سياسة عربية

ميديل إيست آي تلتقي الوزير المصري السابق يحيى حامد

كان  يحيى حامد واحدًا من ستة مساعدين مقربين من مرسي
كان يحيى حامد واحدًا من ستة مساعدين مقربين من مرسي
أجرت الصحفية أروى إبراهيم لقاء خاصا مع الوزير الأسبق في حكومة الرئيس مرسي الدكتور يحيى حامد، واستعرض اللقاء الذي نشر في موقع "ميديل إيست البريطاني" كافة الملفات الساخنة على الساحة المصرية في الذكرى الرابعة لثورة يناير.

وفيما يلي ترجمة للمقابلة من إعداد وتحرير "عربي21":

جئت لأقابل يحيى حامد في مطعم مزدحم في الحارة القديمة بمنطقة الفاتح في إسطنبول المطلة على مضيق البوسفور والمعروفة بمجتمعها المتدين والمحافظ، التي باتت مقصد المهاجرين السوريين والمبعدين المصريين الإسلاميين الذين صاروا مثل حامد يتكلمون التركية.
 
بالجوار من المطعم تتواجد مجموعة من الشباب السوريين يرتدون ملابس رياضية، ويجلسون على مقاعد خشبية يحتسون الشاي ويتحدثون العربية. تنبعث من داخل المطعم رائحة اللحم بالعجين الساخن وهو عبارة عن فطائر رقيقة مغطاة باللحمة المفرومة.
 
وصل حامد على عجل بعد أن حاول ركن سيارته في الشارع الذي يغص بالمارة والمتسوقين، هذا الرجل البالغ من العمر 36 عاماً، ذو المنكبين العريضين والوجه الدائري، كان واحداً من أوائل الإسلاميين السياسيين الذين عملوا في الحكومة المصرية.
 
قبل الإطاحة بمحمد مرسي في انقلاب عسكري في يوليو (تموز) 2013، كان يشغل منصب وزير الاستثمار، كما كان بالإضافة إلى ذلك واحداً من ستة مساعدين مقربين من مرسي، معظمهم كانوا دون الأربعين من العمر. واليوم، يعدّ يحيى حامد واحداً من قياديي الجناح الإصلاحي الأكثر شباباً داخل الإخوان.
 
بينما ترتسم على ثغره ابتسامة، يرشدني يحيى حامد إلى طاولة داخل المطعم، بقامته المرتفعة وشخصيته الكارزمية يتكلم بثقة وإيجابية زعيم جرى انتخابه مؤخراً، أو على الأقل مازال في السلطة، وذلك رغم أن البعض قد يقول إن سلوكه مستغرب نوعاً ما، أخذاً بعين الاعتبار أن جماعة الإخوان، الذين تناثر قادتها في عواصم العالم بعد القمع العنيف الذي شن ضدها، تمر الآن في بعض أحلك أيامها.
 
استقر المقام بحامد في إسطنبول، حيث يعيش الآن في إحدى ضواحي المدينة مع زوجته وأطفاله الثلاثة، ينادي على النادل بالتركية، فيأتي إلى طاولتنا، وبعد دقائق معدودة تنزل الأطباق على مائدتنا: حساء العدس، والكباب والباذنجان.
 
بعد أن درس الإنجليزية والفرنسية كونه طالبا جامعيا في القاهرة، عمل حامد مدير مبيعات في شركة فودافون وكذلك مستشارًا لعدد من الشركات في المملكة العربية السعودية وفي الأردن وفي اليمن. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 2000 وأصبح نشطاً في جناحها السياسي بعد انتفاضة عام 2011. 

يقول الشباب من أعضاء جماعة الإخوان عن يحيى حامد إنه يدخل البهجة إلى القلوب في جماعة شاخَتْ قيادتها. فهذا عضو الإخوان المسلمين مصطفى النمر البالغ من العمر 23 عاماً يقول: "هو واضح ومباشر، وقد يأتي ببعض التغيير".

نظراً لوجود المئات من أعضاء جماعة الإخوان خلف القضبان، تجد الجماعة نفسها في مرحلة حرجة، ولذلك يتسلط الضوء أكثر فأكثر على سياسيين مثل حامد. يقول المحللون إن الحزب يواجه تحديين اثنين: معركة خارجية يحاول الحزب فيها درء الهجمات التي تشنها عليه حكومة عبد الفتاح السيسي، ونضال داخلي، تجهد من خلاله للتغلب على المعارضة المتنامية والإحباط المتزايد داخل صفوفها، وخاصة في أوساط الشباب. 

لم تخلُ صفوف جماعة الإخوان منذ عقود من الأصوات المتمردة، إلا أن هذه الأصوات ارتفعت حدتها خلال السنوات الأربع الماضية، وخرج من الجماعة عدد كبير من الشباب إثر خلاف على مسائل تتعلق بإدارة الجماعة من الداخل ومسائل أخرى تتعلق بالمسار الثوري في مصر. البعض، مثل حامد، بقوا داخل الجماعة وهم يحاولون إنجاز "مقاربة جديدة مختلفة جذرياً لإحداث التغيير في الداخل".

يقول حامد إن قيادة الجماعة قد استجابت للنداءات مؤكداً لي: "القادة الجدد في الميدان داخل مصر هم مثلك، في العشرينيات من عمرهم".

ولكن أعضاء آخرين في الجماعة يقولون إن التدافع بين الشباب والشيوخ، وبين الثوريين والإصلاحيين التدريجيين، من أعضاء الإخوان مازال مستمراً. 

ميدل إيست آي: ما هي أهداف الإخوان المسلمين في هذه اللحظة؟ هل تغيرت الاستراتيجية بعد عام ونصف على الانقلاب؟ 

يحيى حامد: أنا أحدد أهدافي من خلال رؤيتي لما ينبغي أن تكون عليه مصر. لا يتعلق الانقلاب بالسيسي، وإنما يتعلق بنظام كامل ما فتئ يستعبد المصريين. الجيش في مصر ليس موجوداً كي يخدم مصر، وإنما لكي تخدمه مصر. وحينما ينص الدستور على أن الشعب هو مصدر السلطات (أي مصدر الشرعية)، ليس هذا هو الوضع الموجود حالياً في مصر، فالشعب ليس هو الذي يمنح الشرعية للأجهزة والمؤسسات الحكومية.

 هذا إضافة إلى أن ثلاثين بالمئة من الناس هم تحت خط الفقر، وخمسة وعشرين بالمئة منهم أميون، ولا يكاد يوجد أي مشاركة حقيقية للشباب والنساء.

نحن نريد لمصر أن تكون بلداً يتمكن فيه الشعب من مساءلة الجيش حول الميزانية والإنفاق، وحول الاقتصاد، وحول الدعم الذي يتلقاه من دول الخليج.
 
ميدل إيست آي: ما هي الدروس التي تعلمتموها خلال السنة ونصف السنة الماضية وكذلك خلال الفترة التي كان فيها الرئيس مرسي في السلطة؟

 
يحيى حامد: فيما يتعلق بالبحث عن الحرية، مازال من المبكر تقييم أين أصبنا وأين أخطأنا. بعض الناس ديدنه أن يقيس النجاح من خلال النتيجة النهائية التي يرنو إليها، ألا وهي سقوط الانقلاب، ولكن إذا كانت المواصفات التي نقيس بناء عليها هي إحداث صحوة في المجتمع، وجلاء استراتيجيتنا وقدراتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فاسمحي لي أن أطمئنك بأننا في الطريق الصحيح. 

وأنا هنا أتكلم عن الجماهير كلها، وليس فقط عن الإخوان المسلمين، لقد خرج ما يقرب من 16 مليون إنسان إلى الشوارع، وهؤلاء أناس عاديون، خرجوا في ثورة على النظام. هؤلاء الناس سئموا المعسكرين، الإخوان المسلمين والجيش، وبدا لهم المشهد كما لو كان صراعاً على السلطة بين الطرفين. وكانت تلك إحدى الأخطاء التي وقعنا فيها؛ إذ رسخنا في عقول الناس أننا (أي الإخوان المسلمين) سنقاتل نيابة عنهم. كان ينبغي بدلاً من ذلك أن نشرك الجماهير في الثورة؛ لأنهم هم أصحابها، وما كان ينبغي أن نعدّ أنفسنا نواباً عنهم، فالأمر كان يتعلق بالفعل الجماعي والعقل الجمعي. كان ذلك درساً تعلمناه. 

ميدل إيست آي: كيف تقيم نجاحك أو فشلك؟ هل تظن أنه كانت هناك نجاحات خلال العام الماضي أو يزيد؟

يحيى حامد: هناك أمران علينا أن نأخذهما بعين الاعتبار: كيف نسقط هذا النظام، وكيف نوفر البديل؟
 لا نرى في الإخوان المسلمين أن النجاح يتحقق من خلال إسقاط الانقلاب بينما يستمر باقي المجتمع في غفوته، بل إن النضال الحقيقي في هذه اللحظة يتمثل في زيادة وعي الناس. 

فعلى سبيل المثال، حينما نقول إن ميزانية مصر تقترب من 650 مليار جنيه مصري، وأنها تعاني من عجز يتراوح ما بين 10 إلى 11 بالمئة في كل عام، وحينما نعلم بأن مصر حصلت من دول الخليج على 33 مليار دولار، أي ما يزيد عن 30 بالمئة من ميزانية البلاد الحالية، ومع ذلك فقد زاد العجز من 11 بالمئة إلى 15 بالمئة، هذا يعني أننا أمام دولة فاشلة.

إن الاحتجاجات المستمرة على الأرض والوعي الذي ننشره بين المستثمرين المحليين والأجانب -بالرغم من كل الدعم الذي يتلقاه قادة الانقلاب إقليمياً- تثبت فشل نظام السيسي. 

ميدل إيست آي: أليست معظم هذه الاحتجاجات صغيرة ومحدودة؟

يحيى حامد: الأعداد غير مهمة، وإنما المهم نوعية هذه الأعداد ومدى فعاليتها وتأثيرها ضمن الاستراتيجية الأشمل. هناك بين الناس كتلة كبيرة غاضبة ولكنها صامتة، ونحن نعلم أن هذه الكتلة ستنهض وتثور عاجلاً أم آجلاً، فهناك شعلة، أو نواة، ملتزمة تتحمل العبء، وتستمر في النضال. 

ميدل إيست آي: هل حاول الإخوان المسلمون التوصل إلى اتفاق مع العسكر؟ 

يحيى حامد: لو أن الإخوان المسلمين كانوا يطمعون في نصيب من السلطة لربما ذهبوا بهذا الاتجاه، ولكن ما يطمح إليه الإخوان شيء مختلف تماماً، فالأمر لا يتعلق بالعودة إلى قصر الرئاسة، وإنما نحن نناضل من أجل الحرية، التي من المؤكد أنها لا توجد عند القادة العسكريين الذين بيدهم السلطة الآن.
 
ميدل إيست آي: هل هناك حوار بين الإخوان المسلمين أو الإسلاميين بشكل عام وجماعات المعارضة العلمانية والليبرالية؟ 

يحيى حامد: نعم، هناك الكثير من الحوارات. بعض من نحن في حوار معهم لا يمثلون الأسماء اللامعة التي تعود الناس على سماعها. نحن في حوار مع بعض أعضاء 6 إبريل وكذلك مع بعض أعضاء الحركات الثورية الاشتراكية. إلا أن الذين يعنونني في الواقع هم الناس العاديون، أي الجماهير.

 إذا لم تكن لديك الثقة في أن الجماهير يمكن أن تنضم إليك فلست في هذه الحالة مؤهلاً لقيادة الثورة، فالثورة تتعلق بالاستنارة والمشاركة. أما إذا ظللنا نتجاهل الجماهير، بينما نبحث عن تلك الكيانات الصغيرة، فهذا يعني أننا نهمل ما هو مهم. لابد هنا من التنويه إلى أن هذه الاحتجاجات التي تشهدها الميادين تشتمل على الثوار من مختلف الجماعات، فمنهم الإسلاميون، ومنهم الليبراليون، ومنهم اليساريون. 

ميدل إيست آي: هل لديك الثقة بأن الإخوان المسلمين على الصراط المستقيم فيما يتعلق بأهدافهم المنشودة؟

يحيى حامد: لسنا فقط على الصراط المستقيم، بل نحن في موقع التحكم، ونحن الذين ندير الحراك. فنحن، معشر الثوار، الذين نحدد أين ومتى سيكون الاحتجاج، ونحن الذين نقرر متى وكيف ينبغي أن تبدأ كل حملة من الحملات. 

ميدل إيست آي: لماذا يشعر الشباب داخل الإخوان المسلمين بالإحباط تجاه قيادتهم؟

يحيى حامد: كل من ينتقد الإخوان المسلمين الآن، له الحق في ذلك، فقد خرجنا للتو من أزمة هائلة، وكانت لدينا أخطاء كثيرة، معظم أفراد القيادة داخل مصر الآن هم من الشباب، وسوف نرى قريباً آثار التغيير. التدافع بين الجيل القديم وجيل الشباب داخل الإخوان المسلمين ضخم، وهذا التدافع بمجمله إيجابي، وهو يعود إلى الأيام الأولى بعد انطلاق الثورة، واستمر طوال حكم مرسي، وكثيرون غادروا الجماعة، وبغض النظر عمن كان مصيباً ومن كان مخطئاً، هذا الأمر في حد ذاته تطور إيجابي.
 
ميدل إيست آي: ما هي أهم أوجه الخلاف؟

يحيى حامد: هناك عدة نقاط وقع بشأنها خلاف، وإحداها يتعلق بما تعنيه الثورة، بينما يتعلق خلاف آخر بفكرة أن هذه الجماعة موجودة منذ ما يزيد عن ثمانين عاماً ولديها إرث ثقافي عميق، ولا يمكن تغيير هذه الثقافة بين عشية وضحاها. 

الاختلاف في الرأي يوجد في كل منظمة كبيرة الحجم، وأعتقد أنه حتى بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بأنه ينبغي أن تكون المقاربة الثورية تدريجية أو هادئة، إنما جاء الانقلاب ليحررهم من أفكارهم. كلنا نعي بأن التغيير يحتاج لأن يكون جذرياً.

 إن جماعة الإخوان المسلمين منظمة قوية جداً، والأمر الطبيعي هو أن يقود الحركة الثورية أولئك الذين هم ثوريون في طرحهم وأسلوبهم وأولئك الذين هم شباب، وهذا ما تؤمن به معظم القيادة على كل حال. 

ميدل إيست آي: متى سيشعر شباب الإخوان المسلمين بثقة أكبر في قادتهم؟ 

يحيى حامد: ينبغي أن يصاغ السؤال على النحو التالي: متى سيصبح الشباب هم القادة؟ هذا بالفعل ما يحصل الآن وهو ما سيتحقق باستمرار. سنستمر بالدفع في هذا الاتجاه، ولكن هذه عملية تستغرق وقتاً. ينبغي ألا نغفل عن حقيقة أننا نتعامل مع منظمة لديها الإمكانية لأن تصبح حجر الزاوية في النضال من أجل الحرية حول العالم بأسره. 

تقريباً، جميع من أتعامل معهم الآن هم أشخاص لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين، وهؤلاء هم الآن أعضاء في مجلس قيادة الجماعة. إلا أن جماعة الإخوان المسلمين تعداد أفرادها بالملايين، وليس بإمكاننا إشراك الجميع في آن واحد. واحد من أسباب هذا التغيير أن القادة الأقدم سناً هم الآن في السجن، ولم يكن ثمة مفر أمام الأعضاء الشباب سوى تولي المسؤولية. وهناك سبب آخر، ألا وهو أن روح التغيير باتت تسري في نفوس الكثير من الشباب، وهم الذين يتصدرون الآن الصفوف الأولى في الثورة. 

ميدل إيست آي: هل الفصام هو فصام بين الأجيال؟

يحيى حامد: بل الفصام فصام في الأسلوب وليس في الأعمار، هناك من هم في الستينيات، ولكنهم يتبنون المنهج الثوري، والرئيس مرسي واحد منهم. 

ميدل إيست آي: هل التأسيس لهوية إسلامية هو أحد الأهداف الرئيسة للإخوان المسلمين؟

محمد يحيى: أوليست هوية الشعب المصري إسلامية؟ وهذه الهوية هي التي تحض على كل القيم الثورية، ومن تجلياتها مساندة الغني للفقير، ومحاربة الفساد وتمكين النساء.

ميدل إيست آي: كيف ستقدمون نظاماً بديلاً؟

يحيى حامد: نحن نؤسس لنظام دولي جديد، قد لا تكون معالمه واضحة تماماً بالنسبة لنا في هذه اللحظة، وهذا غير مهم وغير ضروري، لأن الشعب هو الذي سوف يطوره وسوف يقيمه. 

ميدل إيست آي: هل سيستخدم العنف استراتيجية؟ وهل تتوقع أن يتحرك الشباب في ذلك الاتجاه؟

يحيى حامد: لو جاء أحد ليقتلني فسوف أدافع عن نفسي، وهذا لا يعني أنني أؤيد العنف. من حق الناس أن يدافعوا عن أنفسهم وعن عائلاتهم، ولكن في الوقت ذاته أظن بأنه لا يمكن لأحد أن يدفع بنا إلى آتون معركة لا نرغب في خوضها. نحن ندرك جيداً قدراتنا ونعي مبادئنا، ونعلم يقيناً أننا سننتصر في نهاية المطاف، ولذلك ليس من المنطق الاستجابة إلى نداءات يمكن أن تؤدي إلى دمارنا، وهذا المبدأ لا ينبثق فقط عن رؤية عقدية وإنما أيضاً من رؤية استراتيجية. 

ميدل إيست آي: كيف ستحققون أهدافكم؟ ما هي الأدوات التي تستخدمونها؟ 

يحيى حامد: ليس بإمكاني التحدث عن كافة أدواتنا، وذلك أننا –معشر الثوار– ما نزال في خضم المعركة، ولكن يمكنني القول، على سبيل المثال، إننا الآن نهيمن على وسائط التواصل الاجتماعي.  

في مصر هناك 30 مليون شخص يستخدمون الفيسبوك. ومن لا يستخدم وسائط التواصل الاجتماعي فإننا نخاطبه في الشارع كل يوم من خلال حملاتنا ومسيراتنا، هناك المئات من الأساليب التي تستخدم حالياً، وهي على درجة عالية من الفعالية. من كان يتوقع أنه بعد كل ذلك القمع والقتل سيكون هناك من بين الناس من يخرج للتظاهر في الشوارع؟
0
التعليقات (0)

خبر عاجل