مقابلات

"عربي 21" تحاور قائدا من المعارضة الكردية في إيران

قال كمانجر إن إيران تشعل الصراعات الطائفية في المنطقة - عربي 21
قال كمانجر إن إيران تشعل الصراعات الطائفية في المنطقة - عربي 21
التقت صحيفة "عربي 21" مع القيادي الكردي الشهير في إيران وعضو المكتب السياسي لحزب بيجاك الكردي شيرزاد كمانجر للحديث حول الأكراد في ايران والمعارك التي تدور حاليا على الحدود العراقية الإيرانية والتي قتل فيها عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني.

وتعود قضية الشعب الكردي التاريخية إلي ما قبل إنشاء الدول الحديثة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في شرق كردستان.

وحاول النظام الشاهنشاهي منذ ظهوره الأول في عهد قورش الأول؛ الإمبراطور الفارسي، تدمير البنية الاجتماعية و السياسية السابقة قبل أن يصل إلي السلطة واستبدالها بنظام السياسي الاجتماعي متوافقة مع سياسات الشآه (الملك). ولكن الشعب الكردي انتفض وحارب النظام الشاهنشاهي في عهد الأول للإمبراطور الفارسي كونه نظاماً مستبداً.

واعتمدت مقاومة الشعب الكردي ضد النظام المركزي علي مناهج وأساليب مختلفة في صراعها مع مجيء الصفويين إلى دفة الحكم في ايران حيث أشتد الظلم والاستبداد بحق الأكراد مع وصول إسماعيل الصفوي إلى الحكم .

وبدأ الشاه إسماعيل الصفوي بشن حملات الإبادة الجماعية ضد جميع الشعوب في المنطقة، وخاصة الشعب الكردي وجعل من كردستان ساحة للمعارك مع الإمبراطورية العثمانية حينها .

انقسمت كردستان لأول مرة في عهد النظام الصفوي في عام 1639م، عندما وقع النظام الصفوي صفقة مع الإمبراطورية العثمانية بتقسيم كردستان في معاهدة قصر شيرين.

وتطور نضال الشعب الكردي وأخذ أسلوبا جديداً بعد إنشاء الدولة القومية الفارسية الحديثة في عهد رضا شاه بهلوي. ومنذ صعوده إلي السلطة حتى بداية الحرب العالمية الثانية شهدت كردستان عددا من الانتفاضات الجماهيرية ضد السياسات العنصرية التي مورست ضد الأكراد في ايران. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نتيجة للخلافات بين قوات الحلفاء والاتحاد السوفيتي وفر للشعب الكردي فرصة ذهبية لإنشاء الدولة الكردية في شرق كردستان (جمهورية كردستان أو جمهورية مهاباد في إيران) برئاسة القاضي محمد.

ولكن بعد 11 شهرا انهارت دولة كردستان بسبب عدم وجود الدعم الدولي والجرائم التي ارتكبها نظام الشاه بهلوي ضد الشعب الكردي. 

سياسة الاضطهاد بحق الشعب الكردي أخذت شكلاً جديداً بعد وصول الخميني إلى السلطة في عام 1979 في بداية الثورة الإيرانية وحرر الشعب الكردي جميع المناطق الكردية من السلطة الشاهنشاهية. وشارك الأكراد في الثورة ولكن لم يف الخميني بوعوده بإعطاء الشعب الكردي حقوقه العادلة. وحصلت معارك كثيرة آنذاك في كردستان. وبتاريخ 19/09/1980 اصدر الخمييني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجديدة فتوي بالجهاد ضد المتمردين على حد قوله من الشعب الكردي ونتيجة لهذه الفتوى قامت قوات الحرس الثوري الإيراني و الباسيج بارتكاب جرائم كبيرة بحق الشعب الكردي في بداية الثورة الإيرانية .

ما هي نسبة الشعب الكردي من نسبة سكان إيران؟
 
وفقا للإحصاءات الرسمية عن عدد السكان الأكراد؛ في كردستان الشرقية 12 مليون، ولكن وفقا للإحصاءات غير الرسمية يتجاوز عدد السكان الشعب الكردي بين 14 إلي 15 مليون في كردستان الشرقية وبعض مناطق الأخرى متواجدين فيها، منها مدينة طهران و محافظة خراسان الشمالية. ونسبة الشعب الكردي من نسبة السكان في إيران 15%.

 كم هي نسبة السنّة بين الشعب الكردي في إيران؟

كما تعلمون بأن النظام في إيران يمتنع عن نشر الإحصاءات الدقيقة للسنة في إيران وكردستان ، ولكن نحن نعتقد بأن نسبة السنة في كردستان تصل لأكثر من 60% بين الأكراد في إيران.
 
ما هي تفاصيل المعارك الدائرة في كردستان إيران الآن؟
 
في الآونة الأخيرة شنت قوات الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية في عدد من النقاط المختلفة داخل أراضي كردستان الشرقية ومنها:

مدينة سلماس وهي تبعد ثلاثين كيلومترا من الحدود الكردية داخل إيران مع تركيا. ومنطقة شاهو ومدينة جوانرود وهما تبعدان 50 كلم من الحدود العراقية. ومثلث جبال قنديل بين حدود التركية، العراقية والإيرانية والمنطقة الأخيرة باوجان لا تبعد من العراق إلا بعض كيلومترات.

خسائر الحرس الثوري كثيرة ولم تعط إيران إحصائيات دقيقة عن قتلاها في معارك كردستان ووفق الإحصائيات التي أعلنت عنها إيران قتل ما يقارب 7 من الحرس الثوري، ولكن نعتقد أن القتلى الذين سقطوا في هذه المعارك أكثر من العدد المذكور في الإعلام الإيراني وتم تدمير آليات ومعدات عسكرية كثيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني في هذه المعارك .
وفي هذه المواجهات العسكرية استشهد عدد من مقاتلي حزب "الحياة الحرة" الكردي "بيجاك" في مدينة سلماس الكردية.
 
 هل هناك ربط بين ما يحدث في العراق و ما يحدث الأن من معارك وتطورات في كردستان إيران؟

دون شك هناك علاقة مباشرة بين ما يحدث في العراق و المعارك التي تدور في إقليم كردستان الإيراني. و عندما نهض الشعب السوري ضد الطاغية بشار الأسد في عام 2011 بدأ النظام الإيراني بشن الهجمات العسكرية ضد المواقع التي يتواجد فيها الجناح العسكري بيجاك. والنظام في إيران يخشي من صعود التوترات السياسية في العراق ووصولها إلى إيران. ويرى الوضع الحالي في العراق خطير ويحجم من دور إيران و مصالحها في المنطقة. لذا من اجل منع الشعوب في إيران من الوصول إلى حقوقها وكذلك من أجل منع وصول الوضع الحالي في العراق إلى أبواب إيران الحدودية مع العراق، بدأ الحرس الثوري الإيراني بشن هجمات عسكرية واسعة في المناطق الكردية، لأن بيجاك تتمتع بالقوة العسكرية و الجماهيرية الهائلة في كردستان إيران ولديها انتشار في جميع الأراضي الكردية الإيرانية. 
 
هل تتوقع أن تستمر المعارك في كردستان وتتطور في حال تطورت الأحداث في العراق والتدخل الإيراني هناك ؟

كما ذكرت في السابق، أن النظام الإيراني يحاول حماية وجوده في المنطقة. لذلك لا نستطيع أن نتوقع استمرار المعارك في كردستان. ولكن من الواضح جداً بأن النظام الإيراني عندما يشعر بخطر سواء كان داخلياً أو خارجياً يشن هجماته العسكري، والسياسية و الثقافية علي الشعوب في إيران وخاصة الشعب الكردي. نحن نعرف سياسات النظام الإيراني جيداً وكذلك استراتيجيات هذا النظام، لذا نتوقع مع صعود الصراعات في المنطقة سوف تزداد التدخلات الإيرانية المباشرة في الدول وخصوصاً العراق وسورية .
 
 كيف تقيمون التدخل الإيراني في الدول العربية؟

النظام الإيراني يعتبر تدخل وإشعال الصراعات الطائفية والدينية في الدول المجاورة وكذلك دول منطقة الشرق الأوسط وسيلة لبقائه وأيضا للحفاظ على مصالحه السياسية والأيديولوجية. لذا، فالنظام الإيراني منذ نشأته في عام 1979 و من خلال شعار تصدير الثورة بدأ بتدخل مباشر في القضايا الداخلية لدول منطقة الشرق الأوسط، و بدون شك حتى لو خسرت إيران وجودها في سوريا والعراق وفي لبنان، لن يكف النظام الإيراني عن سياسة التدخل في الشأن العربي ليسلك طريقاً جديداً للهيمنة على المنطقة .

 هل هناك تنسيق بين القيادة السياسية والعسكرية في كردستان ايران مع أشقائكم في إقليم كردستان العراق؟ وما هو موقفهم مما تتعرضون له في ايران؟

كلا، ليس هناك أي تنسيق عسكري، ولكننا نعتبر الشعب الكردي في إقليم كردستان جزءا من شعبنا، وهناك تنسيق على المستوى السياسي بين بعض القوي السياسية، ولكن ليس عسكريا.

 ما هو موقفكم من الثورة في العراق؟

نضال الشعوب في منطقة الشرق الأوسط ينحدر من جذور تاريخية. ومرتبط بسياسات اتبعتها الأنظمة الحاكمة في المنطقة لمنع الشعوب من ممارسة حقوقها الإنسانة والقانونية من خلال فرض حكم الطائفة والأقلية، وعلى الشعوب بكافة أطيافها السياسية والإثنية. ونحن كشعب كردي و خاصة في إيران لا نؤيد حكم أي ديكتاتور. لذا نعتبر الحرية، والأمن والسلام حق مطلق لجميع الشعوب في المنطقة .
التعليقات (0)