صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: ملك السعودية سارع لإعداد الإرث القادم

الملك سلمان سارع إلى عزل أصحاب المناصب من إرث الملك الراحل ـ أرشيفية
الملك سلمان سارع إلى عزل أصحاب المناصب من إرث الملك الراحل ـ أرشيفية
قال المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، إن التعيينات الجديدة والإبعادات المصاحبة لها في السعودية شلت تأثير مجموعة من الذين كانوا يخططون لرسم سياسات جديدة في السعودية يقودها الجيل الشاب.
 
وأضاف برئيل في مقالته بـ"هآرتس"، الثلاثاء: "يتضح أن سلمان، الذي كان كما يبدو على نزاع مع عبد الله، قد سارع، وبسرعة كبيرة جدا، إلى إعداد الميراث القادم. كخطوة أولى، حتى قبل أن يبحث في مواضيع مصيرية مثل أزمة النفط والحرب في سوريا والنزاع مع الأردن.. وأصدر الملك أوامر عزل وتعيينات جديدة لعشرات الأمراء في المملكة. وبصورة غير مفاجئة، كان أغلبية المعزولين مقربين من الملك عبد الله. فمثلا قام بعزل ابنين من أبناء عبد الله، مشعل الذي كان حاكما لمدينة مكة المكرمة، وتركي الذي كان حاكما لمدينة الرياض العاصمة، إلى جانب خالد بن بندر الذي كان رئيسا للمخابرات، وبندر بن سلطان الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات السابق، وبعد ذلك السكرتير العام لمجلس الأمن القومي.
 
وأشار برئيل إلى أن هذه التغييرات لم تأت من فراغ؛ فالحديث يدور عن برنامج مرتب: "فقط انتظر موت الملك من أجل أن يتحقق. ومن خلف هذا البرنامج يقف هدف مزدوج. أولا، تطهير البلاط من رجال الملك عبد الله، وعلى رأسهم ابنه متعب، الذي كان يتوق إلى الوصول إلى رأس هرم السلطة عن طريق تعيينه وليا للعهد في المستقبل. وثانيا، إغلاق الحسابات مع عدد من أعداء سلمان، الذين تآمروا من أجل إبعاد الجناح السديري من الحكومة، أبناء الأميرة حصة السديري، وهي واحدة من عشرات زوجات الملك المؤسس عبد العزيز". 

ونوه إلى أن هؤلاء "المتآمرين" من ضمنهم الأمير متعب ورئيس البلاط الملكي خالد التويجري وبندر بن سلطان، الذي كان طوال عشرات السنين سفيرا للسعودية في واشنطن ورجل الاتصال الأكثر أهمية بين المملكة والإدارة الأمريكية، إلى جانب محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد حاكم دولة الإمارات العربية.

وقال إن "المتآمرين" ركزوا جهودهم على نايف بن سلطان، الذي كان وزير داخلية قويا، وبعد موته، علا ابنه محمد بن نايف الذي خلفه في المنصب. لقد خافوا أنه كابن لأحد الأمراء "السديريين"، فإن من الممكن لمحمد بن نايف أن يرث الحكم، وبهذا يتم وضع نهاية لطموحاتهم.
 
وقال برئيل إن العلاقة بين ولي عهد دولة الإمارات وبين المتآمرين تأسست قبل سنين عديدة، عندما قرر محمد بن زايد أن عليه إنشاء تحالف سعودي إماراتي مكون من أبناء الجيل الشاب، يقوم بإملاء الخطوات السياسية في المنطقة. 

وأضاف أن  "ابن زايد، وهو واحد من أثرياء دول الخليج، تبنى الأميرين بندر ومتعب ورئيس البلاط الملكي التويجري الذي كان بمثابة الحاجب الذي يقرر من يقابل الملك ومن لا يقابله، وأنفق عليهم أموالا طائلة. كانت تلك مجموعة متكتلة جدا ومصممة، تلقت ضربة قوية عندما قرر الملك عبد الله عزل بندر من رئاسة المخابرات بسبب فشله في إدارة الأزمة في سوريا".

ونوه الكاتب إلى أن الأمير متعب حاليا وكذلك طباخ المؤامرات التويجري، تم إبعادهما عن مناصبهما (رغم أن متعب يواصل عمله كوزير مسؤول عن الحرس الملكي)، وأنه بقي لمحمد بن زايد القليل من الأمراء في المملكة السعودية. وقال إن العلاقة بين المجموعة السعودية وبين زايد توضح ليس فقط التوق للحفاظ على مكانتهم في السلطة من قبل أبناء عائلة عبد الله المتوفى، ولكن أيضا من أجل تقليص قوة المدرسة الوهابية المتشددة في المملكة.

وأكد برئيل أن الجيل الشاب الذي تُحسب هذه المجموعة المطرودة منه، ترى في الملك سلمان ومقربيه من العائلة، لا سيما الأمير محمد بن نايف، محافظين يعارضون رياح التطور التي تتأجج في أوساط الشباب السعودي.
 
وأضاف الكاتب، أن الاختلافات السياسية تميز الملك الجديد عن خصومه، فسلمان مثلا يعارض العقوبات التي فرضت على قطر وكان يعتقد أنه يمكن إخضاعها لإرادة المملكة بطرق ليّنة. كما أنه لا يعارض التعاون بين السعودية وإيران، خلافا لموقف عبد الله. وقال إن الخوف من تحول السياسة السعودية تجاه إيران وربما أيضا العلاقة مع الإخوان المسلمين يقلق المصريين الذين تلقوا دعما غير محدود من الملك عبد الله، الذي أعلن عن الحركة في السعودية كتنظيم إرهابي.
 
وتابع نقلا عن مصادر، بأن حاكم دولة الإمارات عارض اتفاق المصالحة مع قطر، وبحسب رأيه فإن قطر لم تعرض أي تنازلات من جانبها مقابل هذا الاتفاق. وفي رده على الاتفاق سعى حاكم دولة الإمارات إلى تطوير علاقات بلاده مع ايران، كما أنه دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، خلافا لموقف الملك عبد الله.

وأردف بأنه يمكن أن نضيف إلى الخلاف بين الإمارات والسعودية تصريحات محمد بن زايد التي تم الكشف عنها في وثائق "ويكيليكس" التي اعتبر فيها الأمير نايف، شقيق الأمير سلمان، قردا بقوله إن نظرية داروين عن أصل الإنسان صحيحة بالنسبة إليه.
 
وختم بالقول إنه "لا يسود الهدوء الآن في المملكة السعودية، ولن يكون الأمر مملا في الزمن القريب. المشكلة هي أن شبكة العلاقات الشخصية هذه يمكن أن يكون لها تأثير هام على التطورات في المنطقة، لا سيما أن السعودية تحولت إلى محور مركزي تدور حوله المعارك السياسية"، على حد تعبير الكاتب.
التعليقات (0)