ملفات وتقارير

تحذيرات لنتنياهو من تداعيات كارثية لاحتلال غزة

جنود إسرائيليون في مكان اختفاء المستوطنين - أرشيفية
جنود إسرائيليون في مكان اختفاء المستوطنين - أرشيفية

في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الوزراء "الإسرائيلي" المصغر لشؤون الأمن لدراسة الخطوات المستقبلية ضد حركة حماس في أعقاب العثور على جثث المستوطنين المخطوفين، توقعت قناة التلفزة "الإسرائيلية العاشرة" أن تتخذ الحكومة قرارات "استراتيجية" ضد حماس.

ورجحت القناة الليلة الماضية أن تشمل الردود "الإسرائيلية" إما إبعاد العشرات من قيادات حركة حماس في الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو الشروع في تصفية قيادات بارزة في حركة حماس في قطاع غزة، علاوة على تدمير منازل نشطاء الذراع المسلح لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، الذين تتوفر دلائل على مشاركتهم في عمليات ضد "إسرائيل".

وفي ذات السياق، حذر عاموس هارئيل، مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس" من خطورة الضغوط التي تمارس على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للقيام بعمليات انتقامية شديدة.

وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، نوه هارئيل إلى أن ضغوطاً تماس من قبل الرأي العام الغاضب والنخب اليمينية على نتنياهو للإقدام على خطوات قاسية ضد حماس، محذراً من خطورة الاستجابة إلى هذه الضغوط.

وأشار هارئيل إلى أن تصعيداً عسكرياً غير مدروس يمكن أن يفضي إلى توريط "إسرائيل" في مواجهة طويلة المدى، مع كل ما يتضمنه الأمر من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل كبير.

وأشار إلى أنه حسب المعطليات التي قدمتها شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" فإن حركة حماس تملك مئات الصواريخ التي بإمكانها الوصول حتى شمال تل أبيب.

وأضاف: "يمكن أن تقدم إسرائيل على اغتيال قيادي بارز في حركة حماس حتى يتطور الأمر مواجهة طويلة ومفتوحة مع حركة حماس، قد تتواصل إلى فترة طويلة".

ونصح هارئيل نتنياهو المناورة برد يرضي الجمهور، لكن في الوقت ذاته لا يفضي إلى توريط إسرائيل في مواجهة عسكرية متواصلة.

وتوقع هارئيل ألا يصغي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدعوات وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الداعي إلى إعادة احتلال قطاع غزة.

وأضاف: "يفترض أن آخر ما يمكن أن يفكر فيه نتيناهو في هذه الأثناء هو التخطيط لإعادة احتلال قطاع غزة، مع كل ما يتطلبه الأمر من تحديات، حيث أن إعادة احتلال قطاع غزة يعني أن تكون إسرائيل مسؤولة عن توفير شروط الحياة لحوالي 1.8 مليون فلسطيني".

وفي ذات السياق، شدد رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" على أنه يتوجب على "إسرائيل" عدم العمل على انهيار حكم حماس في القطاع، على اعتبار أن انهيار هذا الحكم يعني عدم وجود عنوان سلطوي يمكن أن تمارس إسرائيل ضده الضغوط العسكرية وتراكم إزاءه الردع.

وفي تعليق نشره موقع الصحيفة صباح اليوم الثلاثاء، حذر بن يشاي من التداعيات الكارثية لإمكانية إقدام المستوطنين على عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، منوهاً إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل يفضي إلى تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة.

من ناحيتها كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى النقاب عن أن "إسرائيل" تخشى أن يفضي العثور على جثث المستوطنين الثلاثة إلى تعاظم العمليات التي تنفذها منظمة "شارة ثمن" اليهودية الإرهابية.

ونوهت القناة الليلة الماضية إلى أن الاستخبارات الصهيونية تنطلق من افتراض أن تزيد المنظمة من عمليات حرق المساجد، والمس بالممتلكات الفلسطينية، والاعتداء على الفلسطينيين في كل مكان يتواجدون فيه.

من ناحيتها ذكرت الإذاعة العبرية صباح اليوم الثلاثاء أن من بين الخطوات التي من المرجح أن يتخذها المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن هو تصعيد الحرب الاقتصادية ووصد الأبواب أمام وصول الأموال لمؤسسات حماس.

ولا خلاف بين المعلقين الصهاينة على أن أهم هدف سياسي سيحرص نتنياهو على تحقيقه هو الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لعدم للتراجع عن تطبيق المصالحة الفلسطينية.
التعليقات (0)