صحافة دولية

دراسة لمدير سابق لـMI6: داعش ستهزمه انتفاضة داخلية

ريتشارد باريت: هزيمة داعش قد تكون من خلال انتفاضة واسعة - أ ف ب
ريتشارد باريت: هزيمة داعش قد تكون من خلال انتفاضة واسعة - أ ف ب
تنبأت دراسة، أعدها رئيس سابق للاستخبارات البريطانية "MI6" أن نهاية تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش"، قد تكون من خلال انتفاضة واسعة تندلع في المناطق الواقعة تحت حكمه الشمولي.  

وفي تقرير مفصل حول التنظيم، أعده المدير السابق لـ "MI6" ريتشارد باريت، والذي يترأس وحدة مراقبة القاعدة وطالبان في الأمم المتحدة، وساعد في إنشاء جماعة العمل ضد الإرهاب في المنظمة الدولية، حلل فيه المسؤول الأمني الأداء الاستراتيجي لـ "داعش"، حيث قال إنه حتى الآن جيد، إلا أن التحدي الأكبر أمام التنظيم هو مواجهة المعارضة في داخل مناطقه، ومواجهات المتطلبات اليومية والإدارية للمناطق الواقعة تحت سيطرته. 

وتقول صحيفة "أوبزيرفر" إن التقرير يعتبر من أكثر الدراسات تفصيلا حول أداء "داعش"، ويقوم بدراسة أصوله ومصادر التمويل وأعداد المقاتلين الأجانب، وكذلك طموحاته على المدى البعيد. 

ويرى التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون عاملا مهما في الانقسام داخل تنظيم الدولة، رغم أن هذا الأخير استخدمها لنشر أيديولوجيته وصوره في كل أنحاء العالم. 

ويضيف أن "التعطش للتغيير، الذي استطاع (داعش) استغلاله، لن يتم وقفه من خلال الحكم الشمولي، ففي عالم اليوم لا تستطيع أية دولة مهما كانت بعيدة السيطرة على سكانها بحرمانهم من القدرة على التفكير. ولن تكون قادرة على تقييد القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حولها أكثر من الدول التي سمحت بفشلها بظهور فجوة أدت لنشوء تنظيم الدولة". 

ويرى باريت أن المنظمات الدولية لاحظت في الآونة الأخيرة "بطئا" في تدفق عدد المقاتلين الأجانب، الذين ينضمون لـ "داعش"؛ لأن البعض ممن قاتل مع التنظيم عاد إلى بلاده، وتحدث عن تجربته السيئة في سوريا والعراق "حقيقة عودة الكثيرين إلى بلادهم، والذين بدأوا يتحدثون عن سوء الأوضاع، تقدم رواية مضادة لرواية (داعش)، ما ساعد في تقليل عدد المتطوعين". 

وأصدرت التقرير مجموعة صوفان في نيويورك، وسيكون دليلا للحكومات والوكالات الأمنية، لفهم طبيعة التنظيم وطريقة عمله.

 لكن تقريرا للأمم المتحدة صدر يوم الجمعة، أشار إلى أن 15.000 مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة الماضية، ولاحظ التقرير الأممي أن المتطوعين جاؤوا من 80 دولة، منها الولايات المتحدة الأميركية. 

ويستخدم تقرير باريت الرقم، ويشير إلى أن نصف العدد جاء من تونس والمغرب والسعودية والأردن وتركيا. 

ويشير التقرير إلى أن خسارة "داعش" للمتطوعين الأجانب سيضعفه لدرجة تسهل فيها هزيمته "لو هجره المتطوعون الأجانب فلن يكون تنظيم الدولة قادرا على الحفاظ على الزخم الحالي، وبالتالي يمكن لأعدائه استهدافه بسهولة".

ويبلغ عدد المقاتلين البريطانيين الذين انضموا لـ "داعش" وبقية الجماعات المقاتلة في سوريا حوالي 500، ولا يصنفون ضمن المتطوعين الانتحاريين، إلا أن التقرير يتحدث عن مقاتلين أجانب قاموا بعمليات انتحارية من مصر والأردن والدنمارك والمغرب وروسيا وباكستان والشيشان والسعودية وطاجيكستان وتونس وتركيا وأوزبكستان.

وفي تقرير الأمم المتحدة، أشار معدوه إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن باريت يرى أن هذه الوسائل قد تسهم في تفتيت التنظيم، من خلال نشر النقد الداخلي له بين أفراده وبسرعة كبيرة. 

ويجد باريت أن التنظيم لا يتسامح مع المعارضة أو وجهة النظر المعارضة لرأيه، ولهذا أقام شبكة من العملاء والمخبرين، وجهازا أمنيا قويا يدار من المركز؛ حتى يتأكد من عدم وجود تحد لسلطته. وهذا النوع من الرقابة يجعل من الذين يعيشون في ظل سلطته يتعاملون معه كنظام قمعي. 

وفي تقرير صحافي نشر أخيرا أظهر أن حياة السكان في مدينة الموصل، كبرى مدن تنظيم الدولة، بدأت بالتدهور. ويلفت باريت إلى أن معاداة "داعش" للنزعة الفردية في المجتمع دفعت الكثير من الحرفيين والاختصاصيين للهجرة إلى الخارج، ما ترك المستشفيات دون أطباء وبلا أدوية والمدارس دون مدرسين. 

ويواجه التنظيم أيضا تحدي إدارة المناطق، ففي الوقت الذي انخفضت فيه أسعار المواد الأساسية، واستمرت الأفران بالعمل، إلا أن هروب المزارعين يعني عدم زراعة المحصول للعام المقبل، وهو ما سيسبب أزمة إنسانية. 

ويفيد التقرير أن الميزانية التي يحتاجها "داعش" لإدارة المناطق هي نفس أو أكثر من الميزانية، التي خصصتها الحكومة العراقية لإدارة المناطق قبل وقوعها بيد التنظيم.    
التعليقات (2)
طارق الجبوري
الأحد، 02-11-2014 01:31 م
قد يكون في التوقع بعض الصحة غير ان السؤال كم يستغرق ذلك ؟ ماجاء يحتاج الى وقت ونحن بصراحة لانمتلكه ما يستدعي التغكير ببدائل اسرع تصاحب العمل العسكر للقضاء على عصابة داعش
جمعه
الأحد، 02-11-2014 01:04 م
التنبأ ليس قاعده حقيقيه يبنيها انسان قرأ هنا وهناك هذه خلافه لا يدركها الاعداء ولا يعرف حقيقتها الا الذين باعوا انفسهم واموالهم لعزة الدين رجال الدوله ثابته ويتمددون بكل ثقه نحو الهدف وهو اسقاط الانظمه التي اذلت مواطنيها لم تتنبأوا بدايتها وتكوينها فعجزتم والان تحلمون وتتنبأون بزوالها وهذا من فشلكم وتريدون ان تهدوا من روعكم تحسسوا رقابكم والارض التي تقفون عليها هي لحظات وتكونوا تحت سيادة الدوله