ملفات وتقارير

الاضطرابات في عدن تنعكس على مستشفياتها

الطواقم الطبية مرتبكة في ظل انتشار المسلحين - أرشيفية
الطواقم الطبية مرتبكة في ظل انتشار المسلحين - أرشيفية
تشهد مستشفيات مدينة عدن، التي تضيق بمرضاها، تدفق المزيد من جرحى الاشتباكات، والأحداث الأمنية، بينما يطبق المقاتلون الحوثيون على المدينة اليمنية الساحلية.

من جهتها، قالت منسقة منظمة الإغاثة (أطباء بلا حدود)، فاليري بيير، التي تدير مستشفى من 45 سريرا في عدن: "نحن غير مستعدين لمواجهة هذا النوع من الأوضاع".

وأضافت: "نملك الكفاءة، لكن عدد الطواقم الطبية ليس كافيا".

والكثير من الشبان أصيبوا بجروح من أعيرة نارية أو شظايا القذائف، ولكن لم يتسبب القتال المباشر وحده بجميع الإصابات.

وتعالى صرير عجلات سيارة الإسعاف المسرعة التي كانت تقل شابا مصابا لتتوقف أمام مدخل مستشفى منظمة أطباء بلا حدود، حيث كان بانتظارها طاقم طبي يحمل نقالة.

وقع الشاب ضحية شجار مع اثنين من المسلحين قرب موقف لسيارات الأجرة، بعد أن رفض التخلي عن مسدسه قبل أن يركب سيارة الأجرة، ولم تجرح الرصاصة سوى جبهته.

ويبذل الأطباء العاملون في المستشفى جهودا حثيثة للتعامل مع أكثر من 250 مريضا تدفقوا من عدن والمحافظات القريبة خلال الأيام العشرة التي بدأ فيها الحوثيون المدعومون من إيران ووحدات الجيش اليمني المتحالفة معهم، بالتقدم باتجاه عدن، في مسعى للإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.

وشنت السعودية على رأس تحالف من عشرة بلدان عربية غارات جوية لوقف تقدم الحوثيين، لكن قواتهم لا تزال محتشدة على مشارف عدن، في حين لا يزال هادي في السعودية.

وقال صدام صالح جابر (25 عاما) إنه خضع للجراحة ثلاث مرات منذ أن أطلق عليه مسلحون يزعمون انتماءهم لتنظيم القاعدة الرصاص على إحدى ساقيه، تحت الركبة، بينما كانوا يحاولون اقتحام مديرية المرور في مدينة لحج المجاورة، حيث يعمل حارسا.

إصابات بشظايا وحروق

أصيبت أحدث دفعة من الجرحى بشظايا وحروق بالغة جراء انفجار مخزن الأسلحة الرئيسي في عدن، بينما كان لصوص يقتحمونه لسرقة محتوياته.

وقتل 15 شخصا على الأقل في سلسلة من الانفجارات في المخزن، التي نثرت الحطام في أرجاء المدينة.

وتوفي اثنان من الجرحى في مستشفى أطباء بلا حدود، حيث كانت الطواقم الطبية تحضرهما للدفن قبل تسليم الجثتين لأقاربهم لدفنهما.

ويقول مسعفون إن التحدي الأكبر الذي يواجهه الفريق الطبي المؤلف من 150 شخصا معظمهم يمنيون، هو الحفاظ على أمن المستشفى والإمدادات الطبية.

وقالت بيير: "كل شيء بات على ما يرام الآن، لكن، إذا ساءت الأمور فسنحتاج إلى المزيد من الإمدادات. نحتاج إلى فريق للطوارئ، سواء من صنعاء أو باريس".

وأصيبت مؤسسات الدولة بالشلل جراء الحرب، ولا تزال المرافئ والمطارات مغلقة منذ بدء حملة القصف الجوي.

ويعترف الطاقم الطبي المرهق في المستشفى بأنهم مرتبكون في ظل انتشار المجموعات المسلحة والاضطرابات السياسية التي تجتاح البلاد، لكن المستشفى يبقى مفتوحا أمام الجميع.

وأكدت بيير: "لا نسأل على الإطلاق من هم أو لأي جهة ينتمون. فقط نطلب من المسلحين بلطف البقاء في الخارج".
التعليقات (0)