وهو ما سمح بزيادة حوادث التحرش" مؤكدا أنه "من المستحيل التفريق بين المتورطين في التحرش بالمرأة ومن كانوا يحاولون حمايتها".

كم قالت "هيلين ريزو" الأستاذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إن الشرطة المصرية غير مدربة على التعامل مع حوادث التحرش الجنسي، فضلا عن أن تقريرا للأمم المتحدة أوضح أن 17% من جرائم التحرش قام بها رجال الشرطة أنفسهم.

المجتمع هو المخطئ

كما نحا عدد آخر من الإعلاميين منحى آخر، حيث ألقوا بكل المسؤولية على المجتمع، بينما أعفوا السلطات من أي تقصير، على الرغم من إعلان الداخلية والجيش تأمينهم لتلك الاحتفالات بشكل كامل.

وانتقد المذيع عمرو أديب، الشباب المصري بسبب تلك الحوادث قائلا: "بعض الشباب سافل ومش متربي، والجيل ده ضايع ومفيش فيه أي أمل".

وأصدرت 29 منظمة نسوية وحقوقية بيانا مشتركا أكدت فيه 9 سيدات على الأقل تعرضهن للتحرش يوم الأحد الماضي، وأنها وثقت أكثر من 250 حالة تحرش في مثل هذه التجمعات في الفترة بين نوفمبر 2012 ويناير 2014، واتهمت تلك المنظمات الحكومة بالفشل في حماية المرأة ومواجهة التحرش، مشددة على أن هناك حاجة لاستراتيجية وطنية لمواجهة المشكلة".

وطالب أديب المصريين بحماية نسائهم بأنفسهم دون انتظار أي تدخل من الدولة، مضيفا "أنتوا بتضحكوا على نفسكو، الأخلاقيات في البلد دي انهارت ومش هتقوم تاني، خدوا بالكو من زوجاتكم وبناتكم".
التعليقات (1)
خالد
الأربعاء، 11-06-2014 09:08 ص
ألم يكن رجال الجيش والشرطه البواسل هم المسؤلين عن تأمين ميدان التحرير منذ ثورة 30يونيو المباركة ومنذ ذلك اليوم أصبح ميدان التحرير ميدانالسلطة وليس ميدان الثورة وكان الجيش منذ ذلك اليوم والشرطة يوزعون الهدايا على المؤيدين والرصاص الحي على المعارضين على من تقع المسؤلسه بعد ذلك ياأصحاب العقول ان تبقى عند أعلام الذي يكره الأسلاميين كما يكره الموت أو أكثر