سياسة دولية

إسرائيل تطلب من مصر التدخل لاستعادة التهدئة

رشقات صواريخ المقاومة تواصلت باتجاه المناطق الإسرائيلية - أرشيفية
رشقات صواريخ المقاومة تواصلت باتجاه المناطق الإسرائيلية - أرشيفية

في الوقت الذي هدد فيه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بـ"جباية ثمن كبير وقاس" من حركة حماس، كشفت صحيفة مقربة منه أن تل أبيب طلبت من مصر مجدداً التدخل لدى حركة حماس ومحاولة استعادة العمل بتفاهمات التهدئة.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن تل أبيب طلبت من المخابرات المصرية محاولة إقناع حماس بالعمل بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب "عمود السحاب" في نوفمبر 2012.

ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن تل أبيب تستعد لإطالة أمد المواجهة الحالية حتى يتم وقف إطلاق الصورايخ من غزة على "إسرائيل"، إلا أن نتنياهو معني بكل قوة بإنهاء الموجة الحالية بأسرع وقت، لاعتبارات استراتيجية.

وأشار تقرير بثته الإذاعة العبرية صباح اليوم الثلاثاء، إلى أن نتنياهو يخشى أن تسهم حملة عسكرية على قطاع غزة في الدفع نحو تفجر انتفاضة ثالثة، سيما في ظل الغضب العارم الذي يجتاح الضفة الغربية وفلسطينيي 48، في أعقاب خطف الفتى الفلسطيني محمود أبو خضير، وحرقه حياً.

ونوه التقرير إلى أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تدهور مكانة "إسرائيل" الدولية بشكل غير مسبوق، وسيمنح حملات المقاطعة الدولية على الكيان الصهيوني الكثير من الوقود.

ونقلت الإذاعة عن محفل سياسي صهيوني قوله إن حملة عسكرية كبيرة على قطاع غزة يمكن أن تؤدي إلى إثارة قلاقل في كل من الأردن ومصر، بحيث تؤثر على استقرار النظام الملكي، ويمكن أن تحرك حكم الجنرالات في القاهرة.

من ناحيته، كتب بن كاسبيت كبير المعلقين السياسيين في "معاريف" أنه على الرغم من أن نتنياهو يحذر من التورط عسكرياً في قطاع غزة، إلا أنه قد يجد نفسه متورطاً في الوحل الغزي.

وفي مقال نشرته "معاريف" على موقعها صباح اليوم الثلاثاء، أشار كاسبيت إلى أنه على الرغم من طابع نتنياهو الحذر، إلا أن الضغوط التي يتعرض لها من اليمين "الإسرائيلي" ستدفعه للتصرف بعكس قناعاته، متوقعاً أن يضطر لتوسيع العمليات العسكرية ضد غزة.

وأوضح كاسبيت أن زيادة حدة العمليات العسكرية ستدفع المقاومة الفلسطينية للرد بالمثل، مما يعني بلورة دائرة كبيرة من التصعيد غير المنتهي.

وتوقع كاسبيت أن تخضع "إسرائيل" أولاً وتوافق على إنهاء الحملة، مشيراً إلى أن ما يدفع المقاومة في غزة للتحمل هو حقيقةُ "أنه لا يوجد في غزة ما يمكن أن يخسره المرء".

وفي هذه الأثناء، واصل وزراء نتنياهو تكثيف الضغوط عليه لتوجيه ضربة قوية جداً لقطاع غزة.

 ونقل موقع "واي نت" صباح اليوم الثلاثاء، عن وزير الداخلية جدعون ساعر، قوله إنه يتوجب توجيه ضربة موجعة لغزة.

وأضاف ساعر: "إن كانت الأمور في مستوطناتنا صعبة، فيجيب أن تكون الظروف في قطاع غزة أصعب بكثير جداً"، زاعماً أن المجتمع الدولي "بات يدرك الحاجة لأن تقوم إسرائيل بالرد بما يتناسب مع هجمات حماس".

من ناحيتها، انتقدت إيالا شكيد رئيسة كتلة حزب "البيت اليهودي" البرلمانية تصريحات نتنياهو التي قال فيها "الهدوء يقابل بهدوء"، معتبرة أن هذا التصريح أغرى حماس بتوسيع هجومها.
التعليقات (0)