صحافة إسرائيلية

أغنية عنصرية لمغن إسرائيلي أغضبت رئيس الكيان وكثيرين

المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين - أرشيفية
المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين - أرشيفية
أطلق المغني الإسرائيلي عمير بنايون البارحة أغنية تحمل عنوان "أحمد يحب إسرائيل"، أثارت عاصفة من الغضب بعد نشرها. وتتحدث الأغنية عن أحمد، الطالب العربي الذي يدرس في جامعة إسرائيلية في القدس، ويتظاهر بأنه شخص مُعتدل يؤمن بالتعايش، ولكنه يطمح بالسر لقتل يهود.

كلمات الأغنية كاملة كما نشرتها صحيفة "معاريف" هي:
"السلام عليكم.. اسمي أحمد وأنا أسكن في القدس.. أنا أتعلم في الجامعة شيئا ما، اثنين.. من مثلي يتمتع بكل العوالم.. اليوم أنا معتدل ومبتسم، غدا أطير الى السماء، أبعث الى الجحيم يهوديا ما أو اثنين.. صحيح أني مجرد خلقة ناكرة للجميل.. صحيح، ولكني لست مذنبا، لم أتربّ على الحب.. صحيح، ستأتي اللحظة التي ستدير لي فيها الظهر،  وعندها سأدق فيك البلطة المشحوذة.. أنا أحمد، أسكن في منطقة الوسط، أنا أعمل قرب روضة أطفال ومسؤول عن أسطوانات الغاز.. من مثلي يتمتع بالعالمين، اليوم أنا وغدا هم لا. الكثير منهم، الكثير منهم لا.. هذا صحيح أني مجرد خلقة ناكرة للجميل.. هذا صحيح، ولكني لست مذنبا، لم أتربّ على الحب.. هذا صحيح، ستأتي اللحظة التي تدير لي فيها الظهر، وعندها سأدق فيك البلطة المشحوذة".  

ويقول الكاتب الإسرائيلي يؤاف شاحام إن "الكثير من الإسرائيليين، عبّروا بعد سماعهم الكلمات العنصرية للأغنية، ومنهم أشخاص من جمهور بنايون، عن امتعاضهم الشديد وتحفُّظهم".

ويضيف شاحام، أن "رئيس دولة إسرائيل، يثبت مرة أُخرى التزامه العميق بمحاربة العنصرية في إسرائيل". وقال: "صَدَرَ اليوم عن بيت رئيس الدولة، بعد أن انتشرت البارحة الأغنية العنصرية التي كتبها ولحنها المغني الإسرائيلي عمير بنايون، بيان مفاده أن الرئيس ألغى العرض الذي كان يُفترض أن يُقدمه بنايون أمام الرئيس".

وكان مدير بيت رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الاثنين، قد نشر بيانًا جاء فيه أنه "على إثر نشر الأغنية الأخيرة للمغني عمير بنايون البارحة، أود أن أُعلمكم بأنه لا يمكننا أن نسمح بأن يقيم عرضه في بيت الرئيس". وكان يُفترض أن يُقدم بنايون عرضًا الأسبوع القادم في ذكرى طرد اليهود من الدول العربية.

وجاء في البيان أنه على الرغم من كونه مُغنيًا محبوبًا وله مكانته إلا أنه لن يكون بإمكانه أن يقدم عرضه، وذلك في إشارة إلى الحرج الذي شعر به رئيس الكيان.

ويقول شاحام، إن بنايون تعجل بالرد على صفحته في "فيسبوك"، وقال إنه لم يكن يقصد بذلك التحريض على العنف. وكتب بنايون: "فقط لإزالة أي شك، أغنية أحمد يحب إسرائيل" جاءت لتُعبر عن مشاعر فقط، ولا تدعو إلى ممارسة العنف ضد أحد. نحن ضد العنف تمامًا، ولو كُنا عنيفين ما كنا لنغني أغنيات مؤلمة تخرج من صميم القلب مُباشرة".

وأضاف بنايون قائلاً: "لكل من صدمهم ذلك، أقترح قبل ذلك أن تشعروا بالصدمة والقلق تجاه الإرهاب الذي ينتشر في البلاد. يجب أن يقلقكم قتل يهود وهم يرتدون شالات الصلاة المضرجة بالدماء. ومقتل مواطنين دهسًا على يد بشر متوحشين. والإرهابيون الذين يطلقون النيران على سكان الجنوب من المدارس والمستشفيات. هنالك أمور مزعزعة أكثر من أغنية ناتجة عن الألم والقلق فقط".

ويعلق شاحام بأنه معروف عن عمير بنايون مواقفه المعادية للفلسطينيين؛ فقد نشر في الأسبوع الماضي، بعد العملية "الإرهابية" في القدس، أغنية "الدم اليهودي"، التي جاء فيها: "ها هي المزيد من الدماء اليهودية تُسفك في الكنيس... ها هم الأيتام يُضربون ثانية، المزيد من الأرامل يبكين، المزيد من الأطفال الذين سُلبت منهم أحلامهم، المزيد من الفتيات اليتامى اللواتي ينتظرن. ها هو الشيطان ثانية عاد للرقص، هل معنى أن تكون يهوديًا هو أن تموت كل يوم من جديد؟".

وقال الكاتب في "إسرائيل اليوم" دان مرغليت، إن الأغنية ليست جديرة بالاهتمام، لكنّ هذا هو ثمن حرية التعبير، ويذهب إلى أن حرية التعبير أهم بكثير من منع أي إنسان من تقديم عمل فني، حتى وإن كان هذا يسيء إلى الآخرين أو يمس بهم.

وأشار مرغليت إلى أن أحد الذين تحفظوا على الأغنية هو الوزير أوري أورباخ الذي أعلن أنه لن يلقي خطابا في حفل يغني فيه بنيون. و"يمكن أنه سيتم التوصل إلى حل وسط حتى موعد اللقاء في الأسبوع القادم".         

ويقول صحيح أن هذه الأغنية تشمل التحريض، والكراهية من أجل الكراهية، والعداء الذي لا داعي له، وهي تُشعل النار في كوم من القش، وإنه "من الواضح أن الأغنية ليست جديرة بأن تُسمع في بيت الرئيس، ولكن مقاطعة بنيون تقلق أكثر من تجاهله، فالشعب اليهودي – الذي يريد اعتبار إسرائيل دولته القومية – عانى من المقاطعة وحرق الكتب. دائما عرفنا كيف يبدأ ذلك حيث تكون المبررات واقعية، لكن النهاية تكون صعبة".         

ويبرر عنصرية المغني بنايون، مدافعا عنه، بالقول إن مقاطعته تشبه الاعتراض على إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، والتأكيد إبقاء الأحزاب العربية في الكنيست.

ويقول: "كما أني أعارض أن تقوم جهات خارجية بتمويل نشاطات سياسية في البلاد – فإنني أستطيع النزول إلى رأي من يطلب حذف تحمل الآخر عند الحديث عن مغن له احترامه وأخطأ خطأ كبيرا. فمن حقه أيضا أن تكون له سترة واقية لحرية التعبير".         

وأضاف: "سيدي الرئيس، هذا ما أردت أن أصرف انتباهك إليه"، في إشارة إلى أن ما يقوله في ذلك هو التماس للعفو من رئيس الكيان. 
التعليقات (1)
سفيرخطير
الأربعاء، 26-11-2014 08:09 م
رغم ان اسرائيل دوله نعاديها ولكن اشيد بدموقراطيتها هكذا نحن لا نتعرف بالرآي الاخر ولم نقم بيننا الوسطيه دائما" علي النقيض ولا يهمنا بل ننكل ونضرب بيدا"من حديد من يمتهج حرية التعبير