مقالات مختارة

دور عصابة "جبال قنديل" في تقويض عملية السلام

بولنت أرانديتش
1300x600
1300x600
كتب بولنت أرانديتش: وردت في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"في ولاية "طرابزن"، قبل يومين، عدة جملة تحتم علينا الوقوف عندها بدقة وانتباه، ومن تلك الجمل قوله: "عملية السلام الداخلي، ستسير من الآن فصاعدا، بشكل مختلف للغاية".

وتابع الرئيس التركي قائلا: "لكن أولا سنقوم باتخاذ اللازم حيال المخربين الذين يستهدفون أمن المواطنين، وعملية السلام. وأصحاب العقول السليمة من أخوتنا الأكراد، سيقولون (لا) لهذه الأعمال. فقيامهم بأمر كهذا من شأنه أن يفسد بعض الحسابات".

من خلال هذين النموذجين يتضح لنا، أن الرئيس التركي، أعطى إشارة لبدء نموذج جديد من شأنه ترك المخربين الذين يستهدفون عملية السلام الداخلي، خارج اللعبة.

وهيا نلقي معا نظرة أعمق وأوسع على خلفية كلمات الرئيس "أردوغان":

كما تعلمون جميعا، المسألة الكردية، تعتبر أكبر وأقدم مشكلة تعيشها الجمهورية التركية. ولقد تحركت الحكومة التركية من أجل استئصال شأفة هذه المشكلة وبترها بعد أن أُصيبت بالغرغرينا، وذلك من خلال "رؤية تركيا الجديدة" التي وضعها الرئيس "أردوغان" الذي أخرج الأكراد من تنصيفهم بـ"الفئة الأخرى"، وبدأ ينظر إليهم على أنهم "مجتمع شقيق" و"قوة حليفة" يمكن إجراء تعاون استيراتيجي معها، ولقد أدت هذه النظرة إلى خروج تركيا من الزاوية التي انحشرت فيها، وتنفست الصعداء.

ولا يمكننا أن ننسى أهمية الدعم المجتمعي في تركيا، لعملية السلام، فهو خير ضامن لنجاحها بلا شك. وانطلاقا من كل هذا ، جلس مدير المخابرات التركية "حقان فيدان"، مع "عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" – حزب العمال الكردستاني- التي كانت سببا في حرب الإرهاب التي عاشتها تركيا على مدار ثلاثة عقود، جلسا معا، ووضعا المسألة الكردية على أرضية ديمقراطية.

وأولت الحكومة التركية، و"أوجلان"، أهمية كبيرة لإدارة عملية السلام التي تقف ضد تدخل عصابة "جبال قنديل" – الموجودة في العراق- التي تعتبر دُمية في يد أوروبا العميقة. وأدى ذلك إلى اتفاق "جبال قنديل" مع إيران، كما أنهما تحالفا مع ألمانيا وبريطانيا. أما "أوجلان"، فقد حدد مع مدير المخابرات، وقتا للمشروعات التي من شأنها تدعيم أواصر الأخوة التركية – الكردية.

لكن من المصادفات الغريبة، أن تتولى عصالة "جبال قنديل" دمية "الغرب العميق"، تنفيذالأحداث الأخيرة التي شهدتها تركيا. ففي الوقت الذي مدت فيه تركيا يد الشفقة والعون لأخوتنا من أكراد سوريا، نرى تلك العصابة تقوم بتنفيذ أوامر "أوروبا العميقة"، ولا يتوانون عن القيام بكل ما هو من شأنه الإضرار بعملية السلام، وحجتهم في ذلك، الهجوم الذي تتعرض "كوباني – عين العرب" السورية. وفي تركيا سار حزب "الشعوب الديمقراطي"، وهو حزب سياسي، يمثل الأكراد، على هوى "جبال قنديل"، ليطعن الديمقراطية والمواطنين الأكراد بالخنجر.

النموذج الجديد:

لا جرم أن هذه التطورات أظهرت لنا حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهى أن عصابة "بي كا كا – جبال قنديل" العميقة، قد فقدت من الآن فصاعدا، صفة تمثيل الأكراد.

ووفق النموذج الجديد الذي أعلن عنه الرئيس "أردوغان"، سيتم إبعاد "جبال قنديل" التي تخضع لأوامر أوروبا، عن الأمر برمته، كما أن هذا النموذج من الممكن أن يمهد الطريق لإحداث تطورات إيجابية بشأن عملية السلام مع "أوجلان". فضلا عن أنه من الممكن أن يسفر عن فرصة لحل المسألة الكردية بشكل يتفق مع المصالح المشتركة للشعبين التركي والكردي.

وختاما أقول، إن أهم شيء يجب أن يحدث الآن، هو أن يقول أصحاب العقول السليمة من أخوتنا الأكراد، "لا" لتلك العصابات التي تأتمر بأوامر أوروبا، يجب أن يقولوا لهم قفوا وكفوا عن هذا.

(بولنت أرانديتش - تقويم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2014)
0
التعليقات (0)