ملفات وتقارير

ناشطون أردنيون يتساءلون: أين الملك؟

الملك الأردني يظهر في صورة مؤخرا مع بان كي مون - (وكالات محلية)
الملك الأردني يظهر في صورة مؤخرا مع بان كي مون - (وكالات محلية)
أطلق ناشطون أردنيون حملة ساخرة على شبكات التواصل الإجتماعي تحت عنوان "أين الملك" في إشارة لعدم ظهور العاهل الأردني على الإعلام منذ 10 أيام تقريبا، على الرغم من العدوان على قطاع غزة وغياب موقف أردني "حقيقي" تجاه العدوان.
 
الناشط في الحراك الأردني خالد الناطور أعلن على صفحته الشخصية على "فيسبوك": "انطلاق الحملة الشعبيه للبحث عن الملك وولي العهد، لمن يمتلك معلومات الرجاء الاتصال على رقم الطوارئ 191، والجائزة رعاية المقدسات".
 
وكتب دكتور العلوم السياسية في جامعة اليرموك أنيس الخصاونة معلقا على صفحته الشخصية:  "طال غياب الملك! ملك البلاد وولي عهده وزوجته غادروا الأردن منذ عشرين يوما طباقا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحدود الأردن شمالا وشرقا وغزة غربا تشهد أزمات وحروبا، وتوقع بهجرات ونزوح إلى المملكة، وخصوصا من الشرق. يا ترى ألا تعتقدون أنه في مثل هكذا حالات تستحق أن يقطع رئيس الدولة زيارته الخاصة والعائلية وحتى الرسمية ليعود ويمكث بين أفراد شعبه؟".
 
 وكان آخر تصريح للعاهل الأردني بخصوص الوضع في غزة بتاريخ الاثنين 14 تموز/ أيلول 2014، حذر فيه من خطورة ما يجري في غزة على المنطقة واستقرارها، مطالبا في اتصال هاتفي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بـ "ضرورة وقف استهداف المدنيين وأهمية احترام القانون الدولي في هذا الشأن"، منبها من "مخاطر الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين، ما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد"، حسب ما نقل المكتب الإعلامي للديوان الملكي الأردني.
 
ويظهر الملك يوم الثلاثاء الماضي بعد غياب ليلتقي أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في قصر الحسينية بعمان، حسب ما نشر الحساب الخاص للديوان الملكي على موقع "تويتر".
 
الكاتب والمحلل السياسي عمر كُلاب يقول لموقع "عربي 21"، إن الملك حاليا سيلتقي أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لبحث الوضع في غزة.
 
أما بخصوص غياب موقف أردني رسمي تجاه ما يجري في قطاع غزة، يرى كُلاب أن "الموقف الرسمي الأردني شبه غائب بشكل أٌقلق الشارع الأردني الذي يرتبط بعلاقة خاصة مع الشعب الفلسطيني، واقترن هذا الموقف بطبيعة المحاور التي تشكلت بعد الربيع العربي وطبيعة الاصطفافات والسياسة الخارجية غير الناجحة  التي أخرجت الأردن من دوره".
 
الناشط في الحراك الأردني عبد الله محادين يرى أن "الموقف الرسمي الأردني ممثلا بالحكومة والملك لا يرقى للأحداث على الإطلاق، مقارنة مع دول أمريكا اللاتينية التي قامت بطرد السفير الصهيوني".
 
 ويقول لـ"عربي 21"، إن "الموقف الرسمي الأردني يمسك بالعصا من المنتصف وكأن القصة ليست بين مستعمٍر وشعب تحت الاحتلال! واقتصر الموقف الأردني على بيانات وتصريحات بروتوكولية وتثمين لجهود الملك المجاز، أما على الأرض فإن هنالك حماية لسفارة المحتل واعتقالات للمحتجين، وهذا إثبات أن العلاقات مع الكيان الصهيوني خط أحمر دون أدنى اكتراث للرأي الشعبي الرافض بالمطلق".
 
ونشر ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة لإعلان مفبرك في صحيفة تحت عنوان "تنوية" جاء فيه: (من المملكة الأردنية حكومة وشعبا إلى حضرة صاحب الجلالة المعظم، نظرا لانقطاعك عن العمل كقائد أعلى للقوات المسلحة وحاكم أوحد للبلاد لأكثر من عشرة أيام متواصلة دون عذر رسمي ودون إشعار، وحيث إنك لم تعد لاستلام سلطاتك الدستورية حتى تاريخه وفي هذا الظرف الحرج، فإن المكلة تهيب بجلالتكم بضرورة العودة إلى الوطن في أقرب وقت ممكن ومراجعة دائرة الموارد البشرية، وبعكس ذلك سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحسب المادة 28 الفقرة "ط" من قانون العمل الأردني وفق أحكام الدستور).
 
دستوريا تنص الفقرة (ط) من المادة 28 في الدستور الأردني، على أنه "إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد فيعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبا له أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وعلى الهيئة
أو النائب مراعاة أية شروط قد تشمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر ولم يكن مجلس الأمة مجتمعا، فإنه يدعى حالا للاجتماع لينظر في الأمر".
 
يقول أستاذ القانون الدستوري في الجامعة الأردنية الدكتور ليث نصراوين لـ"عربي 21"، إن "جميع الشروط الدستورية متحققة في غياب الملك حسب المادة 28 من الدستور، فقد قام الملك بتعيين الملك فيصل نائبا له وفق الشروط التي حددها الدستور لنائب الملك، وقام نائب الملك بأداء القسم الدستوري أمام الوزراء، وجاء النص الدستوري واضحا فيما يتعلق بمدة غياب الملك إذ حددها بأربعة أشهر متواصلة بعدها يدعى مجلس الأمة حالا للاجتماع لينظر في الأمر".
 
وكان المعارض الأردني البارز ليث شبيلات، وجّه رسالة إلى رئيس الوزراء عبد الله النسور، طالبه
فيها بإصدار تصريح رسمي يعلن فيه عن مكان الملك عبد الله الثاني، وعن سبب غيابه وعن وضعه الصحي.
 
ولفت شبيلات في رسالة -نشرها على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" وحملت نقدا قاسيا للحكم في الأردن- إلى أن الأردنيين لم يسمعوا من الملك "أي كلمة منذ تسعة أيام حتى بدأ الناس يتناقلون الإشاعات حول هذا الغياب"، مشيرا بشكل خاص إلى إشاعات تتحدث عن إصابة الملك في حادث أثناء قيادته دراجة بالولايات المتحدة.
 
وجاء في رسالة شبيلات أنه "منذ أكثر من تسعة أيام وفي شهر رمضان المبارك والملك غائب في بلاد أعداء الشعب العربي الذين هم أصدقاء النظم العربية الحاكمة، ولا يعلن هل هو في إجازة أم في عمل".
 
هذا و يُظهر الفيديو الأسبوع لنشاطات الملك عبد الله الثاني الذي ينشره حساب الديوان الملكي الرسمي على "فيسبوك" أن آخر نشاط للمك عبد الله الثاني كان في تاريخ 6- 10 تموز/ يوليو 2014)، كما أن صحيفة الرأي الحكومية ووكالة الأنباء الأردنية الرسمية خلتا من وجود أخبار حول الملك عبد الله الثاني حتى مساء يوم الثلاثاء، ليظهر الملك وهو بحالة جيدة في صورة تجمعه مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.
التعليقات (0)