صحافة إسرائيلية

هآرتس: كيري يعد مبادرة جديدة لاستئناف ملف التسوية

كيري بصدد إعادة مسيرة التسوية إلى المشهد (أرشيفية) - أ ف ب
كيري بصدد إعادة مسيرة التسوية إلى المشهد (أرشيفية) - أ ف ب
كشفت مصادر صحفية عبرية الأربعاء، النقاب عن أن الإدارة الأمريكية تعمل على بلورة مبادرة سياسية جديدة لاستئناف العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر الأربعاء، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يسعى لاستئناف العملية السلمية، على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض، في مقابل عدم ذهاب الجانب الفلسطيني لمجلس الأمن الدولي لتحديد جدول زمني لانتهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة أبدت عدم رغبتها في استعمال حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني، في الوقت الذي تعمل فيه على ضم دول عربية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

 وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير أبدى تحفظه على المبادرة خلال اجتماعه مع كيري في نيويورك قبل نحو أسبوعين، حيث طرح نتنياهو فكرة إشراك دول عربية في العملية السلمية.

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، إن "صناع القرار في إسرائيل يجرون اتصالات دبلوماسية حثيثة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإقناعهم بعدم تأييد الإجراء الفلسطيني، في حال تم اللجوء إليه"، بحسب الصحيفة.
 
دول عربية تضغط على عباس لعدم التوجه لمجلس الأمن

وفي سياق متصل، قال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن دولا عربية (لم يسمها) استجابت لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وتمارس ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتأجيل طرح مشروع القرار الفلسطيني الخاص بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن، إلى العام القادم 2015.

وأضاف رأفت في حديث لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية الأربعاء، أن "كيري طلب من الرئيس عباس تأجيل التوجه لمجلس الأمن الدولي للعام القادم، وطلب من دول عربية ممارسة ضغوط على الرئيس".

ولفت إلى أن "دولا عربية (لم يسمها) تقوم بالضغط على القيادة الفلسطينية لتأجيل التوجه".

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية مصرة على التوجه لمجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري، في حال ضمان الحصول على موافقة 9 دول على مشروع القرار الفلسطيني.

وعلق عضو التنفيذية على نية كيري بلورة مبادرة جديدة لإستئناف عملية السلام بقوله: "لم تقدم الإدارة الأمريكية أي مبادرات مكتوبة، وكانت دوما تقدم أفكارا شفوية، وكان الجانب الإسرائيلي يرفضها، ونحن ماضون في التوجه نحو المؤسسات الدولية".

وكان مسؤول سياسي إسرائيلي، قد قال إن "وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يعمل على بلورة مبادرة جديدة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية من شأنها إحباط مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن الدولي يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، بحسب صحيفة هآرتس.

وكشف رأفت عن أن اللجنة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية ستعقد مساء اليوم اجتماعا مع الرئيس عباس، لمناقشة كافة التطورات والمستجدات.

يذكر أنه في مطلع الشهر الجاري، وزّعت فلسطين مسودة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15، تمهيدا لتقديمه رسمياً إلى المجلس، وينص على إنهاء "الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وإقامة دولة فلسطينية.

وكانت المجموعة العربية، تقدمت مطلع الشهر الجاري بمشروع قرار إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967 بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، على أن تتواجد قوات دولية على الأرض لحماية الشعب الفلسطيني، وأن تبدأ مفاوضات فورية لترسيم الحدود، يليها الاتفاق على جميع قضايا الحل النهائي دون استثناء.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر تصويت في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، على رفع التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية من "كيان مراقب" إلى "دولة مراقب غير عضو"، بأغلبية 138 دولة مقابل اعتراض 9 دول، وامتناع 41، بينها بريطانيا، عن التصويت.

يعلون : لن تقوم دولة فلسطينية وتبقى لنا السيطرة على أراضي وأجواء الحكم الذاتي

 
ومن ناحية أخرى، أكد وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون "أن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة، وكل ما سيحصلون عليه هو حكم ذاتي منزوع السلاح، وستواصل إسرائيل السيطرة على أرضه وأجوائه، حتى لو كانت الخرائط تربط بين المدن الفلسطينية".

وقال يعلون في تصريحات نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الصادرة الأربعاء: "أنا لا أبحث عن حل مع الفلسطينيين وإنما أبحث عن طريق لإدارة الصراع. يجب التحرر من نظرية أن كل شيء ينضوي داخل الإطار المسمى دولة، من جهتي فليطلقوا عليها اسم "الإمبراطورية الفلسطينية"، ما الذي يهمني؟ففي كل الأحوال سيكون ذلك حكما ذاتيا فقط. لقد تم الفصل السياسي وهذا جيد، نحن لا ندير حياتهم هناك".

وزعم يعلون أن "أبو مازن ليس شريكا للاتفاق، فهو لم يقل أبدا إنه سيعترف بنا كدولة قومية للشعب اليهودي. ولم يقل أبدا إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق تسوية حتى ولو كان ذلك على حدود 67، حسب وجهة نظره، فإن هذا لن ينهي الصراع والمطالب. ولم يقل إنه تنازل عن حقوق اللاجئين، فما الذي يمكن الاتفاق معه بشأنه؟ إنه شريك للنقاش، شريك لإدارة الصراع. الجانب الثاني لا يعتقد أن خطوط 67 هي النهاية، ولم يقولوا ذلك بتاتا. بالنسبة لهم هذه مرحلة، وما يشغلهم في الواقع هو ليس إقامة دولة، وإنما تدمير الدولة اليهودية وعدم السماح بوجودها. يجب معرفة كيفية إدارة هذا الصراع بدون أوهام".

وتطرق يعلون خلال اللقاء إلى الاحتجاج الأمريكي والأوروبي على البناء وراء الخط الأخضر، وادعى أن هذا الاحتجاج قاد إلى سياسة كبح تصاريح البناء في الضفة. لكنه ينفي أن تكون هناك سياسة لتجميد البناء في المستوطنات، واعتبرها مجرد "تأخير في الإعلان عن خطوات التنظيم والبناء بسبب الحساسية".

وقال إنه "من هذه الناحية يجب التعامل بحكمة وعدم تعريض أنفسنا إلى قرارات دولية صعبة ستجعلنا نندم لاحقا على وصولنا إلى هذه الزوايا".

وبشأن عدم اتخاذ قرار بتدمير "حماس" خلال الحرب الأخيرة واحتلال غزة، قال يعلون إنه مقتنع أخلاقيا بالقرارات التي تم اتخاذها، بما في ذلك القرار المتعلق بإصابة المدنيين في البيت الذي تواجد فيه محمد ضيف. وبشأن احتلال غزة قال إنه "لو فعلت إسرائيل ذلك لكانت تواصل حتى اليوم دفن ضحاياها".

وكشف يعلون في اللقاء النقاب عن حقيقة التوجه الإسرائيلي إلى محادثات القاهرة حول وقف إطلاق النار الدائم مع قطاع غزة، ويقول إنه ليس مقتنعا بأن الاتصالات غير المباشرة مع حماس ستؤول إلى اتفاق مفصل لوقف إطلاق النار. وبالنسبة لإسرائيل، يضيف: "تكفي المبادئ التي تم الاتفاق عليها في نهاية آب، بإضافة بعض التفاهمات التي توصلت إليها الأمم المتحدة والفلسطينيين بشأن إدخال البضائع والأموال تحت إشراف دولي.

وأعرب يعلون عن اعتقاده بأن جوهر الأمور يكمن في التنسيق السياسي – الأمني مع مصر، والذي يسمح إلى حد كبير بتقييد مساعي حماس إلى التسلح. ويقول: "منذ سنة لم يصل أي صاروخ من سيناء إلى غزة، لأن مصر بدأت العمل بشكل فاعل. كما أننا نحن والمصريين أوقفنا دخول الاسمنت إلى القطاع، قبل فترة طويلة من الحرب، لأنه تم استخدامه لبناء الأنفاق".

وبحسب يعلون فإن الترتيبات الجديدة ستتيح للغزيين الحياة، ويقول: "لقد بدأ تحويل الأموال ووسائل الترميم إلى القطاع. ولكن إنشاء ميناء بحري ومطار ليست إلا مجرد أحلام خيالية. يمكن مناقشة ذلك في القاهرة ولكن حتى حماس تفهم بأن هذه الأمور ليست مطروحة على جدول أعمالنا أو أعمال السلطة الفلسطينية ومصر". 

ويرى يعلون أن إسرائيل عالقة في منطقة معادية وعليها المناورة داخلها بتعنت، ولكن بحذر. ولا يرى أي سبب للتأثر.
 
"بيت العنكبوت ليس قائما"

وفي رده على سؤال حول ما تعلمه حزب الله والتنظيمات الأخرى من الحرب في غزة.. قال: "أولا، إن مسألة بيت العنكبوت ليست قائمة". ويقصد يعلون في ذلك ما جاء في خطاب حسن نصر الله في أيار (مايو) 2000، بعد عدة أيام من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، حيث قال نصر الله إن "إسرائيل أشد وهنا من بيت العنكبوت".

ويقول يعلون: "لقد كان ذلك الخطاب يلخص سنوات التسعينيات، ولكن الأمور تغيرت منذ ذلك الوقت. فبعدها جاءت عملية السور الواقي في عام 2002، ومن ثم العمليات في غزة، وصولا إلى الجرف الصامد في الصيف الماضي. هذا توجه مختلف وإصرار مختلف".

ولا يشعر يعلون بالرضا لكون الجرف الصامد استغرقت 50 يوما، ولكنه يقول "إن العرب تعلموا بأن إسرائيل، خلافا لبعض توقعاتهم، يمكنها الصمود حتى في الاستنزاف، وهي تدافع عن نفسها وتجبي الثمن الباهظ من أعدائها"، كما قال.
التعليقات (0)