صحافة دولية

التايمز: هل أصبح الأسد حليف الغرب ضد "داعش"؟

بويز: طبيب العيون الذي تدرب في بريطانيا بلا عيون في دمشق - التايمز
بويز: طبيب العيون الذي تدرب في بريطانيا بلا عيون في دمشق - التايمز
كتب روجر بويز المعلق في صحيفة "التايمز" مقالا عن التطور الذي وقع بالأمس خلال تنصيب الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا لولاية ثالثة بحفل أقيم في قصر في دمشق، وليس في مجلس الشعب كما هو العرف وكما ينص الدستور، والذي تضمن كلمة للأسد تطرق فيها إلى ما يجري في البلاد من أحداث.

وقال بويز "أدى بشار الأسد القسم لولاية تمتد سبع سنوات أخرى كرئيس للجمهورية السورية المتخيلة، وكل ما حوله بلد يتمزق، سكانه يموتون أو هاربون، ومع ذلك فقد كان الزعيم السوري ومنذ 14 عاما قادرا على الإعلان في خطاب تنصيبه "يمكن للشعب السوري تقديم دروس في الديمقراطية". وعلى ما يبدو فطبيب العيون الذي تدرب في بريطانيا بلا عيون في دمشق، وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه قتلت القوات السورية وجرحت مراسلين لوكالة الأناضول التركية الذين كانوا يغطون استخدام البراميل المتفجرة في مناطق المعارضة والمدنيين".

فالبراميل المتفجرة ترمى من طائرات الهيلوكوبتر على الأسواق المزدحمة بالمتسوقين، وترمى القذائف المحملة بغاز الأعصاب على أحياء المدينة، وقد أصبحت هذه علامات مميزة لنظام الأسد، وحتى الآن قتل ما يقرب من 160.000 سوري".

ويصف بويز الأسد بأنه لا يزال يتحدث بغرور عن أمرين. الأول وهو أن الغرب الذي كرس جهوده للإطاحة به توصل لحقيقة عدم رحيله، وأنه باق في السلطة، والأسوأ من هذا هو أنه قد يصبح حليفا للغرب في الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). أما الأمر الثاني فهو غياب المرشح الحقيقي والقوي البديل عن الأسد الذي يستطيع وقف انحدار البلاد نحو هاوية الدمار.

ويضيف بويز "تسيطر عائلة الأسد على الآلة الأمنية، والتي تعتبر الجزء الأكثر فعالية في الجيش، وتعتمد عائلة الأسد في التزود بالسلاح من المزود الرئيسي روسيا التي لا تزال توفر مخزونا عاليا، فيما ترسل إيران طائرات يومية لدمشق تحمل على متنها المستشارين، المال، والمواد الطبية للنخبة الحاكمة. ونادرا ما شعر الرئيس وزوجته المتعلمة في لندن بالأمان خلف جدران قصره في دمشق، منذ بداية التمرد الدموي قبل 40 شهرا".

وغير هذا فهو يستطيع ضمان النخبة العلوية، فقد عزز سيطرته على الممر الاستراتيجي من دمشق، واستعاد مدنا بما فيها حمص، وتقوم قواته بمحاصرة حلب".

ويشير الكاتب لتصريحات رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق وسوريا، والذي قال: "قد نأكل نضطر لأكل كلامنا" أو ابتلاع الغراب كما يقال في التعبير العامي الأمريكي "ومهما كان سوء النظام فهناك شيء أسوأ منه، وهي العناصر المتطرفة في المعارضة".

كل هذا والبلد ينهار تحت قيادته، فالاقتصاد في حالة سيئة ولا توجد بنية للإعمار ولا أمل في عودة الاستثمارات الأجنبية. وحصل الرئيس على نسبة 88.7% في انتخابات الشهر الماضي مع أن التصويت لم يتم في المناطق الواقعة تحت سيطرة  المعارضة.

ويرى الكاتب أن أكبر مظاهر فشل الأسد هي الأزمة الإنسانية الضخمة التي ساعد على خلقها، فنصف السكان، اي حوالي 11 مليون نسمة إما يعيشون في مخيمات اللاجئين خارج البلاد أو مشردين في داخل سوريا. وهناك الكثير ممن يعيشون في مناطق المعارضة  ممن لم يستطيعوا الحصول على المساعدات الإنسانية. وبالنسبة لهم فالعيش مدة سبع سنوات تشبه سبع سنوات المجاعات كما في عصر يوسف والفرعون.

ويرى الكاتب أن بريطانيا والولايات المتحدة أسهمتا في إطالة أمد حكم الأسد، من خلال منع وصول السلاح للجماعات المعارضة، مما فتح المجال أمام التوسع السريع للمقاتلين المدربين بشكل جيد من جبهة النصرة وداعش.

  ويقول الكاتب إن الجيش السوري الحر يقاتل على جبهتين: ضد الأسد وضد داعش. والآن قد يتحول الأسد وبتشجيع من إيران لضرب داعش "ومهما حدث فستكون لعبة طبخت في قصره مع مستشاريه الإيرانيين والروس، والهدف الحقيقي منها إطالة أمد حكمه. فوالده حافظ الأسد مات بعد أن حكم سوريا لثلاثة عقود، بشار الآن عمره 48 عاما وقد يعمر في الحكم مدة أطول".
التعليقات (0)

خبر عاجل