ملفات وتقارير

هل تعصف الخلافات داخل "معسكر حفتر" بالحوار الليبي؟

تنطلق جلسة الحوار وسط انقسام داخل مؤسسات عملية الكرامة التابعة لـ"حفتر" - أرشيفية
تنطلق جلسة الحوار وسط انقسام داخل مؤسسات عملية الكرامة التابعة لـ"حفتر" - أرشيفية
أعلنت بعثة الأمم المتحدة عبر موقعها على الإنترنت، السبت الماضي، موافقة أطراف الأزمة الليبية على عقد حوار بمقر بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية جنيف، وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون رعى في 29 أيلول/ سبتمبر 2014 حوارا بين أعضاء مؤيدين وآخرين معارضين لانعقاد مجلس النواب الليبي الذي حلته الدستورية العليا بمدينة غدامس جنوب غرب العاصمة طرابلس.

فشل حوار "غدامس1"

عقب صدور حكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا الذي قضى بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس النواب الليبي بطبرق، أعلنت البعثة الأممية جولة جديدة من المفاوضات تضم المؤتمر الوطني العام، في 9 أيلول/ ديسمبر من العام الماضي، وتأجل عقد الحوار أكثر من مرة لعدم الاتفاق على مكان عقده، حيث رفض المؤتمر الوطني العام عقده بغدامس حتى لا يتحمل فشل جولة حوار "غدامس1"، وبسبب ما وصفه الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة سمير غطاس في تصريحات صحفية بـ "التطورات الميدانيّة، كقصف طائرات حربيّة لمدينة مصراتة، والمعارك الدائرة حول الهلال النفطي بين قوات "عملية الشروق" التابعة للمؤتمر الوطني، وحرس المنشآت النفطية المؤيد لمجلس طبرق المحلول بحكم الدائرة الدستورية".

وتكرر تأجيل عقد الجولة الثانية من الحوار، دعا "ليون" في مقابلة على قناة CNN الأميركية الأربعاء الماضي، إلى التحذير من نفاد الوقت والأفكار، مشيرا إلى أنه في حال عدم إحياء الحوار السياسي في الأسابيع المقبلة، فعلى المجتمع الدولي أن يفكر ويتكلم بطريقة أخرى في ليبيا، وهو ما أكدته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان لها السبت الماضي.

خلافات داخل معسكر حفتر

وجاء إعلان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن انطلاق جلسة الحوار الأسبوع القادم بجنيف وسط انقسام سياسي داخل مجلس النواب الليبي المحلول وخارجه بين مؤيدي ما يعرف ب"عملية الكرامة"، فقد نفى رئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل الخميس 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، ما تداولته وسائل إعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، من إجراء اتصالات مع كتل سياسية داخل مجلس النواب المحلول حول استمرار رئيس حكومة الأزمة عبد الله الثني في شغل منصبه من عدمه، أو الاتصال بالثني نفسه.

احترام الإعلان الدستوري

وكان نائب رئيس تحالف القوى الوطنية عبد المجيد مليقطة أعلن رفضه "لعسكرة الدولة"، مشددا على ضرورة احترام الإعلان الدستوري، وأن تسير ليبيا في مسار سياسي ينتج عنه انتخاب رئيس مدني بإرادة شعبية حقيقية، مثلما حدث في العمليات الانتخابية التي شهدتها البلاد منذ إعلان التحرير، مؤكدا أنه لا مانع لديه من ترشح اللواء المتقاعد خليفة حفتر للرئاسة شرط أن "يخلع بزته العسكرية"، وذلك في لقاء صحفي على موقع ليبيا المستقبل في 4 كانون الثاني/ يناير الجاري.

إعادة "حفتر" للقوات المسلحة

وجاء حديث "مليقطة" بعد الإعلان عن إعادة "حفتر" إلى القوات المسلحة في قرار لم يخضع للتصويت، وإنما أصدره رئيس مجلس النواب المحلول عقيلة صالح بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية، إضافة ل128 ضابطا آخر، في 3 كانون الثاني/ يناير الحالي، فيما قالت عضو مجلس النواب المحلول سهام سرقيوه في تصريحات لمقربين منها، إن أبا بكر بعيره، ومحمد شعيب، والصادق محمد ادريس، وصالح همّا محمد، أعضاء حوار غدامس الأولى في سبتمبر من العام الماضي، يرفضون إجراء الحوار الذي أعلنته البعثة الأممية بجنيف، دون أن توضح أسباب اعتراضهم، وهناك معلومات تشير إلى أن وفدا يمثل المؤتمر يتوجه اليوم إلى تونس قبل أن يكمل رحلته بعد غد إلى جنيف السويسرية المكان الذي حددته البعثة الأممية لرعاية الحوار "الليبي-الليبي".
التعليقات (0)