كتاب عربي 21

الجامعة العربية ترد على الخارجية الأمريكية

محمد سيف الدولة
1300x600
1300x600
لو كنا أمة حرة مستقلة،  لصدر البيان التالي، كحد أدنى، من الجامعة العربية :  

تابعت جامعة الدول العربية تصريحات السيد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية التي قال فيها إن هناك دولا عربية لم يذكرها بالاسم، أكدت له استعدادها للتحالف مع إسرائيل في مواجهة داعش وحماس. وما تلى ذلك من تعليقه بأنها فرصة يتوجب استغلالها والاستفادة منها.

ونظرا لان السيد كيرى لم يسم هذه الدول التي ذكرها، فان الجامعة قد راجعت كافة المندوبين الرسميين للدول العربية لديها، للتحقق مما ورد في تصريحاته وزير الخارجية الأمريكي. وقد قاموا جميعا وبدون استثناء، بعد العودة إلى أعلى المستويات الرسمية في دولهم وحكوماتهم، بنفي ما صدر على لسان  السيد كيرى جملة وتفصيلا. وعليه فان الجامعة العربية تود أن تؤكد على ما يلى :

دأبت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالتصريح تارة والتلميح تارة أخرى، بان قضية فلسطين لم تعد هي القضية المركزية في المنطقة. بل وصل الأمر بوزير الخارجية الإسرائيلي بأن صرح بأنها لا تعدو أن تكون 1 % من مشاكل المنطقة. كما دأب قادة إسرائيل على التصريح بان المواقف الرسمية العربية المعلنة من الصراع العربي الإسرائيلي ليست هي مواقفها الحقيقية، وان هناك مواقفا عربية أخرى مختلفة تجرى في الكواليس ووراء الأبواب المغلقة. وانه كان هناك مباركة من عدد من الدول العربية الكبرى للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وان هناك حزمة من المصالح الاستراتيجية والأمنية المشتركة بين العرب وإسرائيل على رأسها التصدي للمقاومة الفلسطينية كعدو مشترك لكل منهما. إلى آخر مثل هذه البيانات والتصريحات التي تكررت مرارا في الآونة الأخيرة من الإدارتين الإسرائيلية و الأمريكية.

والجامعة العربية وكافة الدول الأعضاء تود في هذا الشأن أن تعلن بوضوح وحزم ما يلى :

1) إنها تدعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه المحتلة بكافة السبل والوسائل الممكنة بما في ذلك حق المقاومة المسلحة الذى أكدت عليها كافة المواثيق الدولية بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ميثاق جامعة الدول العربية.

2) وان الخلافات العربية العربية التي قد تنشأ بين أي دولة عضو في الجامعة العربية وبين دولة أخرى أو أي حركة أو فصيل فلسطيني هي شأن عربي داخلي ليس للولايات المتحدة ولا إسرائيل أن تتدخل فيه بالتعقيب أو التوظيف.

3) وان مثل هذه التصريحات التي تصدر من إسرائيل أو أمريكا، تحمل إساءة بالغة إلى الدولة العربية والقادة العرب الذين لا يمكن أن يقبلوا أن يضعوا أياديهم في أيدي دولة تحتل أي جزء من الأرض العربية. 

4) كما أن الدول العربية لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تقبل أو تبارك أو تصمت على جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها إسرائيل في كل اعتداءاتها على الأراضي والشعوب العربية في فلسطين أو لبنان أو سوريا أو السودان أو غيرهم.

5) وان جامعة الدول العربية وبإجماع الدول الأعضاء لم تكف لحظة على السعي من أجل إصدار قرارات إدانة دولية من مجلس الأمن للاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت دائما ما تصطدم بالفيتو الأمريكي الحامي لإسرائيل ولجرائمها المتكررة.

6) كما أن الجامعة ترفض المحاولات الخبيثة والفاشلة للتشبيه والربط بين الحركات والتنظيمات الإرهابية والطائفية وبين حركات المقاومة الفلسطينية التي لم تطلق رصاصة واحدة إلا في مواجهة قوات الاحتلال، دفاعا شرعيا عن الأرض والشعب والمقدسات، مثلها في ذلك مثل كل الشعوب والأمم الحرة.

7) كما أن الجامعة ترفض الرسائل والمعاني والأغراض الكامنة خلف مثل هذه التصريحات والتي تسعى في حقيقتها إلى تهميش القضية الفلسطينية وعزل المقاومة الفلسطينية لحساب المصالح الإسرائيلية والأمريكية التي تتناقض كليا مع مصالح الشعوب العربية.

8) كما أن الجامعة ترفض ما ورد في تصريح وزير الخارجية الأمريكي من إساءة بالغة إلى الدول العربية، بادعائه أن الولايات المتحدة هي المرجعية التي يعودون إليها ويستشيرونها ويستدعونها لحل المشاكل والأزمات العربية. والجامعة تريد أن تؤكد في هذا الشأن أن الشعوب العربية قادرة على أن تدير شؤونها بنفسها وبدون أي تدخل أمريكي أو دولي.

9) كما ترفض بشدة ما ورد في التصريح المذكور من إساءة للقادة العرب، بالادعاء بأنهم يضللون شعوبهم بمواقف معلنة لا تطابق مواقفهم الحقيقية التي يتخذونها سرا في الكواليس مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

10) وأخيرا وليس آخرا، تود الجامعة العربية  في هذ الشأن أن تذكر السيد وزير الخارجية الأمريكية بأن الأزمات والصراعات التي تعانى منها دولة العراق العربية اليوم والتي تم حشد التحالف الدولي للتصدي لها، هي في حقيقتها مجرد نتائج حتمية لجريمة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 التي وقفت الجامعة العربية جنبا إلى جنب مع كل دول العالم لرفضها وإدانتها.
التعليقات (1)
مصرى
الإثنين، 15-12-2014 12:42 م
تسلم يدك ولكن لاحياة لمن تنادى