حقوق وحريات

إجبار معتقلين على السجود فرحا بـ"عفو السيسي" (فيديو)

الأمن المصري يجبر شابا على السجود بعد قرار الإفراج عنه - يوتيوب
الأمن المصري يجبر شابا على السجود بعد قرار الإفراج عنه - يوتيوب
نشرت وسائل الإعلام المصرية، الأربعاء الماضي، مقاطع فيديو لشباب مفرج عنهم من المعتقلات بعفو رئاسي، يظهرون فيها وهم يسجدون "شكرا لله" بعد خروجهم من المعتقل، وإطلاق سراحهم بقرار من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

لكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا في وقت لاحق، مقاطع أخرى تظهر حقيقة القصة، حيث تبين أن سجود المفرج عنهم لم يكن عفويا أو بمحض إرادتهم، وإنما كان بتوجيه من رجال الشرطة الذين أصدروا لهم أوامر بالسجود أمام كاميرات المصورين، بالقرب من بوابة سجن طرة، وكأنهم فرحون بقرار السيسي.

وكشفت الفيديوهات اتفاق أحد الضباط مع الصحفيين على تصوير هذا المشهد التمثيلي، بحيث لا يظهر ضباط الشرطة في زاوية التصوير ليبدو الأمر طبيعيا، كما ظهر أحد المصورين وهو يطالب شابا من المفرج عنهم بإعادة السجود مرة أخرى أمام الكاميرا، حتى يتمكن من التقاط صورة له من زاوية أفضل، ولم يملك الشاب المغلوب على أمره إلا الامتثال لطلبه، وإعادة السجود!

وكان السيسي قد أصدر قرارا جمهوريا بالإفراج عن 165 متهما فقط، بمناسبة شهر رمضان المبارك، من المحبوسين بتهمة خرق قانون التظاهر، في محاولة لتجميل صورة نظامه الذي يتلقى اتهامات متواصلة محليا ودوليا بارتكاب انتهاكات حقوقية، وقمع غير مسبوق، وفق الناشطين.

وتعج السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى في مصر بالمعتقلين الذين تجاوزت أعدادهم الستين ألف معتقل، حتى إن الحكومة أعلنت بناء معتقلات جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المعتقلين.

الداخلية ستحقق في الأمر

وانتشرت مقاطع الفيديو الجديد بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب الكثيرون عن استيائهم من طريقة تعامل الشرطة مع الشباب المفرج عنهم.

من جانبه، انتقد الصحفي مجدي الجلاد هذا المشهد، وقال إن هذه الواقعة تحمل إذلالا وانتهاكا لحقوق الإنسان، كما أنها تحمل إساءة بالغة للدولة.

وطالب الجلاد خلال برنامجه على قناة "سي بي سي إكسترا" مساء الخميس، وزارة الداخلية بالتخلي عن تلك الممارسات القديمة، على حد قوله، مؤكدا أن السيسي عندما أصدر عفوا عن هؤلاء الشباب لم يكن ينتظر تلك المشاهد، على حد قوله.

وتساءل: "ليه فيه ناس بتتعمد إذلال الشباب؟ ليه الإصرار على تشويه صورة الشرطة بهذا الشكل؟"، مضيفا أن هذا التصرف سواء كان متعمدا أو غير متعمد، فإنه يفسد قرار السيسي بالعفو عن الشباب المحبوسين.

وبعد تصاعد الانتقادات والاتهامات للداخلية بإذلال المفرج عنهم وابتزازهم، أكد اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام أن الداخلية ستحقق في تلك المشاهد، وسيتم إعلان نتائج التحقيقات في هذه الواقعة، مشددا على أن الداخلية لا تسمح بأي تجاوز من أي ضابط في مجال حقوق الإنسان.

وأكد أن إقدام أحد الضباط بتوجيه المفرج عنهم بالسجود أمام الكاميرا هو تصرف مرفوض، مضيفا أنه لا يوجد أي منفعة ستعود على وزارة الداخلية من إجبار النزلاء على السجود!

نتيجة عكسية

وأتى قرار السيسي بالعفو عن بعض المعتقلين بنتيجة عكسية، حيث أثار استياء شباب القوى الثورية والأحزاب الذين أعربوا عن خيبة أملهم بسبب عدم الإفراج عن أي من الناشطين المعروفين، وخاصة متهمي قضيتي أحداث الاتحادية ومجلس الشورى، ومن بينهم علاء عبد الفتاح وشقيقته سناء سيف، وأحمد ماهر وأحمد دومة ومحمد عادل.

وقال المتحدث باسم حزب الدستور، خالد داود، في "فيسبوك": "لا أصدق أن يصدر قرار رئاسي بالعفو ولا يتضمن شباب الاتحادية جميعا، وشباب مجلس الشورى، ودومة وماهر وعادل، وزملاءنا في الإسكندرية المحبوسين للمطالبة في وقفة بمحاكمة عادلة لقتلة خالد سعيد.. يسقط الظلم".

وفي تعليقها على الواقعة، أطلقت حركة شباب "6 أبريل" هاشتاجا على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #حريتهم_حقهم، للتأكيد أن الإفراج عن المعتقلين السياسيين ليس منة من أي أحد، وأعلنت إطلاق حملة للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين خاصة في شهر رمضان.

وبعد أن نشرت وزارة الداخلية على صفحتها على "فيسبوك" صور المفرج عنهم، ظهر أن أغلبهم من الملتحين، وهو ما دفع بعض النشطاء إلى التأكيد أن الذين شملهم قرار العفو هم من أعضاء حزب النور السلفي المؤيد للانقلاب، "الذين تم اعتقالهم عن طريق الخطأ"، وفق ناشطين.










التعليقات (0)