كتاب عربي 21

السيسي يدشن نفسه رئيساً فاشلاً.. "بشرة خير"!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
لم نكن بحاجة لدليل يؤكد أن عبد الحليم حافظ هو الفنان المفضل لعبد الفتاح السيسي، لكن موقفه الأخير، جعلنا على يقين من أن أغنية العندليب المفضلة له هي :" لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت".

عبد الحليم حافظ هو ملك "الشحتفة" عندما يتحدث، وقد سار السيسي على نهجه في الحديث لكسب تعاطف الرأي العام، بيد أن هذا الأسلوب في الحديث وفي مخاطبة الآخر، لم يعد له نفس التأثير القديم، بعد أن وجد المواطن نفسه أمام شخص فاشل، وليس هو من تم تقديمه على أنه "المنقذ" أو "المخلص"، الذي سينتشل البلاد من مشاكله، التي عجز الرئيس محمد مرسي عن مواجهتها، فإذا بها تتفاقم في العهد الجديد، وإذا بأزمة الكهرباء تتحول إلى انهيار، ليصل الحال بمصر، أن تعيش يوماً "خارج إطار الخدمة"، بعد الانقطاع غير المسبوق للكهرباء في عموم القطر المصري. وقد قال وزير الكهرباء أنه حدث مرة في بداية التسعينات، و"عام" السيسي "على عومه" وردد نفس الكلام. ولم يكن هذا صحيحاً.

لقد استشعر السيسي حجم الكارثة، التي تعيشها مصر على يديه، فكان الإعلان عن خطاب يتقدم به للأمة، وإذا بالخطاب لا يقدم جديداً إلا الاعتراف بالأزمة، التي يعيشها المصريون جميعاً، فكانوا كمريض ذهب للطبيب يشكو له أنه مريض، وبعد فحص وتحاليل وأشعة، انتفخ الطبيب وتمدد بالحرارة، وأخبر المريض بأنه مريض. ثم طلب منه أن يشكره لهذا الاكتشاف التاريخي، الذي يتمثل في أن المريض مريض!.

السيسي بدا عاجزاً، وفاشلاً، وهو يعلن أن لجنة تشكلت لبحث المشكلة التي كانت سبباً في انقطاع التيار الكهربائي يوم الخميس الماضي ولم تنته بعد من بيان السبب، ثم تحدث عن أن الكهرباء بشكل عام، وهي مرفق من مرافق الدولة، تعاني مما تعانيه كل المرافق من إهمال طيلة السنوات الماضية، وأن مرفق الكهرباء بحاجة إلي 130 مليار جنيه. عندما تكون حاضرة فعلينا أن نبدأ في انتظار حل المشكلة بعد خمس سنوات. يا من يعيش!.

والمعنى أن السيسي عندما يقرر خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أربع سنوات، لا يجوز لنا أن نحاسبه على انقطاع التيار الكهربائي، فقد أعلن أن الأزمة ستحل بعد خمس سنوات من تاريخ توفر المبلغ الذي هو 130 مليار جنيه!.

اكتشاف عبقري للسيسي أن الكهرباء "مرفق من مرافق الدولة"، لكنه اكتشاف على عظمته، لا ينقل سيادته لمصاف العلماء. وإن كان اللافت أنه وهو يتحدث عن اكتشافه يؤكد لنا أن كل المرافق تعاني أزمات، يريد أن يقول لنا عند كل أزمة نواجهها: ألم أقل لكم أننا نواجه أزمات وتحديات؟ ليخرج أنصاره يطالبوننا بتقدير أنه اعترف بالأزمة. وكأننا لا نشعر بها إلا بعد اعترافه "الخطير"، فقد أخبر الطبيب المريض، بأنه مريض!.

منذ البداية قلت ان السيسي لا يملك برنامجاً لحل أي أزمة، وكان في حكم المرشح الذي قال للناس "انتخبوني واشكروني"، وهو في خطابه للأمة، وللأمم السابقة، يتحدث عن أنه قال للشعب منذ البداية عن حجم التحديات، ولم يخدعه!.

وقد تحدث فأسهب عن الشراكة، والعقد الذي بينه وبين الشعب، مع أننا لا نرى هذه الشراكة في الحكم، فشراكته مع الشعب في الهم، ليكون من حقه وحده أن يحكم حكماً منفرداً، لدرجة أنه يؤجل انتخابات البرلمان، لينفرد بالحكم بالرغم من أن الانتخابات على طريقته لن تنتج إلا مصفقين له!.

لقد تحدث السيسي عن فلسفة جديدة في الحكم، وهي "الشراكة بين المسؤول وبين الشعب"، وهي تعني أن المسؤول لا يفعل شيئاً، وعلى الشعب أن يعذره لفشله وعجزه عن القيام بأعباء منصبه. ويكفي أن يعترف الحاكم بحجم التحديات، ثم ينام قرير العين، فقد أدى ما عليه بهذا الاعتراف!.

أزمة الكهرباء كانت سبباً في استهداف الرئيس محمد مرسي إعلامياً وتقديمه للرأي العام على أنه "الرئيس الفاشل"، ولم تكن قد تفاقمت على النحو التي هي عليها الآن، وكان مرسي يطلب بالصبر وهو يتحدث عن برنامجه لمواجهة الأزمة، أما السيسي فليس عنده وسيلة للتصدي للأزمة غير أنه أشهد الشعب المصري أن هناك تحديات تجابهه.

وعندما يتحدث السيسي عن حل، فهو يطلب "لبن العصفور" متمثلاً في 130 مليار جنيه، وهي الطريقة الوحيدة التي يجيدها، بشكل جعلني أرتاب فيه، فقد بدا لي كمغامر يريد أن يجمع من الشعب ما يمكنه جمعه من أموال، ثم يهرب.
فهو يريد مائة مليار جنيه خارج الموازنة العامة للدولة، "على جنب". وهو في مشروع القناة الجديدة يريد مائة مليار جنيه تبرعاً من الشعب الكريم. وهو لمجابهة المخاطر التي ستنتج عن سد النهضة على مدار السنوات الثلاث القادمة يريد مائة وخمسين مليار جنيه، لشق الترع والمصارف، وتخزين المياه فيها استعداداً لشحها. (وقد راعني أن مخاطر سد النهضة لم تلفت انتباه أحد، مع أنه ذكرها في خطابه بمناسبة تدشين القناة الجديدة).

وهو في أزمة الكهرباء بحاجة إلى 130 مليار جنيه، قد يزيدون قليلاً أو يقلون قليلاً!.

خلاصة خطاب السيسي للأمة وللأمم المجاورة، أنه لا يوجد لديه ما يقدمه، غير فشله، وقلة حيلته، وعجزه العام، واعترافه للشعب بأنه يواجه تحديات، ولا خطة يمتلكها للمواجهة غير الاستسلام التام، وقوله: ألم اقل لكم أننا نواجه تحديات؟!

وقد أكد أنه كان يعلم بحجم التحديات في مجال الكهرباء، وقال ذلك للنظام السابق، يقصد نظام مرسي وللنخب والتيارات المختلفة عندما كان مديراً للمخابرات الحربية، ويبدو أن هذا كان لتبرير فشل المجلس العسكري الذي كان السيسي عضواً فيه في فترة حكمه العصيبة.

وما دام السيسي كان يعلم بحجم الأزمة على هذا النحو، فلماذا لم يقل والإعلام يهاجم الرئيس مرسي أن الرجل يواجه تحديات فاعذروه؟!.

لقد فات عبد الفتاح السيسي أنه في أزمة الكهرباء بالذات سبق له أن أعلن أنه يملك الحل، الذي تمثل في "اللمبات الموفرة" على طريقة مجابهة الفيروسات بصباع "الكفتة"، وكان عليه أن يعلن فشل خطته، لأن "اللمبات الموفرة" ليست الحل السحري كما ادعى وأخبر.

إن السيسي في خطابه، لم يؤكد فقط فشله، وإنما بشرنا بأن الاستقرار لن يتحقق في مصر في الأمد المنظور، على عكس ما كان يروج له إعلامه من قبل بأن الاستقرار قد حل وأن المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق كاشف عن الاستقرار الذي تنعم به البلاد.

السيسي وهو يبدو جامعاً بين الفشل والعجز، يصبح من الطبيعي أن تكون أغنيته المفضلة: لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت".. فماذا في منصب رئيس الجمهورية دفعه للانقلاب على الرئيس المنتخب، وإدخال البلاد النفق المظلم، وماذا يملك هو ليواجه التحديات؟.

"بشرة خير" فلا أستبعد – والحال كذلك – أن يبلغ السيسي فراراً، لنستيقظ ذات يوم فلا نجده، كما يفعل الريفي الذي أثقلته الديون عندما يترك بلدته ويهرب في جنح الظلام، وقد بدا أنه يستشعر فشله. وإن كان يمكن أن يقدم على خطوة إعلان التنحي ليصبح جديراً بأن يكون عبد الناصر، وعندما يعود على مظاهرات الشعب يصبح من الواجب على هذا الشعب أن يتحمله.

أرجو من المقربين منه أن يقوموا بإبلاغه بأن الأقرب له هو القذافي وليس عبد الناصر..
 دار دار.. زنقة زنقة.
  
التعليقات (10)
محمد هيكل
الإثنين، 22-09-2014 09:38 م
اهلا استاذى الفاضل سليم عزوز تحية اجلاال واحترام وبعد انا بتفق معاك انالسيسى فاشل لكن فاشل فى اية اولا الرجل ادار مشروع القناة بكفائة عالية وجدول زمنى منتظم فى حين ان الرئيس السابق كان سيدخل دولا بحق الانتفاع وتكون لها شبة ملكية فى القناة ومعنى هذا ان الممر الدولى المصرى سيصبح قطريا اما موضوع الكهرباء انا اتفق معك ان هناك اخفاقات ولكن التراكمات وعدم الصيانة لهم اثر فعال قى ازمة الوقود اما انقطاع الكهرباء يوما فحدث بالفعل لكن بفعل فاعل وطبعا كلانا يعرف الفاعل واى رئيس لمصر سواء جاء ببرنامج او لم يكون عندة برنامج فالحمد للة مصرتحتاج اكثر من برنامج لتئثيث بنية تحتية تكون انطلاقة لاصلاح اقتصادى ناهيك عنالتراكمات التى حدثت من قبل المجلس العسكرى ومرسى لنتحدث عن دور الاخوان فى قيادة الاقتصاد المصرى نحو العاوية ومن جاب بجمعات العنف ومن حذر من ان يتعرض من خطفو الجنود والضباط السبعة فى سيناء لمكروة انطلاقة من خلى باللكمن الخاطف والمخطوف السيسى لمولن يكن عاجزا عن فعل شئ اليوم هناك بنية تحتية لشتى طرق مصر وتوسيع لجميع الطرق وانشاء كبارى فى كل مكان حتى نضمن شبكة مواصلات اساسية تكون نواة لمجتمع اقتصادى واليوم تبرعات قناة السويس فاقت التوقعات وتخطت الرقم المسموح بة اما اخطر الامور ان السيسى لعب دورا محوريا فى وقف الحب على غزة وتقريب وجهات النظر بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية اليس عادل حبارة بارهابى حين رمى من فوق سطح عمارة اطفال ليلقو مصير الموت اليس من اطلق سراحة هو الرئيس مرسى ولماذا اطلق سراحة وما مدى الاستفادة منة وبمناسبة سد النهضة بدا تنفيذ نصف المشروع فىعهد الاخوان واليوم مصر تتواصل من اجل تقنين السد وتحجيمة بعد فوات الاوان اليوم البنزين متوافر فى كل مكان وبالرغم من رفع اسعارة الا اننا سعداء لسياسة الاصلاح والخطوات المحسوسة للشرطة فى استقرار الامن بشكل عام بالرغم من محاولة الاخوان افشال اى نجاحات للحكومة او للداخلية الصراع اليوم بين الحكومة والاخوان وبين الشعب والاخوان وكلانا يعرف اين الحقيقة ومتى نتحدث بشكل اعلامى انا احترم وجهت نظرك ولكن لااتفق معك كون الرئيس السيسى لافعل شئ فهل فعل مرسى شئ فى سنة مرت لا تبرر عدم التعاون معة او الانصياع لتعل\يماتة والدليل ان تالبلتاجى كا يزور السجون دةون اذن مسبق وباى صفة يعنى كان مكتب الارشاد هو الذى ي دير مصر واليوم يقف الاخوان ضد مصر وشعبها باسم الدين اى دين امرنا بقتل المسلم اى دين يسمح للاخوان بن يفسدو فى الارض يا سيدى الكاتب ان رجل اعلام وتعلم كيف يكون النقد وتعلم ان النقد بناء فنحن نحترم قلمك وليس معنى ذللك انك تتناسى قناة السويس والطرق التى انشئها السيسى وخلافة وترتكز على اخطاء مشكوك فيها
عبد الرزاق احمد
الخميس، 18-09-2014 11:56 ص
بإسلام يااستاد سليم تسلم أيدك .
هههههههههههههههههههههه
الثلاثاء، 09-09-2014 03:40 م
وهي الطريقة الوحيدة التي يجيدها، بشكل جعلني أرتاب فيه، فقد بدا لي كمغامر يريد أن يجمع من الشعب ما يمكنه جمعه من أموال، ثم يهرب.
D-AbdElattah Elmasry
الثلاثاء، 09-09-2014 03:21 م
هو للقذافى أقرب لأنه لا يستطيع لا الإعتذار ولا الفرار ولكن هو أداة تنفذ ما يطلبه منه الدول الصهيوصليبية والدلائل كثيرة وأهمها أن مشروع قناة السويس التنموى والتمليك للسيناويين مما يهدم الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التى تريد سيناء خالية فألغى بناء على أوامر أمريكا كما أنه لابد ان تظل مصر بلا تنمية ولا مشاريع أى إقطاعية عليها ناظر بيده عصا غليظة يقود بها غنمه إلى حظائره اى ينغل فيها الفساد عضد النفوذ الأمريكى لذلك لا حلول ويطلب مبالغ معجزة ليبرر عدم إمكانية الحل
هناء
الإثنين، 08-09-2014 03:54 م
مقال فى الجون بصراحه يا عزوز ربنا يفتح عليك كمان وكمان