ملفات وتقارير

الغرب يضع المغرب على رأس مصدري القنب الهندي عالميا

القنب الهندي مصدر رزق كثير من العوائل في المغرب - عربي21
القنب الهندي مصدر رزق كثير من العوائل في المغرب - عربي21
تجدد الجدل حول المخدرات بين الحكومة المغربية، والهيئات الدولية بعد صدور تقريرين في وقت متقارب، تحدثا عن احتلال المغرب المركز الأول بين الدول المصدرة لنبات القنب الهندي أو الكيف الذي يعد مخدرا، ومادة أولية يصنع منها "الحشيش" أيضا.

وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الخاص بسنة 2013، فلقد احتل المغرب قائمة الدول المصدرة للقنب الهندي دوليا، متفوقا على كل من أفغانستان ولبنان وأوكرانيا وكوستاريكا وأذربيجان.

وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقنب الهندي بالمغرب 57 ألف هكتار في الوقت الذي ناهزت فيه الـ 10 آلاف بأفغانستان فقط، وينتج المغرب أزيد من 38 ألف طن، ما جعله يعتبر أحد المنتجين الرئيسيين للقنب الهندي، على الصعيد الدولي.

وسجل التقرير الأممي، الصادر يوم الخميس الماضي، أنه بلغت نسبة القنب الهندي المحجوزة بالمغرب سنة 2012 نحو 137 طنا مسجلا ارتفاع مقارنة مع عام 2011، حيث تم حجز 126 طنا، وأكد التقرير أن أغلبية الحشيش المحجوز بأوروبا مصدره المغرب.

وأكد التقرير السنوي للهيئة أن الإنتاج غير المشروع للقنب الهندي يتركز في بعض بلدان شمال إفريقيا، خصوصا المغرب.

وحجزت إسبانيا الجارة الشمالية للمغرب، التي تعد أكبر محطة استقبال للقنب الهندي القادم من المغرب، وتنتشر فيها شبكات دولية كبيرة متخصصة في التهريب والاتجار بالمخدرات، 26 في المائة من القنب الهندي على المستوى العالمي.

وبعد تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الخاص بسنة 2013، بـ 24 ساعة أكد تقرير ثان أصدره المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، أن المغرب لا يزال أول مصدر للمخدرات صوب القارة العجوز، مع كون القوارب القناة الرئيسية في العملية، إلى جانب الطائرات التي صارت تستعمل بشكل متزايد، في السنوات الأخيرة، وتزامن التقرير مع بحث المغرب عن صيغة يقنن فيها القنب الهندي.

وأوضح  التقرير السنوي للمرصد الأوروبي، أن كمية محجوزات القنب الهندي، خلال السنوات العشر الماضية، صارت تمثل الثلثين، وهو تطور يظهر حسب ما يشرح التقرير، أن القنب الهندي صار ينتج في بلدان كثيرة، فيما كانت إسبانيا، بحكم كونها المعبر إلى باقي الدول الأوروبية من الجنوب، البلد الذي حجز أكبر كمية من المخدرات، حيث أنجحت المملكة الإيبيرية 381 عملية، خلال 2012، تليها بريطانيا بـ226 عن في عملية.

قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن المغرب تمكن "من تقليص حجم المساحة المزروعة بهذا المخدر مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات"، موضحا أن المساحة المزروعة بمخدر القنب الهندي في المغرب بلغت أكثر من 134 ألف هكتار قبل 10 سنوات".

وسجل وزير الاتصال المغربي، في معرض تعليقه على تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، خلال ندوة صحافية، أنه تقلصت المساحة المزروعة حاليا إلى 52 ألف هكتار، و"هذا نجاح".

ورغم إصراره على نجاح المغرب وتقدمه في مجال محاربة رزاعة المخدرات، فقد اعترف الخلفي بأن تقليص المساحات المزروعة "لا يعني أن المشكل لم يعد قائما، بل هو موجود، وهناك عمل مكثف من المصالح المعنية بمكافحة المخدرات وفق القوانين المحلية والتشريعات الدولية".

ولفت الخلفي إلى أن السلطات المغربية تمكنت العام الماضي من احتجاز 137 طن من مخدر القنب الهندي، وهو ما يزيد عن 10 بالمائة من المحجوز عالميا من هذا المخدر، مشددا على أن هذه "المؤشرات تعكس وجود مشكلة، لكن هناك تعبئة لمواجهة هذا المشكل وصيانة المكتسبات التي تحققت مثل تقليص حجم المساحات المزروعة".

هذا وسجل التقرير الأممي أن أفغانستان شهدت ارتفاعا في إنتاج الأفيون حيث توجد بها أكبر زراعة لمادة الخشخاش (الأفيون) في العالم، كما أن الكوكايين عرف انخفاضا على المستوى، وظل تناول الكوكايين مرتفعا في أمريكا الشمالية، و أمريكا الجنوبية.

ورغم أن مكتب الأمم المتحدة، المعني بالمخدرات والجريمة، سجل أن معدلات انتشار وتعاطي المخدرات شهدا استقرارا دوليا، حيث بلغ عدد المتعاطين للمخدرات 243 مليون فرد أي 5 في المائة من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاما عام 2012.

مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، رصد في تقريره، بأن حوالي 200 ألف شخص عانوا من الوفيات المرتبطة بالمخدرات في العام الماضي 2012 وحده.


النسخة الإنجليزية لتقرير مكتب الامم المتحدة على الرابط التالي:
https://www.unodc.org/wdr2014
التعليقات (0)