بحجة الحرص على "تعزيز معسكر السلام" الإسرائيلي، يعكف حزب العمل على ضم عدد من القيادات الإسرائيلية، ذات السجل الأبشع في مجال الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
ويوشك رئيس الحزب إسحاك هيرتزغ على عقد اتفاق، يتم بموجبه ضم وزير الحرب الأسبق
شاؤول موفاز إلى قائمة الحزب الانتخابية، بحجة أن ضم موفاز قد يسهم في تمكين الحزب من الإطاحة بحكم
نتنياهو.
يذكر أن موفاز كان أكثر رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي إجراماً ضد الشعب الفلسطيني، سيما عندما تولى هذا المنصب في أوج انتفاضة الأقصى.
وفي تحقيق نشرته في 12 مايو 2011، نقلت صحيفة "هآرتس" عن ضباط خدموا تحت إمرة موفاز قولهم إن التعليمات الصادرة عنه كانت تشدد على ضرورة ألا يقل عدد القتلى من الفلسطينيين يومياً عن 70 قتيلا.
وفي تحقيق مماثل في 7 آب/ أغسطس2011، عرضت قناة التلفزة الأولى شهادة لضابط أكد فيه أنه كان شاهد عيان عندما وبخ موفاز قائد أحد الألوية في الجيش؛ لأن عدد القتلى من الفلسطينيين في المنطقة التي كانت تتمركز فيها قواته كان قليلاً.
ويذكر أن موفاز كوزير للحرب مسؤول عن إعطاء الأوامر بتنفيذ عمليات الاغتيال التي تمت في الفترة الممتدة بين عامي 2003 و2005.
في ذات السياق، سيتنافس على قائمة حزب العمل الجنرال عومر بارليف، القائد الأسبق لوحدة "سييرت متكال"، وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال التي ينفذها جيش الاحتلال خارج حدود فلسطين.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي بتاريخ 13 حزيران/ يونيو الماضي، تباهى بارليف بأنه شاركت في عمليات أسفرت عن مقتل المئات من الفلسطينيين والعرب.
وقد حاول هيرتزوغ إقناع يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" بالانضمام لقائمة الحزب، لكن ديسكين اعتذر بحجة أنه سيعمل في الوقت الحالي في مجال الأعمال.
ويذكر أن ديسكين كرئيس لجهاز "الشاباك" يعتبر مهندس سياسة التصفيات التي اعتمدت عليها إسرائيل في محاولاتها وأد انتفاضة الأقصى.
ومن المفارقة أن ديسكين انتقد خلال الحرب الأخيرة القيادتين العسكرية والسياسية في تل أبيب بحجة أنهما لم تستخدما قوة نار أكثر من أجل حسم المواجهة ضد حركة حماس.
وقد هاجم أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في قناة التلفزة الثانية سلوك قادة حزب العمل، معتبراً أن الحرص على ضم هذه الشخصيات على وجه الخصوص تأتي من أجل إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن هذا الحزب "يضم أشخاصاً أثبتوا أنهم يجيدون قتل العرب".
وخلال مداخلة له مساء الجمعة الماضي، نوه أبراموفيتش إلى أن سلوك حزب العمل يعكس عنصرية مقيتة تجاه الفلسطينيين.