غزة: ثلاجات الموتى ممتلئة والجثث مكدسة على الأرض - الأناضول
ساعتان فقط من الوقت لا تكفيان لاختصار ما خلّفه القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، الأحد، من مآسٍ إنسانية لا يمكن لكل مفردات اللغة أن تختصر مشهدها الدامي هناك.
ولم يكن أمام طاقم وكالة الأناضول في غزة، سوى التقاط أهم الصور الصادمة، في حي الشجاعية، الذي بدا وكأن إعصارا أو زلزالا ضربّه بقوة وعنف.
فثمة بيوت هُدمت على ساكنيها، وعمارات سكنية تحولت إلى أكوامٍ من التراب، فيما داخل تلك البيوت انتشرت برك الدم، وأشلاء الأطفال والنساء في كل ركن وزاويـة.
وبعد مرور نصف ساعة فقط، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صواريخها تجاه حي الشجاعية، ما دفع طواقم وسائل الإعلام إلى مغادرة المكان خشية التعرض للقصف.
وقالت حركة حماس في بيانٍ وصل وكالة الأناضول نسخة عنه، إن الدبابات الإسرائيلية قصفت حي الشجاعية، ولم تلتزم بالهدنة الإنسانية.
ولم تكن هذه الهدنة كافية أمام سيارات الإسعاف لنقل الجثث المتفحمة إلى مستشفى الشفاء بغزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي موافقته على طلب منظمة الصليب الأحمر الدولية على هدنة إنسانية لمدة ساعتين، اليوم الأحد، في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة.
وقال بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "صادق الجيش الإسرائيلي على هدنة إنسانية بناء على طلب منظمة الصليب الأحمر"، لمدة ساعتين.
وسارعت السيارات لنقل الجثامين من الشوارع والبيوت، في صورةٍ كشفت عن بشاعة القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية.
وفي داخل أحد البيوت ظنتّ نساؤه أن أسفل الدرج، سيكون درعا حاميا لهنّ، من القذائف المميتة العشوائية، فتركنّ أعلى المنزل لتباغتهنّ القذائف وتحيل أجسادهن إلى أشلاء وألوان سوداء.
وعلى غير بعيد من المكان، يبكي طفل ويستغيث مناديا على والدته وعائلته التي لا يدري أين ذهبت بعد فرارها من جحيم القصف.
تنتشله سيارة الإسعاف، لينضم إلى قائمة الجرحى، فيما يعكف مسعفون ومواطنون على انتشال الجثث من بين الشوارع، التي لاحقت القذائف أصحابها حتى بعد هروبهم من المنازل.
وتدفقت الجثث إلى المستشفى تباعا رافعة من حصيلة القتلى والجرحى، وهي الحصيلة التي قال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية إنها ارتفعت إلى 60 مواطنا، بينهم 19 طفلا و16 امرأة.
وأكد القدرة في تصريح لوكالة الأناضول إن عدد شهداء المجزرة لا يزال أوليا لأن كثير من القتلى في الشوارع، وتحت الأنقاض ولا تزال الطواقم الطبية تقوم بعمليات إخلاء الشهداء والجرحى.
وأضاف: "العدد مرشح للزيادة، فهناك الكثير من المفقودين، لهذا تبقى الحصيلة حتى اللحظة أولية".
ووفق شهود عيان، فإن كثيرا من الجثث لا تزال تحت الركام، في منطقة تشتعل النيران في كثير من بيوتها وأشجارها.
وتوغلت عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية شرقي مدينة غزة، صباح الأحد، وسط قصف عنيف ومكثف من المدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، ونزوح الآلاف من منازلهم متوجهين صوب مركز المدينة.