سياسة عربية

سعد الدين إبراهيم يعتذر للسيسي.. صوتا وصورة وكتابة

اتهم الجزيرة بعمل مونتاج لحلقة بثت على الهواء مباشرة - أرشيفية
اتهم الجزيرة بعمل مونتاج لحلقة بثت على الهواء مباشرة - أرشيفية
بالصوت والصورة والكتابة، قدم عالم الاجتماع المصري ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعد الدين إبراهيم، اعتذارا مسجلا ومكتوبا ومنطوقا للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن واقعة سبه له بالأب في حواره مع قناة "الجزيرة مباشر مصر" قبل أيام، بعد أن تزايدت الضغوط عليه، بتقديمه لمحاكمة جنائية، نتيجة بلاغين قدما للنائب العام، وضغوط إعلاميين داعمين للسيسي، هاجموه بضراوة، وطالبوه باعتذار فوري، فيما امتنعت صحيفة "الوطن" عن نشر مذكراته.
 
وكان إبراهيم احتد على مذيع قناة "الجزيرة مباشر مصر" أحمد طه في برنامج "حوار خاص"، عن طريق "الفيديو كونفرانس"، عندما سأله طه: هل تجاوز السيسي الخطوط الحمراء فيما يتعلق بحقوق الإنسان؟، فرد إبراهيم: "لم يتجاوزها".
 
فوجه له طه سؤاله: "متى -من وجهة نظرك- يكون السيسي قد تجاوز الخطوط الحمراء، ويجب الوقوف أمامه من قبل مركز ابن خلدون"، فأجاب إبراهيم منفعلا: "يا أستاذ حرام عليك، إنت عاوزني أشتم لك السيسي"، وهو ما نفاه طه، وقال: "لا"، لكن إبراهيم فاجأ الجميع بالقول: "طيب يلعن أبوه.. ابن كلب".
 
 
وقد ظهر سعد الدين إبراهيم معتذرا للسيسي في مقابلة مساء الثلاثاء مع برنامج "لازم نفهم" على قناة "سي بي سي إكسترا"، قائلا: "أعتذر للرئيس السيسي، ولكل محبيه، عما بدر مني؛ نتيجة استفزاز مذيع قناة الجزيرة".
 
وزعم إبراهيم أنه "كان ضحية خديعة كبيرة أو فخ نصب له من قناة الجزيرة القطرية لإهانة الرئيس عبد الفتاح السيسي"، على حد قوله.
 
وأضاف أن هناك صحفيا مصريا يعمل بالقناة قام بإيقاعه في هذا الفخ لكي يسب الرئيس، مشيرا إلى أنه اتضح أن هدف قناة الجزيرة القطرية هو التجريح والإهانة لشخص الرئيس السيسي والنيل منه ومن نظامه، على حد زعمه.
 
 
إبراهيم لم يكتف بهذا الاعتذار المسجل إذ كتب مقالا بعنون: "اعتذار وإنذار"، نشره بجريدة "الوطن" الأربعاء، وكرر فيه اسم المذيع أحمد طه خطأ على أن اسمه "عبدالقادر طه"، وقال إن "الجزيرة" لجأت إلى عمل "مونتاج" لكلامه مع أن الحوار كان مباشرا، كما زعم أن طه من الإخوان، برغم أنه لا يملك أي دليل على ذلك، ووصفه بأنه "وضيع" و"حقير" (!)، ونسب إليه أنه وصف السيسي بالظالم والإخوان بالمظلومين، ولم يفعل "طه" ذلك أيضا.
 
وقال سعد في مقاله: "أحد الإخوان العاملين في تلك القناة، طالب بأن يجرى معي -في القاهرة- حديثا من مقره -في الدوحة- عبر الأقمار الصناعية، ولم أمانع، وذلك لسخونة الأحداث،  وأهمية الحوار حولها، ولكن كان لدى الرجل «عبد القادر طه» أجندة أخرى لم أكتشف أبعادها إلا في وسط البرنامج، فقد ألح الرجل على أسئلة تتعلق بأداء الرئيس السيسي، فسأل عن تزوير الانتخابات الرئاسية، وعن المعتقلين في سجون السيسي بعشرات الآلاف، وكيف أسكت أنا عن ذلك، رغم ادعائي أنني أدافع عن حقوق الإنسان.
 
وأضاف إبراهيم: "استمر الرجل «عبدالقادر طه» في الإلحاح على الحديث عن «السيسي الظالم»، و«الإخوان المظلومين»، لأكثر من عشرين دقيقة على الهواء، حتى فرغ صبري وضقت ذرعا بذلك الإخواني المناكف، الذى فتحت له قناة الجزيرة القطرية شاشتها وأجزلت له العطاء وأطلقته على خلق الله الأبرياء لاصطياد كلمة أو عبارة يشوهون بها هنا أو هناك"!
 
وتابع: "لابد أن أعترف بأنني رغم خبرتي الطويلة نسبياً في الحوارات الصحفية، والمساجلات الفكرية، فإنني ارتكبت خطأ صب اللعنات على قطر و«الجزيرة» والرئيس السيسي وعلى المذيع الذى كان يدير الحوار من الدوحة. وقامت «الجزيرة» في دقائق معدودة، بعمل مونتاج سريع لم تستبق فيه ساعة من الحديث الحوارى إلا الجزء الذى صببت فيه اللعنات، وخاصة للرئيس السيسي".
 
واستدرك إبراهيم: "لذلك، لا يسعنى إلا الاعتذار الشديد للرئيس عبدالفتاح السيسى عما بدر منى من إساءة إلى شخصه الكريم، الذى أحمل له كل التقدير والإعجاب والاحترام، كما أتقدم باعتذار مماثل لكل الملايين الذين شاهدوا ذلك الحوار أو سمعوا عنه، وفى مقدمتهم الأخ العزيز مجدى الجلاد رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، التى تنشر مذكراتى التي سجلها معي، وكتبها عني الكاتب الصحفي السيد الحراني، وأيضا الأخ العزيز حمدي رزق الذي وجه لي نقدا شديدا، وعلى حق في مقاله المنشور بتاريخ 27/ 10 /2014".
 
واختتم عالم الاجتماع مقاله بالتحذير من التعامل مع قناة الجزيرة عموما، والجزيرة مباشر مصر خصوصا، قائلا: "يبدو لي أنني لم أمارس ما يكفي من الحذر والحصافة مع تلك القناة أو مع محاورها الإخواني الوضيع. فأرجو أن يقبل الرئيس السيسي وكل الملايين من محبيه هذا الاعتذار العلني، وأستغفر الله لي، وليس لـ«الجزيرة» أو لمحاورها الحقير أو للجماعة التي ينتمى إليها".
 
وكان إبراهيم تعرض لمنع نشر مذكراته في جريدة الوطن بعد "السب والقذف العلني من جانب الدكتور سعد الدين إبراهيم في حق الرئيس عبدالفتاح السيسي على فضائية الفتنة الجزيرة"، بحسب بيان نشرته الصحيفة.
 
كما هاجم الكاتب الصحفي  حمدي رزق (المعروف بصلاته بأجهزة الأمن وجهاز المخابرات العامة) سعد الدين في مقاله بجريدة "المصري اليوم" طالبه فيه بـ"الاعتذار علانية للرئيس، عن هذا الخطأ الكبير، فقد سببت حبيب المصريين، وهو من هو.. لم يمسسك بسوء"، على حد تعبيره.
 
 وتقدم سمير صبري المحامي ببلاغ إلى النائب العام طالب فيه بإحالة إبراهيم للمحاكمة الجنائية عن "تهمة تطاوله بسب رئيس الدولة المصرية،  وسب والده، بأسلوب حقير، أساء فيه إساءة بالغة للدولة المصرية وهيبتها، وأهان بذلك كل أفراد الشعب المصري"، وفق ما جاء في البلاغ.
 
 كما تم تحرير بلاغ آخر ضد إبراهيم بقسم شرطة بنها، بمحافظة القليوبية، قدم فيه عبد الخالق الطوخي أسطوانة مدمجة "سي دي" يحتوي على ما تضمنته المداخلة من عبارات مسيئة للرئيس السيسي، إذ تم تحرير المحضر، تمهيدا لاستكمال الإجراءات، بحسب تقارير صحفية.
التعليقات (1)
Abada
الأربعاء، 29-10-2014 05:34 م
الانقلاب العسكري ومثقفية عار علي مصر الثورة ، فسادهم من فساد الانقلاب.