رياضة دولية

5 أسباب طبية لعدم تساهل "فيفا" مع "عضة" سواريز

 لاعب أورغواي سواريز - ا ف ب
لاعب أورغواي سواريز - ا ف ب
رغم تنافي سلوك "عض" الخصم مع الأخلاق الرياضية، إلا أن العقوبة الشديدة التي وقعها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على لاعب أورغواي "سواريز" المتهم بعض مدافع المنتخب الإيطالي خلال المباراة التي جمعت فريقهما في مونديال البرازيل، أثارت تعاطف البعض.

وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الخميس الماضي، سواريز بالإيقاف 9 مباريات دولية، وإيقافه لمدة 4 أشهر، سواء على مستوى منتخب بلاده أو ناديه ليفربول الإنجليزي، بجانب غرامة مالية قدرها 100 ألف فرنك سويسري (111 ألف دولار أمريكي تقريبا).

ولكن شبكة "الباحثون السوريون"، المعنية بنشر وترجمة البحوث العلمية، حاولت التخفيف من هذا الشعور لدى المتعاطفين، عبر تقرير أوردت فيه 5 مخاطر للعضة البشرية.

وأشار التقرير إلى ما تتداوله بعض الأوساط العلمية، من أن عضّات الإنسان تأتي في المرتبة الثالثة بعد عضات الكلاب والقطط من حيث الانتشار، وهو ما يُمثّل 23% من مجمل العضّات. غير أن التقرير عاد وشكك في دقة هذا الرقم، مضيفا أن هذه الأرقام "تبقى غير دقيقة لأنّ معظم عضّات الإنسان لا يُبلّغ عنها".

وكشف التقرير عن أن 60% من موضع العضّات من الإنسان للإنسان يكون في الطرف العلوي، في حين تحدث 15% في الرأس والرقبة، و92% من الضحايا كانوا رجالا.

وانتقل التقرير من هذه المعلومات المسلية إلى الشق الخطير، وهو أضرار العض، وأضاف: "هذه المعلومات ليست للضحك والتسلية فقط، حيث إنّ الجروح الناتجة عن العض خطيرة جداً ومن الممكن أن تكون قاتلة".

وحدد 5 أمراض يمكن أن تنتج عن العض، هي:

1-العدوى: يحتوي فم الإنسان على مستويات عالية من الجراثيم، خاصة الأنواع التي تصيب الأنسجة البشرية. وتنتقل هذه الجراثيم بشكل فعال جداً عن طريق العض، حيث تحتوي جروح عضة الإنسان على الفلورا الفموية، والتي تُمثّل ما يصل إلى 190 نوعاً مختلفاً من الجراثيم، تتوزّع بما يقارب 100 مليون في الميليمتر الواحد.

ورصد التقرير أن حوالي من 10 إلى 20% من عضّات الإنسان تصيب بالعدوى، والتي يمكن أن تنتشر بسرعة، وتسبب مضاعفات كبيرة بما في ذلك تدمير المفاصل إذا لم تعالج بسرعة.

2-التهاب الكبد "سي" و"بي": يمكن أن ينتقل كلا الفيروسين من العض وبشكل خاص فيروس التهاب الكبد "بي".. ويقترح التقرير أنّه يتوجب على أيّ شخص تعرض للعض إجراء فحوص مخبرية للتأكد من سلامته من التهاب الكبد.. كما أنه يقترح على الشخص الذي قام بالعض إجراء فحوص للتأكد من عدم إصابته بفيروس "سي"، فهو معرض بشكل أكبر للإصابة بهذا الفيروس الموجود في الدم.

3-فيروس نقص المناعة "الإيدز": كان يُعتقد أنّ اللعاب لا ينقل الفيروس، لذلك ليس من الممكن نظرياً الحصول على فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق العض أو التعرض للعض، ولكن هذا الأمر لا يبدو صحيحاً في كل الحالات، حيث تمّ تشخيص أكثر من حالة انتقال للفيروس عن طريق العض.

4- الحلأ (هيربس): طالما يُنقل فيروس الحلأ البسيط "إن وجد" عن طريق اللعاب، فهذا يعني إمكانية انتقاله بالعض.

5- داء الكلب: لم تؤكّد منظمة الصحّة العالمية إمكانية انتقاله من الإنسان للإنسان عن طريق العض، على الرغم من إمكانية حدوث ذلك نظريا..

هذا إلى جانب أعراض تقليدية يمكن أن تسببها الجروح الناتجة عن العض، والتي تتضمّن على سبيل المثال: حمى وحرارة، ورائحة منبعثة من مكان الإصابة، وجفافا، وتقيّحا، وتورّما، وألما، وخمولا.

وفي معرض تعليقه على التقرير الذي حدد 5 مخاطر صحية من الغضات البشرية، قال الطبيب علاء إسماعيل العميد السابق للمعهد القومي للكبد بالقاهرة، إن "الفيروسات توجد في اللعاب، ومن ثم فإن انتقال الفيروسات الكبدية من الشخص الذي يقوم بعملية العض إلى الآخر ممكنة نظريا"، غير أنه استدرك مضيفا: "لكنها نادرة الحدوث عمليا لعده أسباب، منها أن حدوث الإصابة يكون نتيحة انتقال كمية كبيرة من الفيروسات عبر اللعاب إلى الجسم، وهذا لا يمكن أن يحدث من "عضة" واحدة.

وقال إسماعيل: "لكي تنتقل الفيروسات للجسم لا بد أن تكون العضة مباشرة على الجلد ولا يوجد حائل مثل الملابس، وهو ما لا يتوفر في حالة لاعب أورغواي، هذا بالإضافة إلى أن بعض الأجسام تنجح في مقاومة الفيروسات".

وأضاف الطبيب المصري: "20% من الحالات التي تتعرض للفيروسات الكبدية ينجح الجسم في التخلص منها، إذا كان لديه جهاز مناعي قوي، ولكن الخطوة الأكبر للعض، والتي تزيد نسبة حدوثها هي حدوث التهاب خلوي في مكان العض (التهاب يصيب خلايا الجلد).

وشبكة الباحثون السوريون، هي "مبادرة أطلقها الباحث السوري الدكتور مهند ملك بالتعاون مع بعض الشابات والشبـّـان السوريين المقيمين في سوريا والمهجر، إضافة إلى مجموعة من الشباب العربي".

وبدأت المبادرة من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ويقدر عدد أعضاء الفريق بـ200 شخص، برئاسة مؤسس المبادرة مهند ملك. وينقسمون إلى 20 مجموعة إدارية وبحثية في تخصصات عدة. ويبلغ عدد متابعي الصفحة ما يزيد على 135,793 متابعا.
التعليقات (0)