فنون منوعة

جمعيات تنتقد الرداءة بالتلفزيون المغربي في رمضان

رموز القنوات المغربية الثلاث - أرشيفية
رموز القنوات المغربية الثلاث - أرشيفية
عبرت العديد من الجمعيات بالمغرب عن سخطها بسبب ما اعتبرته رداءة واستخفافا بحقوق المشاهد المغربي، وذلك على خلفية مجموعة البرامج التي أَطل بها التلفزيون العمومي على المشاهدين خلال شهر رمضان الفضيل.

الجمعيات التي انتقدت البرامج المقدمة من طرف القنوات الأولى والثانية و"ميدي1 تيفي" في تصريحات لـ "عربي21"  تساءلت عن الأدوار الغائبة لمؤسسات الرقابة، وبخاصة لجان الأخلاقيات داخل تلك القنوات، وكذلك الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، المؤسسة الدستورية المخولة بمراقبة ما يقدم للمشاهدين.

وسجلت الجمعيات في التصريحات ذاتها للموقع هيمنة البعد التجاري بالأساس على عروض القنوات الثلاث، خاصة في أوقات الذروة (قبيل أذان المغرب حتى أذان العشاء) من خلال الحضور المبالغ فيه للإشهار، مسجلين تهميش البرامج الدينية على قلتها وتعمد بثها في أوقات خارج وقت ذروة المشاهدة.

في هذا الصدد قال عبد العزيز بنعبو، الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق المشاهد، في تصريح لـ"عربي21": "نسجل استمرار الرداءة والضحك على ذقون المشاهد المغربي خلال شهر رمضان عبر برامج التلفزيون"، معتبرا أنها خيبت ظن المشاهد فيها، وهو الذي "كان ينتظر شبكة برامج قنواته الوطنية في رمضان، بمنتوج يحفزه على المشاهدة وعيش أجواء رمضان كباقي الناس".

وأسف بنعبو لمستوى نتاجات القنوات العمومية المغربية خلال رمضان، مستغربا عدم مبالاة المسؤولين عن تلك القنوات بالنقد أو الاستنكار، أو حتى الاحتجاج أمام مقراتهم التي سبق وتم تنظيمها.

وقال الناشط المدني، "إننا نصطدم كل سنة والمشاهدين، بالرداءة والاستهتار والاستخفاف بحق المشاهد المغربي في فرجة حقيقية ممتعة وبليغة في الوقت نفسه".

من جهته قال بوعزة خراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك التي تضم في عضويتها 43 جمعية بمدن مختلفة من المغرب، إن برامج رمضان "لا تحترم المستهلك بشكل عام، وهي ذات بعد تجاري محض، وتستغل وقت الإفطار بمدد زمنية كبيرة ومداخيل استثنائية لتغرق المستهلك بعشرات الوصلات الإشهارية".

 وتساءل خراطي في حديثه لـ "عربي21" عن أدوار لجان الأخلاقيات، ومؤسسات الرقابة، خاصة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والتي حملها مسؤولية ما يواجهه المستهلك، إلى جانب القنوات العمومية وشركات الإنتاج كذلك.

وبخصوص ما تتعرض له البرامج الدينية من تهميش في تلك القنوات قال مولاي عمر بنحماد، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لـ"عربي21": "كنا نتمنى أن يكون رمضان فرصة لتدارك التقصير العام فيما يخص البرامج الدينية على القنوات العمومية، لكن هذه القنوات واصلت التقصير وظلت شاردة حتى في رمضان".

 بنحماد انتقد الحضور الضعيف للبرامج الدينية على تلك القنوات خلال رمضان بالإضافة إلى بثها في أوقات ميتة، وكذا غياب التنويع في وجوهها وقصر مدتها مبديا ملاحظات أيضا على مضمونها.

أمام هذا الواقع يتابع أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بأن "المواطن لا يلام إذا ذهب لقنوات أخرى وحتى التي تعرف بعض الانحرافات"، ذلك أن "قنواتنا تتحمل الكثير من المسؤولية، حيث إنها لو استجابت لهذه الرغبة على مستوى المضمون وتنويع الوجوه لما هجرها المشاهدون".

بنحماد انتقد كذلك ما وصفه بالحصار الذي تضربه هذه القنوات على مجموعة من أعلام المغاربة الذين يملأون الدنيا صخبا، ولا يتم استحضارهم بالإعلام العمومي الوطني، وهو ما ينبغي تداركه مستقبلا، وفق ما طالب به بنحماد.
 
ولفت الناشط المدني إلى تذرع القنوات الوطنية بوجود قناة "السادسة" المتخصصة في الشأن الديني، وأوضح أن قناة "السادسة" لها دور متميز ومهم، لكن هذا لا ينبغي أن يكون مسوغا للتقصير الذي تشهده القنوات العمومية، مستغربا المواجهة بهذه الذريعة حينما يهم الأمر البرامج الدينية وغيابها مع البرامج الرياضية، حيث إنه على الرغم من وجود قناة رياضية خاصة فإننا نجد برامج متنوعة للرياضة بمختلف القنوات، على حد قوله.

يذكر أن القوانين المؤطرة لعمل التلفزيون العمومي بالمغرب تتضمن توجيهات خاصة بضرورة رفع الإنتاج فيما يهم البرامج الدينية خلال شهر رمضان، غير أن ذالك لا يجد له أثرا على أرض الواقع، وهي التوجيهات التي تضمنتها المادة 30 من دفتر التحملات الخاص بالقناة الأولى والمادة 25 من دفتر التحملات الخاص بالقناة الثانية.

ويشار إلى أن برامج التلفزيون العمومي بالمغرب الخاصة بشهر رمضان تواجه موجات من الغضب، يعبر عنها المواطنون بفضاءات مختلفة، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.
التعليقات (0)