سياسة عربية

المغرب يصعد موقفه ضد باريس ويستدعي السفير الفرنسي

تشهد العلاقات المغربية الفرنسية بعض التوتر - عربي 21
تشهد العلاقات المغربية الفرنسية بعض التوتر - عربي 21
 كشفت الأزمة الديبلوماسية التي يمر منها بين المغرب وفرنسا، أن الرباط لم تنس الطريقة غير المحترمة التي تعاملت بها باريس، مع ملف "التحقيق" مع مدير المخابرات الداخلية المغربي عبد اللطيف الحموشي، في وقت انتزعت مدونة مغربية اعتذار من صفحة وزارة الخارجية الفرنسية على "تويتر".

 وبلغ رد الفعل المغربي مستوى غير مسبوق، حيث دخلت المخابرات الخارجية على خط الأزمة مع فرنسا، بعد استدعاء مدير للدراسات والمستندات، المخابرات الخارجية، محمد ياسين المنصوري، السفير الفرنسي بالرباط لإبلاغه الغضب المغربي من الاعتداء على المفتش العام السابق للقوات المسلحة الملكية.

وأبلغ المغرب فرنسا السبت استياءه من الاعتداء الذي تعرض له المفتش العام السابق للجيش المغربي المفتش العام السابق للقوات المسلحة الملكية، عبدالعزيز بناني في غرفته بالمستشفى الباريسي فال دو غراس، حيث يتلقى علاجاته بعد نوبة صحية ألمت به.

وأبلغ المدير العام للدراسات والمستندات في المخابرات الخارجية المغربية، محمد ياسين المنصوري سفير فرنسا المعتمد لدى الرباط شارل فري استياء المملكة المغربية الشديد لهذا الاعتداء من قبل ضابط سابق في الجيش المغربي يدعى مصطفى أديب.

وسجلت الرباط أن ياسين المنصوري، "أبلغ السفير الفرنسي استياء المملكة الشديد على إثر الاعتداء المعنوي الجبان الذي كان ضحيته الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني"، الأربعاء الماضي، في غرفته في المستشفى الباريسي فال دو غراس".

واعتبر مصدر ديبلوماسي مغربي لـ"عربي21"، أن "استدعاء ياسين المنصوري للسفير الفرنسي في الرباط، يعد تطورا طبيعيا وعاديا ، ومؤشرا على أن العلاقة بين الرباط وباريس ليس على ما يرام".

وتابع المصدر الديبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لقد شكلت "الطريقة غير الدبلوماسية"، التي تعاملت بها فرنسا مع المغرب، نقطة التحول بين الرباط وباريس، حيث استدعى القضاء الفرنسي في شهر فبراير/شباط الماضي، مدير عام مراقبة التراب الوطني عبداللطيف الحموشي، للتحقيق في اتهامات بالتعذيب بطريقة اعتبرها المغرب مهينة".

ورفض المصدر الديبلوماسي ذاته، التعليق على سبب استدعاء السفير الفرنسي من قبيل مدير الدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، في حين أن الأعراف الديبلوماسية تقتضي قيام وزارة الخارجية بهذا العمل. 

وندد رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران، خلال اجتماع مجلس الحكومة الخميس الماضي، بالسلوك الاستفزازي بمستشفى فال دو غراس بباريس.

وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة، أن شخصا ذا سوابق قضائية ومعروفا لدى السلطات الفرنسية، كان وراء هذا الاستفزاز والاعتداء على الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني وعائلته داخل هذا المستشفى.
وتفجرت الأزمة الحالية، بعد قيام مصطفى أديب الضابط السابق في القوات المسلحة الملكية، بزيارة الجنرال بناني، الذي يرقد في أحد مستشفيات باريس، في حالة صحية حرجة، ونشر على صفحته في الفيسبوك، أنه سيحمل معه "أرخص" أنواع الورد لقائده السابق في الجيش.

ووصف المغرب هذا الاعتداء بـ"الجبان" وبالتصرف غير المقبول الذي يضاف للعديد من الحوادث التي شهدتها خلال الشهور الأخيرة العلاقات المغربية - الفرنسية "من شأنه أن يهدد بمزيد من التعقيد في مسلسل تطبيع العلاقات الثنائية".

وأكدت الرباط أن السفير المغربي في فرنسا شكيب بنموسى باشر من جهة أخرى في باريس إجراءات التنديد بالاعتداء على الضابط المغربي لدى وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية بالنظر "لكونه تصرفا بالغ الخطورة من حيث طابعه المستفز والمهين تجاه شخصية مغربية سامية تخضع للعلاج بمستشفى عسكري فرنسي".

‎وشددت الرباط على أن "هذا التصرف غير المقبول الذي يضاف للعديد من الحوادث التي عرفتها خلال الشهور الأخيرة العلاقات المغربية الفرنسية من شأنه أن يهدد بمزيد من التعقيد في مسلسل تطبيع العلاقات الثنائية".

في ذات الاتجاه، انتزعت ناشطة مغربية داخل شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، اعتذارا من وزارة الخارجية الفرنسية، حيث نشرت صفحة الخارجية الفرنسية العربية على تويتر، ثلاث تدوينات )الصورة(تعتذر فيها عن الحادثة، معلنة فتح تحقيق في القضية.

وقالت صفحة الخارجية في تغريدتها الأولى، إن "وصول رسائل تهديد لشخصية مغربية متواجدة في فرنسا لغرض العلاج أمر غير طبيعي، لقد قمنا بفتح تحقيق واتخذنا إجراءات الحماية اللازمة".

ومضت الخارجية الفرنسية تقول، إن "فرنسا فتحت تحقيقا حول هذا الحادث وهدفها هو عودة الأمور إلى طبيعتها مع المغرب في كل المجالات"، وتابعت "فرنسا لا تتهاون في حماية الشخصيات الأجنبية، وخاصة المغربية بحكم علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين".
التعليقات (0)