سياسة عربية

أبرز القوى المتنافسة في الانتخابات التونسية

استطلاعات تشير إلى أن حركة النهضة الأوفر حظا بين المتنافسين - فيس بوك
استطلاعات تشير إلى أن حركة النهضة الأوفر حظا بين المتنافسين - فيس بوك
تجرى في تونس يوم 26 من الشهر الجاري 2014 انتخابات تشريعية سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائمين منذ الإطاحة في 14 يناير/كانون الثاني 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية.

وتتنافس في الانتخابات 1327 قائمة (1230 قائمة داخل تونس و97 في الخارج) موزعة على 33 دائرة انتخابية (27 داخل تونس و6 في الخارج) بحسب إحصائيات "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".

وتضم القوائم الانتخابية نحو 13 الف مرشح سيتنافسون على مقاعد "مجلس نواب الشعب" الذي سيمارس السلطة التشريعية لمدة 5 سنوات.

ويضم المجلس 217 نائبا منهم 199 عن 27 دائرة انتخابية داخل تونس، و18 عن 6 دوائر خارج البلاد.

 في ما يلي أبرز التشكيلات الحزبية المتنافسة في الانتخابات التشريعية.

حركة النهضة

فازت حركة النهضة الإسلامية بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 2011.

وحصلت الحركة التي كانت تنظيما محظورا ومقموعا في عهد بن علي الذي حكم البلاد بين العامين 1987 و 2011 على نسبة 37 في المئة من أصوات الناخبين و41 في المئة من مقاعد البرلمان (89 مقعدا من اجمالي 217).

واثر فوزها، شكلت حركة النهضة تحالفا حكوميا ثلاثيا (ترويكا) مع حزبين علمانيين هما "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات".

في 2013 شهدت تونس أزمة سياسية حادة اثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية ومقتل عناصر من الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات إلى "إسلاميين متطرفين" مرتبطين بالقاعدة.

ومطلع 2014، قبلت الترويكا الاستقالة بموجب "خارطة طريق" طرحتها المركزية النقابية القوية لإخراج البلاد من الأزمة السياسية، وتركت مكانها لحكومة غير حزبية برئاسة مهدي جمعة تتولى تسيير البلاد إلى حين إجراء انتخابات عامة.

وتوصف حركة النهضة بأنها الحزب الأكثر انضباطا في تونس التي تعاني أحزابها العلمانية المعارضة من التشتت.

ويبلغ عدد المنضوين في النهضة حوالي 80 ألفا حسبما اعلن زعيمها راشد الغنوشي في 2014.

وركزت حركة النهضة حملتها للانتخابات التشريعية على "التوافق" الذي أمكن بفضله المصادقة (مطلع 2014) على دستور جديد للبلاد وتجنيبها العنف والفوضى التي سقطت فيها دول شهدت حركات احتجاج شعبية.

وتقول الحركة إن تونس لا يمكن أن تحكم على المدى القصير والمتوسط إلا بالتوافق بين الإسلاميين والعلمانيين.


وتظهر نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في وقت سابق، أن حركة النهضة تبقى بين الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية.

 معارضة علمانية مشتتة 

 تشارك في الانتخابات التشريعية أحزاب علمانية عديدة تتراوح بين اقصى اليسار ويمين الوسط، تقدم نفسها كبديل لحركة النهضة الإسلامية.

ويعتبر حزب "نداء تونس" الذي أسسه في 2012 رئيس الحكومة الأسبق الباجي قايد السبسي، أبرز حزب معارض لحركة النهضة الإسلامية. 

وكان قايد السبسي ترأس بعد الثورة الحكومة الانتقالية التي قادت تونس حتى انتخابات المجلس التأسيسي في 2011.

وسيخوض قايد السبسي (87 عاما) الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 نوفمبر 2014.

وبحسب نتائج استطلاعات الرأي، يحظى نداء تونس بشعبية توازي حركة النهضة. ويعتبر، كما النهضة، ايضا بين الأحزاب الأوفر حظا في الانتخابات.

ويضم هذا الحزب منتمين سابقين من حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي، ويساريين ونقابيين حشدهم قايد السبسي ضد حركة النهضة.

يشكو الحزب من تجاذبات داخلية ويخشى عدد من كوادره من أن تمارس شخصيات من نظام بن علي نفوذا واسعا.

ويتنافس نداء تونس مع أحزاب أخرى تضم مسؤولين في النظام السابق مثل حزب "الحركة الدستورية".

 حلفاء الإسلاميين 

 بعد تشكيل الترويكا ، تولى محمد المنصف المرزوقي مؤسس حزب "المؤتمر" رئاسة الجمهورية، ومصطفى بن جعفر مؤسس حزب "التكتل" رئاسة المجلس التأسيسي.

وقد انشق عن الحزبين نحو نصف نوابهما في المجلس التأسيسي (وانضموا إلى تشكيلات أخرى) احتجاجا على ما اعتبروه تخليا منهما عن مبادئهما بعد التحالف مع الحركة الإسلامية.

ويدافع الحزبان عن ذلك مؤكدين أن تحالفهما مع حركة النهضة أنقذ البلاد من دوامة الفوضى والعنف بين إسلاميين وعلمانيين.

وحتى الآن، لم يعلن أيا من الحزبين اللذين أصيبت قواعدهما بالوهن، ما اذا كان سيتحالف مجددا مع حركة النهضة بعد الانتخابات.
التعليقات (0)