صحافة دولية

الغارديان: تزايد حالات زواج أتراك ولاجئات سوريات

لاجئات سوريات في مدينة كلس التركية - أرشيفية
لاجئات سوريات في مدينة كلس التركية - أرشيفية
لاحظت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها تزايد حالات الزواج بين اللاجئات السوريات والرجال الأتراك، حيث تندفع عائلات الفتيات نحو هذه الزيجات المرتبة سعيا لتحقيق أمن الفتيات. 

وتنقل  الصحيفة عن أمينة -وهي فتاة سورية تعيش في ريحانلي والتقت مع خطيبها التركي عبر "خطّابة"- قولها إن لديه وظيفة وبيت في أنقرة، مع أنه مطلق وعمره 43 عاما ويريد الزواج مرة أخرى. 

وتتواصل أمينة 27عاما مع خطيبها من خلال مترجم، ولكنه كما تقول سيتعلم اللغة العربية، مضيقة أن "أهم ما في الزواج أنه سيوفر الأمان"، بعد أن خسرت عائلتها في إدلب كل شيء.

وتعتبر أمينة واحدة من عدد متزايد من سوريات تزوجن أتراكا، وهو ما دفع العديد من الناشطات في مجال حقوق الإنسان للقلق، بحسب الصحيفة. 

ونقلت الصحيفة عن ناشطة في غازي عينتاب قولها إن "الكثير من النساء يوافقن على هذه الزيجات نتيجة للحاجة الماسة، وكلهن يفكرن بطرق لمساعدة عائلاتهن والتصدي للحاجيات الضروري، وتبدو هذه الزيجات على أنها الطريقة الوحيدة لحل المشاكل، ولكن الرجال يستغلونها". 

وفي نفس الوقت، تشعر النساء المحليات بالقلق على عائلاتهن، ويخفن من انهيار العائلة، ما يعني أن النساء على جانبي الحدود تحولن لضحايا بطريقة أو بأخرى، على حد قول الناشطة.

 وفي مدينة كلّس التي يتجاوز فيها عدد اللاجئين السوريين عدد السكان المحليين، قالت إمراة سورية (43 عاما) إن جمعية خيرية دينية ضغطت عليها لتزويج ابنتها لمسؤول في الحكومة، وقالت الجمعية إن الرجل محسن، وتبرع بالكثير من البسكويت، ويجب أن تكون ممتنة لهذه المساعدة، على حد زعم المرأة.

ونقلت الصحيفة أيضا عن محمد عساف الذي يعمل في المركز الإعلامي السوري في مدينة كلس أن هناك حوالي 4 آلاف إمراة سورية تزوجن رجالا أتراكا في البلدة منذ عام 2012. 

وتقول المتخصصة في الولادة وأمراض النساء، ريما نانا، إن بعضا من مريضاتها المتزوجات من رجال أتراك يشتكين لها العنف المنزلي عند زيارتهن للعيادة، "ولكن الزيجات بشكل عام سعيدة". 

وحول بعض الانتهاكات الجنسية، قالت نانا: "نسمع قصصا، ولكن معظم النساء لا يرغبن بالحديث عنها".

ويقدّر المسؤولون الأتراك عدد السوريين في بلدهم بحوالي مليون، وهو عدد من المرشح ارتفاعه في نهاية العام الحالي إلى 1.4 مليون لاجئ سوري حسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. 

ويمثل الأطفال والنساء نسبة 75% من السوريين في تركيا، وتبلغ نسبة من هم تحت سن الـ18 حوالي 50%.

وفي تقرير للجنة الرئاسية لإدارة الإغاثة والطوارئ، صدر عام 2013 تقرير يفيد بأن خمس من يدير العائلات السورية داخل وخارج المخيمات من النساء. 

وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في أكثر من مناسبة إن النساء السوريات اللاجئات عرضة للخطر، من الاغتصاب والانتهاك الجنسي.

 وفي تقرير صدر قبل  فترة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة أشار للمخاطر التي تواجه المرأة السورية.

فمثل بقية السوريات لا تحمل مثلا أمينة أوراقا رسمية، ما يجعل من تسجيل زواجها في المؤسسات الرسمية صعبا. 

وعادة ما تتم كتابة العقد بحضور إمام وشاهدين، ما يتركها بدون حماية أو ضمانات وحقوق، في حالة لم ينجح الزواج أو إن توفي الزوج، بحسب التقرير. 

ويقول كمال دلسيز الذي يعمل "خاطبا" في قرية قرب الحدود السورية: "لا تعتبر أي زيجة من هذه الزيجات رسمية، لأن أيا من النساء لا تحمل جواز سفر"، على حد قوله. 

ومعظم النساء اللاتي زوجهن ديليزس هن من القرى القريبة من نهر العاصي. ويقول إنه زوّج حوالي 60 فتاة. 

وعلى الرغم من أن "الخاطب" الذي يتلقى أجرا ممنوع قانونا، إلا أنهم ينتشرون بشكل كبير في القرى الحدودية القريبة من سوريا. 
ويقول عامل في فندق بأنطاكية إن "زيجة السياحة" مزدهرة، مضيفا: "لدينا رجال من كل أنحاء تركيا، وكلهم جاءوا بحثا عن سوريات للزواج"، على حد قوله. 

وتقول ناشطة من غازي عينتاب: "ان الاتجار بالبشر وكل ما له علاقة بها من اغتصاب وانتهاك واستغلال زاد منذ عام 2012". 
وأضافت: "نسمع قصصا كثيرة عن زيجات مؤقتة أي من أجل الجنس، ولكن النساء يخفن الحديث عنها بشكل صريح، وما يثير القلق هو تطبيع ما يسمى بالزواج المؤقت في تركيا، حيث تظهر بمظهر محترم وتحظى بمظهر ديني". 

وبحسب ديلسيز، فمن يريد الزواج من سورية عليه دفع 4 آلاف ليرة تركية لترتيب اللقاء، ثم تأتي بعد ذلك التكاليف الأخرى، حيث تكلف العملية  10 آلاف ليرة تركية، وفق الصحيفة.

وأمام جمعية غير حكومية في كلس، وقفت نساء سوريات ينتظرن توزيع المواد الغذائية وحفاظات الأطفال، وأخذن بالحديث عن خطط زواج بناتهن. 

فحنان 45 عاما، تقول إنها ستزوج ابنتها 23 عاما لرجل تركي كزوجة ثانية، ووعد بتسجيل السيارة والبيت باسمها، لكن أمينة 60 عاما ترد "لا تزوجي ابنتك لتركي، أعرف عائلة وعدت بنفس الشيء، وأرسلت ابنتها إليها بعد شهرين من الزواج". 

وتحذر الناشطات في حقوق الإنسان من تعدد الزوجات الممنوع في تركيا، لكن المجتمعات المحافظة تمارسها خاصة في جنوب- شرق الأناضول.

وتقول فاطمة 28 عاما من حلب، إنها تزوجت تركيا مزارعا  كزوجة ثانية، فزوجته الأولى مريضة ولا تستطيع إنجاب مزيد من الأطفال، وهي الآن حامل، وتنتظر مولودها الأول. 

وتقول إن "ضرتها" تعاملها بشكل جيد، ولكنها تقول من الصعب مشاركة امرأة في رجل تحبه، "ماذا نفعل، نصيب"، على حد قولها. 
ولا يمنع هذا من زيادة التوتر في المناطق الحدودية، حيث يهدد الرجال زوجاتهن بأنهم سيتزوجون من سوريات.
التعليقات (2)
محمد
الإثنين، 02-03-2015 09:38 ص
انا من العراق في تركيه أحب ان اتزوج سورية بس انه مزوج العمر 21سنه من ترغب بل زواج هاذا رقمي...
ريم
السبت، 24-01-2015 11:12 ص
لاحول ولا قوة الابالله
مروان / الجزائر العاصمه
الأربعاء، 10-09-2014 03:15 ص
أعان الله اللاجئات السوريات