سياسة عربية

غزة تحتاج مستلزمات طبية بـ 10 مليون دولار

رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب إيهاب أبو علي - الأناضول
رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب إيهاب أبو علي - الأناضول
طالب مسؤول إغاثي السلطات المصرية بفتح طبيعي ويومي لمعبر رفح لإدخال المساعدات الإغاثية في ظل سيطرة كاملة من الجانب المصري علي المعبر، مشيرا إلى أن غزة تحتاج إلى دعم طبي يقدر بـ 10 مليون دولار جمعنا فقط 2.5% فقط منهم. 

وفي مقابلة من مكتبه بالقاهرة، أوضح إيهاب أبو علي رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب (تجمع لنقابات الأطباء العرب) أن الموقف في قطاع غزة كارثي على المستوي الإنساني والصحي. 

واعتبر أبو علي أن الموقف العربي الرسمي إزاء الأزمة الحالية أضعف بكثير من الأزمات السابقة التي تعرض لها قطاع غزة في السنوات الماضية، مرجحا أن تطول الأزمة حيث تسعى إسرائيل للخروج بانتصار شكلي ترى أنه لم يتحقق حتى الآن في ظل مقاومة فلسطينية تواجهها. 

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الاثنين الماضي، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، أسفرت عن مقتل 172 فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف آخرين.

 وإلى نص الحوار:  

ما هو طبيعة الموقف في غزة بحسب ما وصل لديكم؟
لنا مكتب تابع لاتحاد الأطباء العرب في فلسطين يمدنا على مدار الساعة بالموقف الصحي والإنساني بما يحدث في قطاع غزة، الذي يعاني عجزا كبيرا يتمثل فى 140 صنفا من أدوية الطوارئ والعمليات وصل رصيدها صفر وهناك أكثر من 400 صنف من المستهلكات الطبية رصيدها صفر أيضا، وسط تزايد أعداد الجرحى والمصابين.

كما تعاني غزة أزمة كبيرة قبل هذه الحرب تتمثل في عدم حصول موظفيها على رواتبهم منذ 3 شهور، فضلا عن أن سيارات الإسعاف معطلة بنسبة 50 % منذ فترة؛ بسبب السولار والبنزين، وكنا نسعى لحلها قبل بدء الحرب.

ما تقديراتكم لمعالجة هذه الأزمة إنسانيا وصحيا حاليا؟ 
مكتبنا في غزة رصد قائمة مستلزمات طبية أرسلها لنا وقدرناها بـ 10 مليون دولار، ولكن منظمة الصحة العالمية رصدت موازنة تبلغ 80 مليون دولار لرفع الواقع الكارثي في قطاع غزة حتى 6 شهور، منها 40 مليون دولار خلال هذه الأزمة لقيام القطاع الصحي بدوره. 

 وقسمنا على مراحل منها مرحلة الطوارئ والأزمات التي بعد يومين تم إعداد قوافل، ودورنا الأساسي أن نوفر بشكل مباشر الأدوات المستلزمات ونقود العمل الاغاثي والصحي في فلسطين سواء بالتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية بجانب الشراء.

ما القيمة التي وصلت إليها من إجمالي 10 مليون دولار وماذا قدمتم ؟
تقريبا مليون ونصف مليون جنيه مصريا (214 ألف دولار)، أي نحو 2.5% من المبلغ المطلوب ونتعامل بما يأتي بشكل فوري فوق أولويات ما يحتاجه القطاع الصحي، وقدمنا حتى الآن 5 شاحنات أدوية ومستلزمات طبية، وهناك وفد طبي سيسافر قطاع غزة للمساعدة في علاج الجرحى والمصابين وسد النقص الشديد في بعض التخصصات بجانب دعم مساعدة مستشفى  العريش (شمال شرقي مصر) بالأجهزة الطبية أو ببعض تخصصات الأطباء أو ما شابه لاستقبال الجرحى بدلا من انتقالهم للقاهرة للعلاج.

هل هناك اختلاف في التبرعات المقدمة إليكم الآن عن الأزمة السابقة لغزة في عام 2012؟ 
كل وقت وله ظروفه لكن العامل الأساسي لحث المتبرعين هي وصول الدعم المباشر لمستحقيه، فإذا وصلت المساعدات وتم تيسر دخولها لغزة بشكل سريع وفوري سيكون التواصل بشكل كبير، والحمد لله وصلت شاحنات إغاثية لغزة من معبر رفح ونأمل أن تكون بادرة أمل مشجعة للناس للوصول إلى المبلغ المرصود للمساعدات الطبية 10 مليون دولار. 

كيف يتجاوب معكم العالم إزاء الأزمة الإنسانية في غزة؟ 
خاطبنا 500 منظمة دولية، وهناك تجاوب كبير، وتم دعم مستشفى العريش بمعدات طبية وسنستمر.

هل يتوقع أن تطول الأزمة في غزة على نحو ما قد يؤثر على عملكم؟ 
ندعو ربنا ألا تطول الأزمة، فهي ليست أزمة صحية فحسب ولكن هناك وضع إنساني كارثي، هناك مشكلة في مياه الشرب وهناك آلاف من المباني المحطمة، وناس تعيش في العراء، وكل هذه الأوضاع تصب في الوضع الصحي أيضا وهذا أمر في غاية الخطورة. ونعتقد أن الأمور قد تطول ونجهز أنفسنا لأزمة طويلة من خلال إمكانياتنا البشرية والمادية، ولكن نأمل من ربنا أن تنتهي الأزمة اليوم قبل الغد.

في ظل هذه الأزمة، هل ترى أن التفاعل العربي الرسمي على المستوى المطلوب؟ 
التحرك أضعف بكثير من الأزمات السابقة، رغم أن الأزمة الحالية أكبر.

معبر رفح.. نقطة هامة في عملك الإغاثي الآن، ماهي رسالتك للسلطات المصرية في هذا الصدد؟

من حق أي إنسان سواء في الجانب المصري أو الفلسطيني أن يكون المعبر مفتوحا أمامه لتيسير حياته أو علاجه أو دراسته والسلطات المصرية تسيطر بشكل كامل عليه فهي تتحكم في تفتيشه أو تأمينه أو عدم دخول أي شيء يضر بالأمن القومي المصري فلا يجب أن توجد مخاوف من أنه يشكل تهديد لمصر. يجب أن يكون المعبر مفتوحا بشكل طبيعي مثل أي دولة، وخاصة مع دولة شقيقة مثل فلسطين وإلا غلقه سيكون عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني.
التعليقات (0)