كتاب عربي 21

ما زلنا هنا

محمد سيف الدولة
1300x600
1300x600
على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، فشل الغرب وكيانه الصهيوني في تصفية فلسطين وقضيتها ومقاومتها : 

• تحالفت أقوى دول العالم لزراعة وبناء ودعم هذا الكيان. 

• فدعمته عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، والأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

• رعته بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة الأمريكية.

• اعترفت به الدول الخمس الكبار في مجلس الأمن.

• تلقى انهارا من الأموال وملايين الأطنان من السلاح.

• بنوا له سلاحه النووي وحرمّوه على باقي شعوب المنطقة.

• أصدروا له عشرات القرارات الدولية، وأنقذوه من مئات قرارات الإدانة، بألف فيتو وفيتو.

• أسقطوا أنظمة عربية وأقاموا غيرها وأعادوا تشكيل المنطقة على مقاس أمنه ووجوده. 

• استقطبوا حكام مصر والأردن للصلح معه والاعتراف به والتطبيع معه.

• وأكرهوا النظام الرسمي العربي كله على التنازل عن فلسطين 1948، فيما أسموه بالمبادرة العربية، فجردوا فلسطين وشعبها
ومقاومتها من ظهيرها العربي التاريخي.

• وضمنوا له التفوق العسكري على كافة الدول العربية مجتمعة.

• باركوا كل مذابحه، التي سقط فيها آلاف مؤلفة من الفلسطينيين والعرب.

• نزعوا سلاح مساحات هائلة من أراضي دول الجوار العربي لحمايته، مساحات تعادل مساحة الكيان نفسه بضعة مرات.

• فرغوا له الأرض؛ فتآمروا معه لطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحرموهم من العودة إلى أوطانهم رغم صدور قرار حق
العودة 194.

• وضغطوا على كافة دول العالم، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي القديم، للسماح بهجرة يهود العالم إلى فلسطين، وفقا لقانون العودة
الصهيوني.

• أعطوه الغطاء السياسي والدولي ودعموه بكل فنون المراوغات الدبلوماسية، حتى يتمكن من اغتصاب واستيطان مزيد من الأرض الفلسطينية بالضفة الغربية .

• فوضوه في سجن ومطاردة الشعب الفلسطيني كله، من حصار وجدار عازل وحواجز طرق واعتقال وأسر (جملة من أسرتهم إسرائيل منذ 1967 800 ألف فلسطيني)

• شجعوه على تهديد و تهويد المقدسات الدينية، إسلامية ومسيحية في القدس، وباركوا اقتحاماته اليومية للمسجد الأقصى.

• وحتى حين قاتله العرب بقيادة مصر في 1973 وكادوا أن يوقعوا به هزيمة قاسية، دعموه بجسور جوية من العتاد العسكري، وأنقذوه من هزيمة محققة، بل حولوا الهزيمة إلى نصر، باتفاقيات كامب ديفيد. 

• وأخيرا دعموه بقباب فولاذية، وشبكات رادار ناتوية، واتفاقيات عسكرية إستراتيجية، ومنظومات أمن إقليمية. 

• وضغطوا على الأنظمة العربية لحظر السلاح وهدم الأنفاق وإغلاق المعابر، والمشاركة فى الحصار.

• تركوه يمارس أبشع أنواع العنصرية والإرهاب  وجرائم الحرب.

• وجرموا كل يقاتله، ولو كان دفاعا عن النفس، وصنفوه إرهابيا. 

مائة عام من القتل والإبادة والطرد والتهجير والمذابح والقصف والاغتيال والأسر والعزل والاستيطان والتهويد والأسرلة :

• مائة عام اجتمع للكيان المسمى (إسرائيل) كل ما تحلم به الدول من عناصر القوة العسكرية والدعم الدولي

• ورغم كل ذك لم ينجح في تصفية فلسطين ولا الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطيني.

• و66 عاما منذ النكبة وبناء الكيان الصهيوني، لم ينجح في تثبيت شرعية وجوده في فلسطين وسط شعوب الأمة العربية، التي تتحين الظروف للمشاركة في تحرير الأرض المحتلة.

• و35 عاما من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، لم تنجح في إنهاء العداء الشعبي المصري العميق للعدو الصهيوني.

• و 20 عاما من أوسلو لم تنجح في إتمام وتمرير صفقة بيع فلسطين واستسلام المقاومة.

• و7 سنوات من الحصار والعدوان على غزة، لم تؤد إلا إلى زيادة مناعة المقاومة وصلابتها ونضوجها وانتصاراتها، والتفاف الشعوب العربية حولها.

كلما ضربتم جيلا من المقاومة، خرج لكم جيلا اشد  بأسا :

أتتذكرون حين طردتم المقاومة من لبنان 1982 وذبحتم أهاليهم في صابرا وشاتيلا، ما هي إلا سنوات وتفجرت انتفاضة الحجارة في 1987.

وحين وأدتموها باتفاقيات أوسلو 1993، تفجرت العمليات الاستشهادية ثم انتفاضة الأقصى 2000.

وحين بنيتم الجدار العازل، قذفناكم بالصواريخ

وحين أنشأتم قبتكم الفولاذية، حفرنا الأنفاق.

وحين حاصرتم غزة واعتديتم عليها في ثلاثة حروب متتالية، أصابتكم ضربات موجعة غير مسبوقة فى العدوان الأخير.

واليوم : تهدمون الأنفاق سنحفرها مجددا. تقصفون المنازل، سنعيد بناءها. تحظرون السلاح، سنصنعه بأيدينا. تغتصبون الأرض،

سنحررها قريبا بإذن الله. تقتلون الآباء، سيقاتلكم الأبناء. تقتلون الأبناء، سيقاتلكم الأشقاء. 

 ماذا يمكنكم أن تفعلوا أكثر مما فعلتم، لم تعد لكم حيلة و لم يعد في جعبتكم جديد، فلقد استنفذتم كل أدواتكم، قرن من الزمان ملكتم فيه كل أنواع القوة وأصنافها، وارتكبتم فيه كل أنواع القتل والإبادة والجرائم، ورغم ذلك فشلتم. 

فالأمة تلفظكم، والأرض والشعب. 

قرن من العدوان، و لا يزال وجودكم مهددا وأمنكم على المحك، 

أما نحن فما زلنا هنا، ولن نرحل أبدا.
التعليقات (0)