مقالات مختارة

"مواجهة" مشرق عباس

عدنان حسين
1300x600
1300x600
كتب عدنان حسين: مشرق عباس من أنبه أبناء الجيل الجديد من الصحفيين، ومن أكثرهم متابعة لشؤون البلاد وجدية في تحليل الأحداث واجتهاداً في تفسير مقدماتها واستكشاف تطوراتها ومآلاتها المحتملة .. تشهد بهذا كتاباته في "الحياة" و"المونيتور"، وفي موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، فضلاً عن الجلسات الاجتماعية معه. كل هذا بلغة صحفية تجمع بين الرصانة والسلاسة. 

بعد ظهر أمس، فيما كنت أتهيأ لكتابة عمود اليوم، رغبت في استطلاع اتجاهات الرأي للأصدقاء في "فيسبوك"، فوجدت مشرق قد أشركني في تعليق كتبه بخصوص موضوع هام التقطته نباهة مشرق .. أعجبني فرغبت بدوري في إشراك القراء به.
كتب مشرق تحت عنوان "مواجهة البغدادي":

"على الأرض هناك أكثر من 2 مليون مواطن مهجر من الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى .. وهناك ملايين أخرى لا تمتلك قدرة النزوح من أماكنها، فجلست في منازلها تنتظر قدرها.

"الفكرة التي يتم تسويقها بأن أهالي الموصل والمدن الأخرى يدعمون تنظيم "البغدادي" من المفترض أن تتم مراجعتها إعلامياً وسياسياً .. إلى اليوم كل الصور التي نُقلت عن تأييد خلافة البغدادي الملثمة لا تتجاوز عشرات من المؤيدين، والكثير من هؤلاء مغلوب على أمرهم.

"تقولون إن على أهالي الموصل الانتفاض على عصابات البغدادي.. كيف؟ بأي سلاح؟ وكيف لمدنيين أن يقوموا بما عجز عنه الجيش؟
"الحديث الدائم عن الحلول السياسية والقانونية والاجتماعية التي من شأنها إيجاد بيئة مناسبة تمنح سكان وعشائر ومسلحي هذه المناطق القدرة على مواجهة "الخلافة الملثمة" والقضاء عليها .. ليس مجرد طرح فنطازي، فلا حلّ من دون استعادة القدرة على الاتصال مع السكان وتشكيل تنظيمات قادرة على مواجهة البغدادي من الداخل بالتزامن مع هجوم عسكري للجيش النظامي، وهذا لا يحصل من دون تسويات سياسية كبيرة تعيد الثقة بين السكان والحكومة.

"ملاحظة أخيرة : عصابات البغدادي هي مجرد عصابات فقط، بعض المنتمين إليها كالمنتمين إلى أي نظام، هؤلاء يصطفون مع الأقوى دائماً وليس لديهم إيمان بعقيدة داعش، وهم يشكلون طبقة كبيرة اليوم داخل التنظيم ويمكن التأثير عليهم.

"يمكن ان نمضي في النقاش إلى ما لانهاية ، ولكننا نحتاج خطوات جريئة تتجاوز النقاشات العقيمة والتخوين والبكائيات".

هذا الكلام لم يُعجب البعض .. هذا البعض لا يعجبه في الواقع أي كلام لا يعبّر عن طائفية راسخة ومذهبية متأصلة .. هذا البعض يرى الآخرين بأجمعهم جحيماً وشياطين .. هذا البعض ينتمي إليه السياسيون الذين أوصلونا إلى هذي الحال من الكراهية المفرطة والاقتتال على الهوية .. هذا البعض يركن على الدوام إلى أسهل الحلول التي لا تتطلب إعمالاً للعقل. وفي حال الموصل فان هذا البعض لا يرى من الصورة إلا الجزء الأصغر المتعلق بتعاون بعض أهل الموصل مع داعش وسواه، فيما الجزء الأكبر والأهم من الصورة يتعلق بسوء إدارة الحكومة والدولة كلها، بالفساد المالي والإداري، بتقديم الاعتبارات والمصالح الحزبية والشخصية على الاعتبارات والمصالح الوطنية، فهذا وغيره هو ما يكمن وراء سوء العلاقة المتفاقم بين الدولة ومواطنيها في الموصل وغيرها، وهذا وغيره ما جعل الدولة تفشل في بناء قوات مسلحة قادرة على حماية البلد والعباد من داعش وسواه.

(عن صحيفة المدى)
التعليقات (0)