قضايا وآراء

صفقات تبادل الأسرى الإسرائيليين وألمانيا.. ما لجديد؟

محمد مصطفى شاهين
1300x600
1300x600

1-تحتفظ المقاومة بانتصارات عديدة سطرت بمداد من نور في عملياتها النوعية لأسر الجنود الإسرائيليين، في أيلول/ شتنبر  2003 كانت هناك مفاوضات تدور حول العقيد "الإسرائيلي"، "الحنان تننباوم"، الذي سقط في أيدي حزب الله من خلال عملية معقدة نفذها الحزب بالإضافة لثلاث جنود إسرائيليين أسروا في جنوب لبنان، وهنا جاء الوسيط الألماني "أرنست أورلا" للعمل على إنجاز الصفقة بين إسرائيل وحزب الله وفي 29 كانون الثاني/ يناير 2004 نجح الوسيط الألماني في إتمام الصفقة، وكان حزب الله على درجة عالية من الذكاء إذ أنه لم يكشف مصير الجنود الإسرائيليين الثلاث بأنهم قتلي إلا وقت التبادل مما أصاب "الإسرائيليين" بالصدمة عندما تسلموا رفاتهم، وتم بهذه الصفقة فك أسر 400 أسير و60 جثمان لشهداء من مقاتلي المقاومة.
 
2-يمكننا القول أن المقاومة الفلسطينية لم تكن أبدا غائبة عن الإعداد لتحرير الأسرى بل لطالما عملت وأعدت ونفذت، وفي يوم  25 حزيران/ يونيو 2006 وعلى الرغم من التفوق العسكري والتكنولوجي "الإسرائيلي"، إلا أن المقاومة الفلسطينية نجحت بعملية أسر الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط"، حيث تمكنت كتائب القسام وجيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين من خلال عملية مشتركة استهدفت قوة "إسرائيلية" مدرعة من لواء جفعاتي ونجحت المقاومة بمباغتة الجنود "الإسرائيليين"، ولقي جنديين "إسرائيليين" مصرعهم وأصيب آخرون وأسر جلعاد شاليط، بعد مرور خمس سنوات قضاها الجندي الأسير بأيدي المقاومة تمت جولات مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل" وعبر أكثر من وسيط، بقيت المقاومة الفلسطينية مصرة على مطالبها وأهدافها فما كان من إسرائيل إلا أن رضخت  لمطالب المقاومة رغبة منها باستعادة جنديها الأسير، وتجاوبا مع الضغط الشعبي "الإسرائيلي" المطالب بالإفراج عنه.

وهنا تدخل الوسيط الألماني "غرهارد ردكونراد" حيث قام بزيارة من أجل جسر الهوة بين "إسرائيل" والمقاومة والعمل على استئناف مفاوضات المتعلقة بإتمام صفقة التبادل، وتمت الصفقة برعاية الوسيط المصري، لقد أسمت المقاومة الفلسطينية هذه الصفقة "وفاء الأحرار" وكانت انتصار حقيقي للمقاومة وللشعب الفلسطيني حيث تمكنت المقاومة من تحرير 1027 أسير منهم 500 أسير من أصحاب الأحكام العالية مقابل جندي واحد "إسرائيلي" لقد كانت علامة بارزة في تاريخ الصراع "الإسرائيلي".
 
3-شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في 28 تموز/ يوليو 2014 عدوان جديد على قطاع غزة أسمته الجرف الصامد استشهد خلال هذا العدوان ما يزيد على ألفي شهيد وعشرة ألاف جريج، خلال هذا العدوان تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من أسر الجندي الإسرائيلي "آرون شاؤول"، وأعلن القسام عن ذلك من دون الحديث عن تفاصيل حول مصيره وعلى صعيد متصل تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن فقدان جندي آخر، واحتمال وقوعه في الأسر ذلك الجندي هو "هدار غولدن"، لكن لم تعلن أي من فصائل المقاومة الفلسطينية بأن هدار غولدن لديها أم لا؟!

ظلت تساؤلات كثيرة تدور في أذهان أهالي الجنود "الإسرائيليين" الذين طالبوا بإعادة أبنائهم لـ "إسرائيل" هذا وتحدث الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلن" عن الجنود المفقودين ودعا المبعوث الدولي للشرق الأوسط" نيقولاي ملدينوف "للمساعدة في إعادة الجنود آرون شاؤول وهدار غولدن.
 
4-جائت زيارة وزير الخارجية الألماني "فرانك ستايتماير" على رأس وفد كبير ضم 60 شخصية لقطاع غزة قبل أيام تحدث خلالها عن معاناة قطاع غزة وأهله ووصفه بأنه كبرميل البارود الذي ينبغي العمل من أجل ألا ينفجر، بالتأكيد لم يأت وفد بهذا المستوي الرفيع من أجل أن يطلعنا على معاناة غزة التي يعلمها الجميع، ومن جهة أخرى لم يكن اختيار وزير الخارجية الألماني لميناء غزة من أجل عقد مؤتمره الصحفي مصادفة فهو لم ينجذب لهوائها النقي ولا لجمالها!!

بعد يومين من هذه الزيارة للميناء نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية أن رئيس الأركان الإسرائيلي "جادي أيزنكوت" صرح في هيئة عسكرية ضيقة أنه لا خطر من إنشاء ميناء في غزة على أمن "إسرائيل" ولكن وفق شروط إذا ما ربطنا ذلك باختيار وزير الخارجية الألماني للميناء لعقد مؤتمره الصحفي فإنها لم تكن مصادفة.

أكدت حماس أنها ترفض منطق الإعمار مقابل توفير الأمن للاحتلال، هذا ولم تصرح الفصائل الوطنية أنها التقت بوزير الخارجية الألماني،  وشهد قطاع غزة زيارات مكوكية من عدة مسؤولين دوليين في الآونة الأخيرة مما يوحي أن هناك رؤى ومقترحات.

وتبقي الأشهر القادمة حبلى بالمفاجئات، فهل سينجح الألمان هذه المرة في إنضاج صفقة جديدة؟!

0
التعليقات (0)