سياسة عربية

سندس أبو بكر وشيماء الصباغ.. هل سيتكرر التاريخ (فيديو)

اللحظات الأخيرة في حياة شيماء الصباغ
اللحظات الأخيرة في حياة شيماء الصباغ
يأبى التاريخ إلا أن يكرر نفسه بذات تفاصيله، فمنذ أربع سنوات في أيام شبيهة بهذه، قتل سيد بلال وخالد سعيد على أيدي سلطات الأمن المصرية التي توحشت وتسببت في احتقان شعبي عام، كان أحد أسباب تفجر ثورة 25 يناير 2011، واليوم في عشية 25 يناير 2015 وعلى ذات الأيادي قتلت فتاتان في مقتبل عمريهما، سندس أبو بكر ذات الـ 17 ربيعا ، وشيماء الصباغ 28 عاما ولكن السؤال هل سيتكرر التاريخ أيضا ههنا وتندلع ثورة أخرى ضد الانقلاب في مصر؟ 

وأثار استشهاد الفتاتين غضبا في أوساط الشباب المصري والمتابعين من الساسة والحقوقيين والإعلاميين، خاصة عقب تداول فيديوهات للحظات الأخيرة من استشهاد شيماء بين يدي زوجها ووقوف العديد من المارة للمشاهدة دون أن يمد له أحد يد العون. 
 
من ناحيته، قال أيمن نور زعيم حزب غد الثورة: "مش عارف ليه الداخلية جبانة ومش عايزة تعترف بقتل #شيماء_الصباغ مع إن قانون التظاهر بتاعهم يسمح باستخدام الخرطوش عادي"، وذلك تعقيبا منه على بيان الداخلية التي نفت فيه استخدامها للخرطوش وأنها تبحث عن القاتل. 

وغرد عبدالواحد عاشور، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية السابق "بوردة ولافتة.. نصيرة الفقراء ..أم بلال 4سنوات #شيماء_الصباغ تودع الحياة في يوم حلمها".

وقال الصحفي اليساري أحمد حسن الشرقاوي" يا ثوار مصر من كافة الفصائل..يا شباب الألتراس..يا جموع المواطنين:لا فرق بين #شيماء_الصباغ و #سندس_رضا من يقتلكم..يقتلنا جميعا. القصاص".

بينما علق مجدي الجلاد - رئيس جريدة الوطن المؤيدة للانقلاب - " أكتر ناس حزينة على مقتل #شيماء_الصباغ هم مويدي السيسي و 30 يونيه ! وأكتر ناس سعيدة بمقتلها هم الإخوان ونشطاء السبوبة!".

وغردت الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد "النائب العام يفتح تحقيق عاجل في اشتباكات الأمن وقوى سياسية بوسط البلد ما نتيجة التحقيقات في قتل الالاف من المتظاهرين بعد 25 يناير و3 يوليو! هو فين الانقلابي المفروض المناضل الناصري حسام عيسى بتاع الخرطوش بيلسوع بس ما بيقتلش".

وقال الدكتور علي القرة داغي، ‏‏الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " ما زالت قوات الأمن والداخلية المصرية تتعامل مع الثوار بدون أن تضع أي قيمة لحياتهم! تصاريح القتل العشوائي أصبحت بلا أدنى قيود!#شيماء_الصباغ".

وقال أستاذ العلوم السياسية سيف عبدالفتاح "بالأمس #سندس_رضا واليوم #شيماء_الصباغ .. وغدًا سنحاكم القتلة .. سنحاكم المجرمين الذي يقتلون فتيات وشباب مصر .. يسقط يسقط حكم العسكر".

وغرد نائب رئيس حزب الوسط؛ محمد محسوب " أدعو كل الأحزاب والقوى للمشاركة بانتفاضة الغد لأجل #سندس زهرة الأمس ولأجل #شيماء_الصباغ أيقونة اليوم ولأجل كل شهيد فمصر واحدة ومبارك لم يسقط".

كما قال محسوب عبر قناة الشرق "رغم الألم وما رأيناه من استهداف للاطفال مثل #‏سندس واليوم نرى سقوط #‏الشيماء، إلا أن هذا يؤكد أن هذا الشعب لن يستسلم ولن يركع".

وأضاف الباحث محمد سيف الدولة "دماء #سندس و#شهيدة_الورد #شيماء_الصباغ، استطاعت ان توحد الجميع لأول مرة منذ مارس 2011. بحق الثورة وبحق كل الشهداء، لا تبددوا هذه اللحظة".

وقال محمد حمدي عمر "لا استغرب ممن يغضب لموت #شيماء_الصباغ ولا يغضب لموت #سندس، أصل في جينات تجري في مجرى الدم اسمها جينات التفرفة والعنصرية العمياء، الدم كله حرام".

وقال المطرب محمد الصنهاوي: "الله يرحمها ويغفرلها وينتقم من اللي ظلمها .. مسيرة من 20 أو 30 أو 100 فرد كان خيار الدولة الكافرة بالحق إنها تتعامل معاها بالخرطوش من مسافة قريبة تكفي للقتل، القصة مش بس فكرة أن مسيرة بتهدد النظام، القصة هي فرض السيطرة الكاملة والمطلقة وغير المنطقية في كتير من الأحيان، رسالة الدولة هي "إنا نحن نحيي ونميت ونحن الوارثون، لنا السطوة الكاملة على كل شيء حتى على حياتكم .. وأجسادكم لو كانت ساحة إثبات السطوة دي هنفرض السطوة دي في ساحة أجسادكم" .. مايهمناش إذا كان اللي بيتظاهر ملايين ولا آلاف ولا عشرات .. المهم إن الدولة والسلطة لازم تثبت وجودها بأي ثمن منظر الناس وهي واقفة بتتفرج منظر له دلالته ويستحق الوقوف طويلا بالتحليل".

وأردف صنهاوي "بنت ضعيفة البنيان مضروبة بالخرطوش وجوزها شايلها لوحده في الشارع .. والموضوع مربك بالنسبة للجماهير اللي بتتفرج لأن السيناريو اهتز في دماغهم وارتبك ... أصل يعني البنت مش باين عليها إنها "إرهابية" للأسف ! ... طيب إيه العمل ؟! يعني الداخلية قتلت بنت مسالمة لمجرد أنها كانت ماشية في الشارع شايلة بوكيه ورد ؟!! ده ارتباك كبير في السيناريو المريح والمخدر ! وبالتالي الناس اللي واقفة تتفرج دي على الراجل شايل مراته اللي بتموت وماحدش منهم تطوع ووقف تاكسي حتى يوديها المستشفى ... مش بس خايفين يتدخلوا .. لا هما كمان مرتبكين لأن فيه ضرورة أخلاقية فاجئتهم وهما مش عاملين حسابهم وكمان المبررات النمطية مش قادرين يستدعوها اختصارًا ده مشهد ملخص للكراخانة اللي بيسموها الوطن".

وقد تصدر هاشتاج "شيماء الصباغ" تويتر خلال الساعات القليلة الماضية ولقي تفاعلا بالغا من جميع أقطار الوطن العربي، بإعادة نشر صور لشيماء وابنها وصور لها في الوقفة السلمية بميدان طلعت حرب واللحظات الأخيرة من حياتها. 

وسندس أبو بكر (17 عام) استشهدت الجمعة عقب صلاة العصر، نتيجة طلق ناري في منطقة الرأس والرقبة أودت بحياتها، بعد أن قامت قوات الأمن المصرية بتفريق مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة بمنطقة العصافرة بالاسكندرية. وكانت خالة الشهيدة (فاطمة أبو بكر) قد استشهدت أيضا منذ 3 أشهر، علي يد قوات الأمن المصرية. 

وكان آخر ما كتبت سندس على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وتبقى ماشي في الجنة و فجأة تقابل الرسول، #معا_حتى_الجنة".

أما الشهيدة شيماء الصباغ، كانت أمًا لـ"بلال" ابن الست سنوات، ورحلت وهي في الـ28 من عمرها، كما كانت إحدى قيادات شباب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية، واحتلت منصب أمين العمل الجماهيري للحزب بالإسكندرية حتى وفاتها، قطعت المسافة إلى القاهرة ومعها زملاؤها، لتشارك قيادات الحزب في وقفة رمزية للاحتفال بذكرى ثورة الـ25 من يناير، تحركت معهم من أمام المقر بشارع هدى شعراوي، ووقفوا في ميدان طلعت حرب في وقفة سلمية ليتحول المشهد في لحظة من سلميته لاعتداء من قوات الأمن، لتقتلها طلقة خرطوش مباشرة في الوجه من مسافة تقل عن المترين طبقا لشهود العيان من زملائها ممن كانوا معها.

واهتمت الصباغ بالشأن العمالي وقضاياه، ساندت العديد من العمال المفصولين حتى ضمنت لهم حقوقهم وأعادت إليهم عملهم، ووحَّدت الصفوف بين هذه الفئة وأسست العديد من النقابات العمالية في الإسكندرية.

وكان آخر ما كتبته عبر حسابها على "فيس بوك": "البلد دي بقت بتوجع ومفيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من السماء"، لتكون المفارقة أن تنهي عمرها وهي تهتف "عيش حرية عدالة اجتماعية".

وبعد مرور 4 سنوات على الثورة، وكجميع أنصار التيار اليساري، لم تر شيماء أن الثورة حققت أهدافها بعد، خاصة في ظل الحكم ببراءة مبارك، واستمرار عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور، بخلاف استمرار وجود المشاكل العمالية بجميع المحافظات، وهو ما دفع شيماء للتحمس والمشاركة في مسيرة حزبها اليوم بميدان طلعت حرب، على أمل أن تحيي حتى ذكرى ثورة 25 يناير.

وعن استشهاد الصباغ، قالت الناشطة منى سيف، طبقا لمواقع محلية عن صحفي شاهد عيان على لحظة إطلاق الخرطوش على شيماء الصباغ، قوله "أقسم بالله الظابط ضرب البنت بالخرطوش قدامنا من على مسافة أقرب من مترين وهو شايفها كويس ووقف باصص عليهم فترة وشايفهم واقفين عادي ولا عملوا أي حاجه كل اللي في أيديهم يفط وورد"، مضيفة: "مسيرة سلمية بيفط وورد في ميدان التحرير، تضرب بالخرطوش ويتصاب ناس وتستشهد بنت .. يفط وورد يا ناس".












التعليقات (0)