طب وصحة

حجر صحي وكاميرات بمطارات المغرب لمواجهة "إيبولا"

المطارات في المغرب تعتمد الكاميرات الحرارية للكشف عن حالات الإصابة - أرشيفية
المطارات في المغرب تعتمد الكاميرات الحرارية للكشف عن حالات الإصابة - أرشيفية
رفع المغرب من وتيرة الاستعداد لمواجهة فيروس "الإيبولا" الذي ينتشر في غرب أفريقيا بسرعة كبيرة، حيث خصصت مدارج خاصة في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، للطائرات القادمة من غرب القارة السمراء، ووضعت غرفا للحجر الصحي وكاميرات حرارية تحسبا للأسوأ.

وعلمت صحيفة "عربي21" أن السلطات الأمنية المغربية في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، قد عززت عدد "الكاميرات الحرارية" الموجودة بالمطار، من أجل الكشف عن الحالات التي تعاني من أعراض فيروس "إيبولا"، كما ترصد الكاميرات حالات ارتفاع درجات الحرارة لدى المسافرين.

وكشفت مصادر لـ"عربي21" أنه بالموازاة مع ذلك، فقد تم تخصيص غرف للحجر الصحي والتعقيم لركاب الطائرات القادمة من البلدان التي تعرف انتشارا للمرض القاتل، خاصة القادمين من دول إفريقيا الغربية، مثل السنغال وغينيا وغامبيا.

وأكدت مصادر مطلعة في "مديرية الأوبئة والأمراض"، بوزارة الصحة المغربية، اتخاذ السلطات المغربية إجراءات جديدة تحسبا لوصول حالات مصابة بالفيروس القاتل إلى المغرب، معتبرة أن المغرب خال من هذا الفيروس، ولم تسجل أي إصابة به.

وشددت المصادر -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- على أن وزارة الصحة قامت بمجموعة من الإجراءات لتفادي دخول الفيروس إلى المغرب من خلال المراقبة الصحية على الحدود، حيث تعززت بشكل كبير على مستوى نقاط الولوج، خاصة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، لكونه يعتبر النقطة الجوية الوحيدة التي تتوجه إليها الرحلات من العاصمة الغينية "كوناكري".

وأضافت المصارد في تصريح لـ"عربي21" أن هناك "إجراءات تحسيسية تروم مراقبة الوضعية الصحية للوافدين من غينيا والدول المجاورة لها عبر الحدود الجوية والبحرية، حيث يجري تشخيص المسافرين وأطقم الطائرات القادمة من غينيا إلى مطار البيضاء، وفي حالة الكشف عن إصابة أحدهم سيتم نقل المصابين إلى العناية المركزية تحت الحراسة الطبية، وسيتم عزلهم".

وأوضحت المصادر أنه "لم يتم تسجيل أي حالة مصابة بفيروس إيبولا في المغرب حتى الآن، وأن كل ما تم تداوله مسبقا حول تسجيل حالة مصابة بالفيروس في المغرب ما هو إلا تهويل، مسجلة أن فيروس إيبولا فيما إذا أصاب أحد الأشخاص فإنه يظل في حالة كمون وحضانة، لمدة 21 يوما، إلا أنه بعد هذه المدة تبدأ الأعراض بالظهور، آخرها النزيف الداخلي أو الخارجي الذي يؤدي إلى الموت".

ولجوء المغرب إلى الكاميرات الحرارية للكشف عن الفيروس، راجع بحسب المصادر، لكون الأخيرة من أكثر الوسائل استعمالا لرصد الفيروسات والأمراض في المطارات، إذ تقوم بالتصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء بدلا من الضوء المرئي، وتعتمد في أكبر المطارات في العالم.

ومن جهتها، طمأنت شركة "الخطوط الملكية المغربية" المسافرين على متن طائراتها من أن احتمال  انتقال العدوى على متن طائرتها يبقى ضعيفا جدا، مستندة في ذلك، -حسب بيان نشرته الشركة على موقعها- إلى دراسة لمنظمة الصحة العالمية.

ونشرت الخطوط الملكية المغربية بيانا حصل "عربي21" على نسخة منه، أعلنت فيه "اتخاذ جميع الإجراءات الصحية الضرورية لتجنب انتقال عدوى الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أن كل ذلك يتم بالتنسيق مع السلطات الصحية التابعة للمطارات المختلفة".

ونقل بيان الشركة أن "طاقم الشركة والعاملين على متن طائرتها تم تحسسهم بأعراض المرض، فتم تزويد الطائرات بأقنعة التنفس وقفازات وبكل الوسائل الصحية الضرورية والموصى بها في مثل هذه الحالات".

ورفعت السلطات حالة التأهب في مطارات المملكة تحسبا لتسلل الفيروس القاتل إلى داخل الأراضي المغربية، كما تم الرفع من حالة التأهب واليقظة بالحدود الجنوبية للمملكة، تحسبا لدخول الوباء من دول إفريقيا جنوب الصحراء عبر موريتانيا.

ويعد المغرب محطة توقف للأفارقة المتوجهين إلى أوروبا، وهو ما يزيد من خطورة تسرب المرض عبر مطار الدار البيضاء الذي يعتبر نافذة على إفريقيا الغربية.

وفي السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء إن "عدد حالات الإصابة بفيروس إيبولا في غرب إفريقيا ارتفع إلى 2240 حالة من بينها 1229 حالة وفاة".

وأوضحت المنظمة أنها تعمل مع منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة لضمان وصول الغذاء إلى مليون شخص في المناطق التي فرض عليها الحجر الصحي بسبب "إيبولا" في غينيا وليبيريا وسيراليون.
التعليقات (0)