سياسة عربية

الليكود يرفض دعوة الحاخام الأكبر وقف الاقتحامات

نتنياهو يؤكد دعمه لحق اليهود بالصعود للحرم القدسي - أرشيفية
نتنياهو يؤكد دعمه لحق اليهود بالصعود للحرم القدسي - أرشيفية
رفض سياسيون إسرائيليون وقف الاقتحامات الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس الدعوة التي وجهها الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين "السفارديم" بوقفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، في مكتبه بالقدس الجمعة "ندعم حق اليهود في الصعود إلى الحرم القدسي، علماً بأنهم يؤدون صلواتهم في حائط المبكى، لكن يحق لهم الصعود إلى الحرم القدسي. كما أننا ندعم حق المسلمين في الصعود إلى الحرم القدسي وأداء صلواتهم في المسجد الأقصى، علماً بأنهم فعلوا ذلك على مدى عقود وسيستمرون في ذلك".

ورأى وديع ابو نصار، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ثمة اختلاف في الموقف بين المستويين السياسي والديني بهذا الشأن.

وقال لـ"الأناضول" إن "المستوى السياسي في إسرائيل، بما فيه رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وأعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيليين يعتقدون أن لليهودي حق مبدئي بزيارة أي مكان يريد دون وجود أي حق للفلسطيني أو المسلم بمنعه".

وأضاف أبو نصار "بالمقابل فإن المستوى الديني اليهودي يقول إن المسجد الأقصى، الذي يسمونه جبل الهيكل، هو مكان يمنع الدخول إليه إلا للكهنة وبما أنهم لا يعرفون في أي مكان فيه كان الهيكل مقاما، كما يقولون، فإنه ممنوع على اليهودي دخول المنطقة".

لكنه اشار إلى أنه "لا يوجد خلاف بين اليهود حول أن الهيكل كان قائما مكان المسجد الأقصى، كما يزعمون، ولكن الخلاف هو حول متى وكيف يمكن الدخول إلى هذا المكان".

وكانت جماعات يمينية إسرائيلية كثفت من دعواتها خلال العامين الأخيرين لاقتحام المسجد الأقصى، فيما مارس أعضاء كنيست (برلمان) يمينيون إسرائيليون الضغط على الشرطة الإسرائيلية لتسهيل عمليات الاقتحام هذه.

وتقوم الشرطة الإسرائيلية بإدخال الإسرائيليين الراغبين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد والذي تسيطر عليه الشرطة منذ العام 1967.

ويربط مسؤولون فلسطينيون في القدس الشرقية بين الاشتباكات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في المدينة وتصاعد عمليات الاقتحام الإسرائيلية للمسجد وسط فرض قيود على دخول المصلين المسلمين للمسجد.

وأثار الحاخام الأكبر لليهود "السفارديم" يتسحاق يوسيف ردود فعل غاضبة في أوساط السياسيين الإسرائيليين المؤيدين لاقتحام الأقصى عندما دعا صراحة اليهود إلى وقف الاقتحامات للمسجد الأقصى.

وقال يوسيف، وهو الابن السادس لمؤسس حركة "شاس" الدينية الشرقية الإسرائيلية عوفاديا يوسيف، "هذا هو المكان المناسب لدعوة الجمهور الكريم لوقف هذا التحريض، من هنا تسمع الدعوة، لمنع اليهود من الصعود إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)".

وأضاف يوسيف، خلال جنازة الجمعة لشاب إسرائيلي قتل في حادث دهس نفذه فلسطيني في القدس الشرقية يوم الأربعاء الماضي، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة "من هنا يسمع النداء لوقف هذا من أجل وقف إراقة دم الشعب اليهودي".

وجاء رد وزير الاقتصاد وزعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني نفتالي بنيت سريعا حيث كتب على صفحته في شبكة التواصل "فيسبوك" إن "هذا غير صحيح.. معالي الحاخام الأكبر، لقد أريق الدم اليهودي لأن العرب قتلوهم".

أما عضو الكنيست من حزب "الليكود" اليميني موشيه فيغلين، وهو من أبرز الداعين لاقتحام الأقصى، فقال في مقابلة إذاعية نشرها على صفحته في "فيسبوك": "هذا المكان هو الأكثر قداسة لليهود".

وأضاف "أقدر الحاخام الأكبر ولكن إذا ما كان يتحدث من ناحية دينية فإن هناك عشرات الحاخامات الذين لديهم رأي أيضا".

ويلاحظ أن اليهود من أتباع حركة "شاس" الدينية اليهودية، التي ينتمي إليها الحاخام الأكبر لـ"السفارديم" يتسحاق يوسيف يمتنعون عن اقتحام المسجد الأقصى على الرغم من وجودهم في القدس الغربية بمئات الآلاف.

ولإسرائيل حاخامان أكبر، الأول وهو يوسيف والحاخام الأكبر لليهود "الاشكناز" ديفيد لانداو الذي بدوره لم يدل حتى الآن برأي محدد تجاه هذه القضية.
التعليقات (0)