صحافة دولية

واشنطن بوست: تراجع في شعبية الجنرال حفتر

ليبيون يرون في حفتر "سيسي ليبيا" - أرشيفية
ليبيون يرون في حفتر "سيسي ليبيا" - أرشيفية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست "تقريرا لمراسلتها آيرين كانينغهام تقول فيه "إنه وبعد أسابيع قليلة من إطلاق الجنرال المارق خليفة حفتر "ثورة شعبية" ضد الميليشيات الإسلامية التي تنتشر كالوباء في شرق ليبيا، فإنه بدأ بفقدان التأييد لحربه هذه"، على حد قولها.
 
وأضافت أنه "كان كثير من الليبيين أيدوا تحرك حفتر من أجل طرد "المتطرفين الإسلاميين" من مدينة بنغازي الشرقية، عندما أعلن عن عمليته العسكرية في أيار/ مايو. وبعد سنوات من المعاناة بسبب الهجمات المسلحة دون رد من الحكومة رأى الليبيون في حفتر شخصية جريئة لديها الاستعداد لضرب المسلحين الذي يتغطرسون في شوارعهم"، على حد زعمها.

ورأت أن "حملة الجنرال السابق لم تحقق تقدما، وقتل ما لا يقل عن 200 شخص بحسب الحكومة ولا يستطيع أي من الطرفين الادعاء بأنه كسب المعركة. كما أن دعوة حفتر لتخليص البلاد من الإسلاميين تثير قلقا حول وجود طموحات سياسية أكبر ما جعل البعض هنا أكثر حذرا من الحملة".

ونقلت الكاتبة عن عضو المؤتمر الوطني العام في ليبيا، محمد عبد الله، قوله حول عودة حفتر المفاجئة والدرامية للحلبة السياسية: "حاول حفتر تصوير نفسه كفارس على حصان أبيض جاء لإنقاذ الموقف".

وكان حفتر (71 عاما) انشق عن نظام القذافي عام 1987، بعد أن خدم كضابط في الجيش، ثم عاد وشارك في ثورة 2011 ضد نظام الدكتاتور الراحل معمر القذافي. 

وبحسب عبدالله فإن حفتر "لم يستطع الاستفادة من هجمته الحالية بالرغم من حصوله على دعم وأسلحة من قطاعات في قوات الأمن الليبية الرسمية".

وأضاف عبد الله: "إن نفوذ حفتر العسكري محدود جدا، ولم يكن قادرا على إبقاء الوضع تحت السيطرة".

وقالت الكاتبة إنه "بالإضافة لأعداد الضحايا، تسبب القتال على مدى الشهرين الماضيين بإجلاء عدد من المناطق المدنية من سكانها في بنغازي، بحسب المسؤولين الحكوميين. كما أن المتطرفين يقومون بهجمات مضادة متسببين بخسائر فادحة في صفوف قوات حفتر، ويقومون باغتيال المسؤولين المحليين"، على حد قولها.

ومنذ الإطاحة بالقذافي عانت ليبيا من صعود تشكيلة من الميليشيات المسلحة جيدا، والتي تسعى لتكون متنفذه في الحكومة وفي المدن، ويلقي الكثير من الليبيين باللائمة على المؤتمر الوطني العام، الذي يسيطر عليه الإسلاميون، ويقولون إنه لم يهمل فقط رجال الميليشيات الذين يحرسون الشعب تارة ويستغلونه  تارة، بل استفادوا من قوة الميليشيات العسكرية في بلد يوجد فيه جيش وشرطة بالإسم فقط، بحسب الكاتبة.

وتابعت بأنه "في بنغازي، النفوذ الذي مارسته الميليشيات –ومعظمها إسلامية– تسببت بإشكاليات أدت إلى تأسيس أنصار الشريعة، والتي يتهمها السكان بالتسبب بأكثر حالات العنف".

ووعد حفتر بملاحقة "أنصار الشريعة"، والتي يتهم بعض أعضائها بالمشاركة في الهجمات عام 2012 على البعثة الدبلوماسية الأمريكية، وملحق الاستخبارات المركزية القريب في بنغازي، "ولكنه استغل بالشعور السائد ضد الإسلاميين فوجه نيرانه لألوية إسلامية أخرى في بنغازي وأشرف على عملية اقتحام مقر المؤتمر الوطني العام في العاصمة طرابلس"، وفق الكاتبة.

وأضحت أن توسيع حفتر لمهمته ضمن أن يصل حالة من الجمود في معركته مع الميليشيات في بنغازي. وتسببت أيضا بأن سئم الناس الحالة التي تسببت بخراب في مزارعهم وخسائر في ماشيتهم لدرجة أن أحد القبائل طلبت من حفتر سحب جنوده من منطقتها وإلا ستضطر إلى الانضمام للميليشيات لمحاربته، بحسب ما نقلت الكاتبة عن سكان في بنغازي ومسؤولين.  

ونقلت عن كما كيمو وهو من سكان طرابلس قوله: "الأمن مضطرب في كل مكان الآن، كان على حفتر أن ينهي العملية بسرعة".

كما أن تحركات حفتر فضحت ما يصفه بعض المراقبين بالطموحات السياسية الدفينة لدى الجنرال المارق، على حد قولها.

ففي البداية كان يدعو لحكومة طوارئ بدلا من المؤتمر الوطني العام وإجراء انتخابات جديدة، ولكن توجيهه التهم للإسلاميين غير المتطرفين ووضعهم مع الجهاديين كان إشارة على أن الرجل يحاول تقليد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجنرال السابق الذي قام بحملة دموية ضد الإخوان المسلمين في مصر على مدى العام الماضي، بحسب تقرير الكاتبة.  

ونقلت أيضا عن رنا (33) من بنغازي قولها: "عندما بدأ (حفتر) قال إنه يحارب الإرهاب وكنا خلفه في ذلك، ولكن عندما استهدف الإسلاميين السياسيين والمؤتمر الوطني العام كان واضحا أنه دخل في السياسة، وأنا لا أتفق مع ذلك".

وكان حفتر قد وصف، في مؤتمر صحفي في بنغازي، الفرع الليبي من الإخوان المسلمين بأنه "وباء لن تتقبله الأرض الليبية".

وتسبب كلامه الخطابي بتخويف الإسلاميين الغير مؤيدين لأنصار الشريعة، والذين يشعرون بأنهم مستهدفون أيضا.

ويقول عضو سابق في أحد الميليشيات السلفية في بنغازي: "كلا الطرفين – أنصار الشريعة وحفتر – غير شرعيان، ويعملان خارج إطار الدولة (...) وتلك إشكالية للجميع، ولا نحب أي منهما، ونحن قلقون.. إلى أين سيوصلنا هذا العنف؟".

ونقلت الكاتبة عن عبد الله الذي عمل مع حفتر قبل ثورة 2011 حين كان معارضا للقذافي في أمريكا إنه يعتقد أن حفتر يسعى للحصول على موقع رفيع في أي حكومة جديدة، مضيفا: "إنه متعطش جدا للسلطة، وحاولت الكثير من الحركات استغلال شعبيته، ولكن الشعب بدأ يبتعد عنه.. ولكنه لن يتراجع حتى يصبح سيسي ليبيا".
التعليقات (0)

خبر عاجل