ملفات وتقارير

فيسك يسخر من اتهام 4 ملايين كندي بالعداء للسامية

انتقد فيسك رئيس الوزراء الكندي هاربر - أرشيفية
انتقد فيسك رئيس الوزراء الكندي هاربر - أرشيفية
تساءل الصحفي البريطاني روبرت فيسك، معلقا على اتهام صحيفة يمينية كندية، أربعة ملايين كندي بأنهم مصابون بداء "العداء للسامية"، كيف يرضى الكنديون بهذا الاتهام؟.

وكتب مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية، قائلا  "قرأت أكثر الكلام، الذي جاء في صفحة إعلان كاملة بصحيفة "ناشونال بوست" المجانية، وهو كلام شائن ومشوه وخسيس، ولا يصح أن يقال عن الشعب الكندي".

 وأوضح فيسك: "كنت على متن الخطوط الفرنسية ومغادرا تورنتو، وكان العنوان الرئيسي في الصحيفة (حوالي 4 ملايين كندي مصابون بمرض)، وتحت العنوان صورة غامضة ملونة، وبدون تعليق تحتل نصف صفحة تظهر تجمعا لأشخاص قد يكونوا مشجعين لفريق كرة قدم، أو مسافرين في انتظار القطار ساعة الذروة في فانكوفر، أو أي شي آخر وكلهم رجال بيض مع بعض النساء، ويظهر رجل ملون قريبا من الكاميرا". 

وأضاف: "تحت الصورة يواصل هذا الإعلان الذي لا يمكن تصديقه، ’لو ترك بدون فحص، فسيؤدي- المرض- لنزعات عنف، وفي غالب الأحيان، لا يتم تشخيص هؤلاء الأشخاص المصابين فيه، ويقومون بنقلهة لأبنائهم وأحفادهم وزملائهم وأصدقائهم، من فضلك أوقف هذا المرض قبل أن يلوث مجتمعك‘".

ويعلق فيسك قائلا "هذا كلام مخيف طبعا، هل يشير للستة ملايين كندي ممن يحملون مرض نقص المناعة/ إيدز؟ أو 4.5 مليون كندي من المصابين بمرض التهاب المفاصل؟ أو 2.5 مليون كندي من المصابين بمرض السكري، أو حتى 7.5 مليون كندي من الذين يتلقون كل عام علاجا من مرض الكآبة؟ لا، فالمرض أخطر من كل هذا، لان المرض الذي يصيب أربعة ملايين كندي هو ’العداء للسامية‘، وتم نشر هذا الإعلان في الصحيفة اليمينية المتطرفة بدون تعليق من الكنديين". 

وأضاف: "يدعو الإعلان لو لاحظت أي إشارة للعداء للسامية قم بالإتصال بـ ’بيني بريث‘ كندا، وخط مكافحة العداء..".
 
ويقول "بعبارات أخرى هذه الجماعة المؤيدة لليهود وإسرائيل والتي لقيت مبالغاتها ودعايتها المليئة بالكراهية من اليهود الكنديين، تزعم أن أربعة ملايين من أبناء وطنهم، فما هي النتيجة التي يجب علينا استنتاجها إن كانت نسبة 9% من السكان الكنديين مصابون بالمرض والداء وملوثون".

 ويضيف الكاتب "دعونا الآن نتناسى أن ’بيني بريث‘ تعتبر أي نقد لدولة إسرائيل حتى لو كان مبررا ولو كان خفيفا- وقام به يهود وغير يهود هو عداء للسامية. ودعونا نتناسى الاحتجاجات السابقة من اليهود الأمريكيين ضد مبالغات المنظمة الصارخة، ودعونا نتناسى مساواتها الفلسطينيين بالنازية، وهي مقارنة دفعتها لنشر الصورة سيئة السمعة التي التقطت في وقت الحرب لمفتي فلسطين وهتلر. وتلاعب ’بني بريث‘ بالصورة حيث قربت  الديكتاتور النازي للمفتي بشكل قريب، بحيث يبدو هتلر وكأنه يجلس في حضن زائره".

ويقول فيسك "علينا أن لا نسأل عن السبب الذي جعل رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر لم يقفز مباشرة  للدفاع عن الشعب الكندي عندما علم عن هذا البيان المقرف الذي يتحدث عن المرض. لأن هاربر، ويا للأسف أخبر الكنيست الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير أن "نقد السياسة الإسرائيلية ليس ولا يعتبر بالضرورة عداء للسامية"، لكن شجب السياسات الإسرائيلية يصل لحد معاداة السامية. وهذا يضم من يؤيدون حملة المقاطعة لإسرائيل أو من يشيرون إليها بدولة التمييز العنصري/ابارتهيد".

ونقل عن هاربر قوله "في بعض الجامعات، نقاش المثقفين ضد السياسات الإسرائيلية يخفي وراءه الوقائع، من مثل مقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين والتحرش بالطلاب اليهود" واصفا هذا بأنه "مثير للإشمئزاز". 

ويعلق فيسك على رئيس الوزراء الكندي أنه "استخدم نفس المجاز الذي استخدمته ’بني بريث‘، ولماذا لا؟ لأن هناك سبب لعدم توقع الكنديين الحماية من رئيس الوزراء، والذي كان بدا في خطابه أمام الكينست وكأنه عضوا فيها وليس ضيفا على أعضائها، فقد قدم لستيفن هاربر "الميدالية الذهبية الرئاسية الدولية" لخدماته التي قدمها للشعب اليهودي ودولة إسرائيل" عام  2008 من ’بني بريث‘".

ويتساءل فيسك إن كانت هذه المنظمة لا تعرف أن هذه الاتهامات الكاذبة والحقيره هي نفسها استخدمها النازيون في دعاية الكراهية  ضد يهود أوروبا في ألمانيا الهتلرية؟، ووصف اليهود بالميكروبات".

ويقول: "اليهود بحسب جوليوس ستريتشر هم "حملة داء والقمل بين الرجال". وفي عام 1941 وصف غوبلز اليهود بأنهم "حملة مرض معد". وبعد ذلك بإسبوعين أشار لليهود بأنهم "طفيليات"، وبحلول تشرين الثاني/نوفمبر كان يطلق عليهم "قمل".

وبالمقارنة مع هذه الدعاية فأربعة ملايين كندي يحملون "مرض" لم يشخص، "معد" وتنتقل عدواه للأبناء والأحفاد. فيما يعيش المجتمع خطر "التلوث" وإن لم يكن هذا الكلام مثيرا للتقزز، فيمكن الضحك عليه".

 ويختم بالقول "السؤال ليس حول تسامح ستيفن هاربر مع هذه النفايات، كيف يمكن للكنديين؟ وهنا أشير لتجربتي وزيارة إسرائيل نفسها عدة مرات، كيف يمكن لإسرائيل التسامح مع هذه الوساخة من بني بريث في كندا؟ لا تتفق معه، الكلمة التي تحضر للذهن، وتقفز معها فكرتين، وهما إن كان يفترض من هذه المواد الدفاع عن إسرائيل، عندها فإسرائيل في خطر عظيم أكثر مما تعتقد، وبهذه المواد من كندا مثل التي قدمتها بني بريث وناشونال بوست كأصدقاء لها، فعندها لا تحتاج إسرائيل لأعدائها العرب".
التعليقات (0)