ملفات وتقارير

إعلان الحرب على "ضنك" بمصر واعتقال 89 من أعضائها

السلطات المصرية تلاحق أفراد "ثورة الغلابة" وتلقي عليهم تهما مسيّسة - فيسبوك
السلطات المصرية تلاحق أفراد "ثورة الغلابة" وتلقي عليهم تهما مسيّسة - فيسبوك
من أجل وأد الحركة الوليدة في مهدها، ومنع أي تجاوب شعبي معها، شنت السلطات المصرية حملة شعواء على حركة "ضنك"، واعتقلت أكثر من 89 من أعضائها في الساعات الأخيرة، فيما قدم أحد الأشخاص بلاغا للنائب العام يتهم فيه أعضاء الحركة بتهديد استقرار البلاد.

فقد أعلنت الحركة الأربعاء إلقاء قوات الأمن القبض على 60 فردا من المشاركين في تظاهراتها الثلاثاء، بأربع محافظات فقط، منهم 24 عضوا بمحافظة القاهرة، و22 بمحافظة الإسكندرية، و8 من سائقي "التكاتك" بمحافظة الدقهلية، خرجوا في مسيرة بـالتكاتك، استجابة لدعوة الحركة، و6 أعضاء من المشاركين بمحافظة البحيرة .

وطالبت الحركة قوات الأمن بالإفراج الفوري عن المقبوض عليهم من أنصار الحركة، معتبرة حرية الرأي والتعبير السلمي "حقا أصيلا اكتسبه الشعب المصري بعد ثورة يناير".

وقالت مروة العدل، المتحدثة باسم "ضنك"، إن هناك مضايقات أمنية كبيرة تعرض لها المتظاهرون، وإن التفاعل الجماهيري مع التظاهرات فاق التوقعات؛ مرجعة ذلك إلى خلوها من الشعارات السياسية، وتوحد هدفها حول مشكلات المواطن الاقتصادية، مشيرة إلى أن هناك مرحلة ثانية ستبدأ، وهي "الحشد والتصعيد".

وكانت حركة "ضنك" -التي تأسست في الثاني من آب/ أغسطس الماضي- دعت المصريين للتظاهر الثلاثاء رفضا للأوضاع الاقتصادية المتردية، و"الظلم" الذي يتعرض له المصريون، فيما اعتبرتها السلطات القائمة حركة "إخوانية" تمارس "الإرهاب"، وأعلنت وزارة الداخلية أنها تتابع تحركاتها من خلال غرفة عمليات مجهزة، وأكمنة، وتجهيزات أمنية في كل مكان.

وشهدت القاهرة والمحافظات الثلاثاء مظاهرات واسعة، دعت لها الحركة تحت شعار "ثورة الغلابة"، شارك فيها آلاف المواطنين، منددين بارتفاع الأسعار واختفاء الخدمات.

ورفع المحتجون لافتات ضد الغلاء وارتفاع الأسعار، ونددوا بالمشكلات اليومية من انقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات وعدم زيادة المرتبات، مؤكدين أن "السيسي ورجاله لا يهتمون بالفقراء، ولا يشعرون بمدى معاناتهم، بينما يهتمون برجال الأعمال والأغنياء فقط".

ومن اللافتات التي حملها المتظاهرون لافتات ساخرة تقول: "مافيييش.. ماعندييييش.. منين.. أنا مش قادر أديييك"، فى إشارة إلى خطابات السيسي التي أوضح فيها أنه ليس لديه ما يقدمه للشعب المصري.

ملاحقات أمنية واسعة

لكن أجهزة الأمن لاحقت أعضاء الحركة بسائر المحافظات، وألقت القبض على أكثر من 89 منهم، وهو رقم تقريبي غير رسمي قابل للزيادة، مع زيادة وتيرة الاعتقالات.

ففي محافظة الجيزة، ألقت أجهزة الأمن بعد ظهر الأربعاء القبض على 13 من المنتمين للحركة بتهمة الشغب، وذلك في خلال تنظيمهم مسيرة بمنطقة العجوزة بالقرب من مديرية التموين بالجيزة.

وكانت قوات الأمن بمحافظة الجيزة شنت حملة أمنية استباقية اعتقلت خلالها اثنين من أعضاء الحركة، وداهمت عددا من المنازل في المحافظة. 

وفي منطقة وسط القاهرة، ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على 24 مواطنا  بتهمة الانتماء للحركة، حيث تم اقتيادهم إلى قسم شرطة قصر النيل.

وقال محضر الضبط، إن المتهمين ضبط بحوزتهم أقنعة وشعارات تطالب بـ"العيشة الصح"، وأخرى منددة بـ"الغلاء" وفقا لصحيفة "المصري اليوم" الأربعاء.

وفي ميدان عبد المنعم رياض، ألقت قوات الأمن القبض على 9 أشخاص من أعضاء الحركة، وتمت إحالتهم للنيابة العامة. 

وذكر محضر تحريات الأجهزة الأمنية المقدم للنيابة، أن جماعة الإخوان أسست حركة تحمل اسم "ضنك"، واتخذتها واجهة يتخفى خلفها أعضاؤها للتظاهر ضد النظام، وتحريض المواطنين على الحكومة والقوات المسلحة ومؤسسات الدولة! 

واتهم المحضر التسعة المحتجزين بأنهم نظموا مسيرة بميدان عبد المنعم رياض ضمن فاعليات ما تسمى بـ"ثورة الغلابة" التي دعت لها الحركة، وجماعة الإخوان، وأنهم خططوا لاقتحام ميدان التحرير للاعتصام بداخله. 

والأمر هكذا، وجهت النيابة للمحتجزين اتهامات بارتكاب جرائم الانضمام لجماعة أُسست على خلاف أحكام القانون، تدعو لتعطيل العمل بأحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وخرق قانون التظاهر، والتجمهر، والبلطجة، وترويع المواطنين، ومقاومة السلطات، وقطع الطريق العام، وتعطيل وسائل المواصلات، والتحريض على العنف، وتكدير الأمن العام، وتهديد السلم الاجتماعي!

وبمحافظة دمياط ألقت قوات الأمن القبض على 8 متظاهرين من المنتمين للحركة في أثناء مسيرة نظمتها بشارع حسب الله الكفراوي بدمياط الجديدة. 

وألقت أجهزة الأمن بمحافظة الغربية القبض على 6 من أعضاء الحركة، واتهمتهم بأنهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وأنهم يوزعون منشورات تسيء للجيش والشرطة، وتحرض على التظاهر.
 
وفي البحيرة، نظمت "ضنك" سلسلة بشرية مساء الثلاثاء بمنطقة كوم الفرج في مدينة "أبو المطامير" بمركز النوبارية، لكن قوات الأمن سارعت بفضها، والقبض على 6 من المشاركين فيها من أعضاء الحركة.

وقالت أجهزة الأمن إنها ضبطت بحوزة المتهمين أقنعة، ولافتات "ضنك". 

وكان مصدر أمني بمديرية أمن السويس، ذكر أن أجهزة الأمن توصلت إلى شخصية الملثمين الذين ظهروا بشريط فيديو تحت مسمى "حركة ضنك" يهددون من خلاله النظام الحاكم وقوات الأمن وإعلاميين بمحافظة السويس، وفق تعبيره.

وأشار المصدر -بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط- إلى أنه من بين الشباب الثلاثة الذين ظهروا في تسجيل الفيديو "محمد س.أ" (22 عاما)، وهو عضو بجماعة الإخوان، وتم القبض منذ أيام على شقيقه ووالده المفصولين من إدارة الجمارك في السويس وبورسعيد، بحسب تصريحه.

وأضاف أن الشخصين الآخرين الذين ظهرا في تسجيل الفيديو أحدهما طالب،  والثاني نجل عضو بجماعة الإخوان، وتم تحديد هوياتهما، مؤكدا أنه سيتم القبض عليهما.

بلاغ للنائب العام ضد الحركة

إلى ذلك، تقدم سيف نور العزازي، ببلاغ للنائب العام، الأربعاء، يتهم فيه أعضاء حركة "ضنك"، بتهديد استقرار البلاد، مطالبا بإلقاء القبض عليهم، وتقديمهم لمحاكمة عاجلة.

وقال العزازي في بلاغه إن أعضاء الحركة يحرضون المواطنين على التظاهر ضد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي والحكومة والنائب العام، بهدف تعطيل مصالح البلاد والتهريب والقتل.

واتهم أعضاء الحركة بقتل عناصر من القوات المسلحة والداخلية، مشيرا إلى أن هناك أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية متخفين بالحركة، وفق مزاعمه.

وطالب بسرعة القبض عليهم، وإلزام جهاز الأمن الوطني بالتحري حول ما ينشره أعضاء الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي.
التعليقات (0)