صحافة دولية

واشنطن بوست: ما علاقة علي صالح بالحوثي واضطرابات اليمن؟

واشنطن بوست: إشارات تتحدث عن دور لصالح في اليمن وأنه شجع الاضطرابات - أرشيفية
واشنطن بوست: إشارات تتحدث عن دور لصالح في اليمن وأنه شجع الاضطرابات - أرشيفية
تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قال: "كنت أحاول تسليم السلطة"، في إشارة إلى المبادرة الخليجية عام 2012، التي تنحى بموجبها عن السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي. وأكد أنه يقضي وقته في القراءة والمعالجة الطبية، بسبب الجروح التي تعرض لها أثناء الثورة.

وتستدرك الصحيفة بأن معظم اليمنيين يعتقدون بأن صالح لم يتخل عن السلطة أبدا، "فهو متهم باستخدام ثروته وصلاته وتأثيره في الجيش ومع قادة القبائل؛ من أجل دعم التمرد القبلي الذي أطاح بالرئيس المدعوم من الولايات المتحدة".

ويبين التقرير أن اليمن الذي يواجه مصاعب ومستقبلا غير مضمون، يؤدي فيه الرئيس البالغ من العمر 72 عاما دورا مهما، بحسب دبلوماسيين ونقاد. 

وترى الصحيفة أن ترددات الأزمة تذهب أبعد من اليمن، وتخشى الولايات المتحدة أن تؤدي الاضطرابات إلى تقوية ساعد تنظيم القاعدة. وتقول المحللة اليمنية فريال المسليمي: "سلم صالح الرئاسة، لكنه لم يتخل عن السلطة". فقد ظل تأثير صالح في البلاد كما هو، بسبب المبادرة التي لقيت دعما دوليا، ومنحته الحصانة من المحاكمة، وسمحت له بالبقاء في البلاد بعد تخليه عن السلطة، ولا يزال يترأس حزبا قويا وهو المؤتمر الشعبي العام. 

وينقل التقرير عن مسؤول غربي قوله: "من الواضح لكل شخص أن لصالح دورا في هذه الفوضى كلها". وأضاف: "بدون شك، فإن ما جرى هو عمل مشترك"، في إشارة لسيطرة الحوثيين على مدينة صنعاء في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وقاموا الأسبوع الماضي بإكمال انقلابهم والسيطرة على البلاد ومؤسساتها الدستورية، وأعلنت  الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في صنعاء يوم الثلاثاء.

وفي اللقاء الذي أجرته الصحيفة مع صالح، الذي كان يرتدي بدلة زرقاء قاتمة، وأصر على تقديم الفاكهة لزواره، أكد أن لا علاقة له بالحوثيين، ونفى أنه ساعدهم أو أدى دورا في الاضطرابات التي تجري في البلاد، ورأى أن ما يقال هو مجرد "دعاية" تقوم بها الأحزاب المنافسة له.

ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من ذلك، فقد اعترف صالح بأنه لا يزال ناشطا في مجال السياسة، ويقوم بمشاورات يومية مع القادة السياسيين وزعماء القبائل في بيته المسور، الذي تحيط به الحمايات الأمنية.

وتفيد الصحيفة بأن صالح قال إنه لم يلتق أبدا بعبد الملك الحوثي، ولكن حزبه مشارك في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة والمبعوث الدولي جمال بن عمر، ويشارك فيها الحوثيون. وقال صالح إنه يأمل بإقناع المتمردين الحوثيين بالتراجع عن قرارهم حل البرلمان.

ويوضح التقرير أن صالح حمل الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد، وقال: "من الطبيعي أن يقوم الحوثيون بالسيطرة؛ بسبب غياب الدولة القوية"، معتبرا "ضعف" هادي سببا في سيطرتهم على الدولة.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن السخط على هادي وسوء إدارته للبلاد وتهميشه لعدد من القادة العسكريين، كان سببا في سيطرة الحوثيين. ورغم هذا كله، فإن هناك إشارات تتحدث عن دور ما لصالح، وأنه شجع الاضطرابات.

ويؤكد التقرير أن دور صالح في الاضطرابات الجارية في بلاده، دفع الأمم المتحدة لفرض عقوبات عليه وعلى اثنين من قادة الحوثيين، حيث اتهم الثلاثة بعرقلة العملية السياسية وتهديد استقرار اليمن. ولكن صالح وصف العقوبات بأنها "مناورات سياسية تدعمها الولايات المتحدة".

وتعرض الصحيفة لوجهة نظر المحلل اليمني عبد الغني الأرياني، الذي يرى أن مؤيدي صالح، وبينهم ضباط في الجيش، بدأوا بتدريب مقاتلي الحوثي في مناطق سيطرة المتمردين مع تسلم هادي السلطة عام 2012.

ويقول الأرياني: "أرسل صالح ضباطا سابقين للعمل مع الحوثيين، ومن ثم قام هؤلاء بالانضمام للحوثيين والسيطرة على العاصمة". مضيفا أن "صالح أقنع عددا من قادة العشائر الزيدية في الشمال للعمل مع الحوثيين". وفي العادة تتنافس هذه الجماعات مع بعضها للحصول على التأثير، ولكن صالح استغل مظاهر قلقها المتعلقة بخسارة تأثيرها في حكومة هادي، بحسب "واشنطن بوست".

وتفيد الصحيفة بأن لا علاقة حميمية بين الرئيس السابق وخلفه، فقد قام هادي بحل الحرس الجمهوري، الذي كان يقوده نجل صالح أحمد، وهو الشخص الذي كان يحضر للرئاسة قبل ثورة عام 2011.

ويجد التقرير أن مظاهر العداء ظلت قائمة بين صالح والحوثيين؛ فعندما كان في السلطة شن الرئيس السابق ست حروب ضدهم. وعليه، فقد ظلت فكرة التعاون المشترك بينهما حلما بعيدا. ومع أن التمرد الحوثي جاء بسبب السخط على الحكومة المركزية وتجاهلها لمناطقهم، إلا أن المسؤولين يقولون إن الحركة أبدت استعدادا لتجاوز الماضي والتعاون. وبحسب ضيف الله الشامس، أحد قادة الحوثيين السياسيين، فإنه "لا مشاكل شخصية لنا مع أي شخص". 

وتورد الصحيفة أن عددا من المحللين يلحظون مظاهر من المنافع المتبادلة بين صالح والحوثيين. فأثناء الهجوم على العاصمة العام الماضي، هزم الحوثيون قوات الجنرال علي محسن الأحمر، الذي تخلى عن صالح أثناء ثورة عام 2011، ووقف مع المعارضة.

وينقل التقرير عن سعيد العياري من حزب الإصلاح، قوله: "أراد علي عبدالله صالح التخلص من معارضيه، والظهور بمظهر الزعيم الوطني، ولهذا اتفق مع  الحوثيين لتحقيق هذا الأمر". 

وتذكر الصحيفة أن صالح رفض هذه الاتهامات، قائلا إنه لا طموحات سياسية له، ولا يريد العودة للسلطة أو تنصيب ابنه رئيسا للبلاد. ولكنه ألمح إلى أنه يكون حيث تقع مصالحه. 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن صالح في هذه الأيام يقضي وقته في السباحة داخل مجمعه، وعندما سأله زائر عما إذا كان يستمتع بالسباحة، هز رأسه، وقال بابتسامة مصطنعة: "أنا من يسبح في السياسة".
التعليقات (4)
ناصر
الأحد، 15-02-2015 12:25 م
سبب دماركم هو حقدكم ولا حول ولا قوة الا بالله.... يكفي كلمة مخلوع شوف ماهو اصلح للبلاد
حوثي منتحت لا تحت
الأحد، 15-02-2015 02:08 ص
مخانيث كلهم حتا انتم حنثتو على اشعب اليمن
محمد ابو الهاشم
السبت، 14-02-2015 05:41 م
اثنان من الرؤساء العرب يشهد لهما التاريخ انهم تقبلوا أذية شعوبهم من العيار الثقيل ففضلا مصلحة شعوبهم على مصالحهم وأبنائهم الاول /الرئيس محمد حسني مبارك وخاتمته ووطنيته وحبه لمصر الحبس واولاده الثاني / الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي سلم السلطه وحقن دماء اليمنيين الخلاصه ان كان لصالح يد فيما هو حاصل باليمن او لم يكن له ضلع اويد فهو الرجل اليمني الذي يعرف ان يدخل ويعرف كيف يخرج ولا اظنه سيرمي بما صنعه لليمن في مزبلة التاريخ كما فعل غيره او أبناءهم
مرضكم صالح
الخميس، 12-02-2015 04:57 م
مرضكم صالح .. لاتدركون ما يجري كل همكم احقادكم ونفسياتكم للاسف