صحافة دولية

نيويورك تايمز: على أوباما توجيه رسالة واضحة لمانيمار

نيويورك تايمز: على حكومة مانيمار إنهاء اضطهادها لمسلمي الروهينغا - أرشيفية
نيويورك تايمز: على حكومة مانيمار إنهاء اضطهادها لمسلمي الروهينغا - أرشيفية
دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس الأميركي باراك أوباما لتوجيه رسالة واضحة لحكومة مانيمار أو بورما سابقا، وإنهاء اضطهادها لمسلمي الروهينغا

فعشية زيارته الثانية، التي تبدأ الأربعاء، ذكرت الصحيفة الرئيس أوباما بزيارته الأولى للعاصمة المانيمارية رانغون، والتي كان فيها متحمسا حماسا منقطع النظير لمساعدة هذا البلد الذي حكمته طغمة عسكرية ولعقود، حيث تقول إن ما بين الزيارة الأولى والثانية لم يتغير الكثير.
 
تقول الصحيفة "كان الرئيس أوباما متحمسا في زيارته التاريخية الأولى لمانيمار في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس أميركي لدولة كانت تقترب للتحول الديمقراطي بعد خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري، لكن ومنذ عامين على الزيارة تحركت الحكومة، التي يسيطر عليها العسكر وشبه المدنية في يانغون، بشكل بطيء للوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها للولايات المتحدة، عندما تعهدت حكومتا البلدين للبدء بعلاقات جديدة".

وتضيف الصحيفة "في زيارته الثانية لمانيمار، والتي تبدأ الأربعاء، قد يحاول أوباما إخفاء خيبته من أوضاع التغيير في مانيمار، وإن فعل هذا فسيرتكب خطأ فادحا".

وتبين أنه "قد عرف المسؤولون في مانيمار أهمية بناء علاقات مع الولايات المتحدة، كوسيلة للتخلص من عهد العقوبات والعزلة الدولية. ولهذا يجب على أوباما تذكيرهم وبحزم أن إدارته لديها الوسائل لتسريع أو إبطاء تلك العملية، فمن الآن وحتى الخريف المقبل، حيث ستنظم مانيمار انتخابات عامة فلا يزال الوقت متاحا أمام الولايات المتحدة للضغط وبقوة على مانيمار لتحقيق إصلاحات ديمقراطية ذات معنى ووقف كل أشكال الاضطهاد لمسلمي الروهينغا".

ويجد التقرير أن "التحول السياسي هذا العام في مانيمار لم يكن واعدا، فقد تعهد الرئيس ثين سين بداية هذا العام بالسماح (لأي مواطن) بترشيح نفسه للانتخابات. ولكن لجنة برلمانية صوتت في حزيران/ يونيو ضد تعديل دستوري، ووجود مادة كانت تمنع زعيمة المعارضة داو أونغ سان سوكي، الحائزة على جائزة نوبل من الترشح للانتخابات؛ لأن أولادها يحملون الجنسية البريطانية". 

وتشير الصحيفة إلى أنه "إلى جانب منع السيدة أونغ سان سوكي من الترشح للرئاسة، يقوم المسؤولون في مانيمار على ما يبدو بوضع الأسس الانتخابية لمنع حزبها، المؤتمر الوطني للديمقراطية، من الترشح؛ خوفا من الحصول على أغلبية من خلال حجز مقاعد وممثلين للأقليات العرقية".

وترى الصحيفة أن السيدة أونغ سان سوكي تستحق أن يكون لها دور في قيادة الأمة. ولن يحدث هذا إلا في حالة تعديل الدستور لإعطاء الأحزاب السياسية مساواة في الانتخابات القادمة. 

 وفي سياق آخر يلفت التقرير إلى أنه "وبعيدا عن حالة الإصلاح التي يرثى لها في مانيمار، كان قادة البلاد قساة في ردهم على الأزمة التي نتجت بسبب مذابح مسلمي الروهينغا في عام 2012، الذين يعيشون في إقليم راكين، فلم تفعل الحكومة إلا القليل لمحاكمة مرتكبي المذبحة، التي تقول منظمات حقوق الإنسان إنها تصل إلى حد التطهير العرقي، بل وأكثر من هذا تريد الحكومة تهميش الروهينغا أكثر من خلال سياسة الجنسية، حيث سيكون فقط لقلةٍ منهم الحق بها، في سياسة مصممة لدفع عدد آخر منهم للمنفى. وهناك أكثر من 100.000 من مسلمي الروهينغا يعيشون في مخيمات مزرية".

وتخلص الصحيفة إلى أنه "لا أحد يتوقع تحول مانيمار لنموذج للديمقراطية في ليلة وضحاها، وحدثت بعض التغيرات المثيرة التي تستحق الثناء، فقد تم الإفراج عن معظم السجناء السياسيين، وتراجعت قسوة الأجهزة الأمنية، ولم يعد الإعلام عرضة للرقابة. وقد يناقش السيد ثين سين أن حكومته بحاجة لوقت أكثر كي تفي بالوعود التي قطعها للرئيس أوباما في عام 2012. وبعضها يحتاج لسنوات كي يتم إنجازها والآخر لا. ولكن على أوباما أن يعني ما يقول عندما يقوم بتقييم التقدم الذي حدث على الوعود".
التعليقات (0)