صحافة دولية

المونيتور: رجل مبارك عمر سليمان ما زال يتحدث من قبره

المونيتور: سليمان كان صوت نظام الرئيس حسني مبارك المحتضر - أرشيفية
المونيتور: سليمان كان صوت نظام الرئيس حسني مبارك المحتضر - أرشيفية
نشر موقع "المونيتور" تقريرا للصحافي توم ستيفنسون، حول محاكمة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، الذي لا يزال يتنقل بين معتقله عالي الحراسة وقاعات المحاكم، متهما بعدد من التهم، وظهور شهادة تتعلق بإحدى القضايا ضد مرسي لشخص مات قبل ثلاث سنوات.

ويشير التقرير إلى أن عمر سليمان كان صوت نظام الرئيس حسني مبارك المحتضر، بعد خروجه من ظل عمل دام 18 عاما كونه رئيسا للمخابرات، حيث أصبح نائب مبارك لفترة قصيرة. ومع أن سليمان مات في أوهايو في تموز/ يوليو 2012، في أحد أرقى المستشفيات، ودفن في القاهرة، إلا أنه لا يزال يتحدث باسم النظام الحالي وفي مواضيع لا تزال حساسة.

ويذكر ستيفنسون أن خمسة محامي ادعاء قاموا بالتحقيق مع عمر سليمان، قبل حوالي أربع سنوات في 14 أيلول/ سبتمبر 2011، حيث تم سؤاله عما يعرف حول قتل النظام للمتظاهرين وعن قضايا فساد كبيرة، وعن قضية سجن وادي النطرون، وهروب 34 عضوا من جماعة الإخوان المسلمين من السجن.  

ويلفت الموقع إلى أن مرسي كان أول زعيم سابق لمصر يظهر في المحكمة ببزة حمراء الشهر الماضي، بعد أن صدر ضده حكم بالإعدام قابل للاستئناف؛ لدوره في الهروب من السجن خلال ثورة عام 2011. 

ويبين التقرير أن شهادة سليمان، التي نشرها موقع "ربل إيكونومي"، تظهر أن رئيس المخابرات السابق بقي مؤيدا قويا لمبارك حتى النهاية. 

ويستدرك الكاتب بأنه رغم أن الصحف المصرية أشارت إلى تلك الشهادة، ونشرت أجزاء منها، إلا أن الشهادة كاملة ممتعه للقراءة. مشيرا إلى أن الشهادة تبدو وكأنها رسمت الخط لرئيس مصر الحالي عبدالفتاح السيسي ونظامه ومحاكمه بخصوص الهروب من السجن.

يمكن قراءة الوثيقة كاملة من هنا.

ويورد الموقع أنه عندما سئل سليمان عن الهروب الجماعي من السجن، بدأ بالحديث عن تورط حركة حماس، حيث قال: "من متابعتنا للنشاط الفلسطيني، وجدنا أن هناك بعض الاتصالات بين حركة حماس والبدو في سيناء، وخروج بعض المجموعات من خلال الأنفاق المتواجدة ما بين غزة والحدود المصرية، والاتصال بالبدو والاتفاق معهم على مدهم ببعض الأسلحة والذخائر، في مقابل معاونتهم بالمساعدة على إخراج عناصرهم من السجون المصرية، وكان ذلك يوم27/ 1/ 2011، وقام البدو باصطحابهم إلى القاهرة؛ للقيام بعملية اقتحام السجون المتواجد بها عناصر حركة حماس، وشارك أيضا معهم عناصر تقريبا في حدود ما بين 70 إلى 90 من حزب الله المتواجدين في قطاع غزة".

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن هذه الرواية مشابهة تماما لما تستخدمه المحاكم المصرية اليوم ضد مرسي، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، والإعدام في قضية التجسس والتخابر مع حركة حماس وحزب الله.

وينقل ستيفنسون عن أستاذ العلوم السياسية جوشوا ستاتشر من جامعة كنت ستيت، قوله: "يمكن بالطبع أن يكون جهاز المخابرات الذي رئسه سليمان هو من دفع بهذه الرواية، فما نعرفه هو أنه عندما تقع الأنظمة الديكتاتورية في ورطة تحاول دائما الإلقاء باللائمة على محرضين خارجيين، ونرى ذلك في كل مكان".

ويذكر الموقع أن مرسي يحاكم في قضيتي تجسس متعلقتين بكيانين تم شيطنتهما في الصحافة المصرية، ففي القضية المتعلقة في قطر يتهم الرئيس السابق بتمرير معلومات سرية للمسؤولين القطريين. ويتهم في هذه القضية مدير مكتب مرسي أحمد عبد العاطي، وأحد سكرتيري الرئاسة أمين الصرافي، بتسريب أسرار، بما في ذلك معلومات عسكرية ومعلومات تقنية، حول القوات المسلحة ومعداتها وغير ذلك من أسرار الدولة. وقد تم الحكم على مرسي في جلسات أخرى بالسجن مدى الحياة لتهريب معلومات لحركة حماس وحزب الله.

ويوضح التقرير أن اقتحام سجن وادي النطرون لم يكن هو الموضوع الوحيد الذي تحدث فيه سليمان، فبالنسبة لثورة 2011، عبر سليمان، وكان هو نفسه مسؤول ذراع وكالة الاستخبارات في برنامج النقل القسري للسجناء وتعذيبهم، عن اعتقاده بأن هذه الثورة قد دبرتها قوى خارجية، وخاصة الولايات المتحدة.   

ويورد الكاتب أنه عندما سئل سليمان عن تحليله للظروف، التي قادت إلى الثورة  قال: "كان هناك عناصر مناهضة للنظام يعملون من أجل إثارة الجماهير، ثم اعتبارا من 2005 كان هناك نشاط أجنبي مع منظمات غير حكومية متواجدة على الساحة المصرية، تعمل أيضا لإثارة المجتمع المصري ضد النظام، واعتبارا من 2005 كان هناك برنامج أمريكي يسمى الديمقراطية والحكم الرشيد، وكان هناك اتفاق مع الحكومة المصرية أن يتم دفع هذه الأموال بالاتفاق معها، ولكنهم خالفوا ذلك، وبدأ الطرف الأمريكي يمول هذه المنظمات دون اتفاق مع الحكومة المصرية". 

وأضاف سليمان أن تلك المنظمات قامت "بتدريب عدد من الشباب للحشد والاجتماع والعصيان المدني والتظاهرات وخلافه، واستمر ذلك حتى عام 2010". وحتى أن سليمان ادعى أن "دورات تدريبية" أقيمت في بولندا في كانون الثاني/ يناير 2011 لهذا الهدف.

وينوه الموقع إلى أنه عندما سئل سليمان عن كيفية تعامل النظام مع المتظاهرين، قال إن السلطات تصرفت "لحماية" المتظاهرين، باستخدام أساليب سلمية من "العصي (الهراوات) والمصدات والدخان وخراطيم المياه".

ويكشف التقرير عن أن سليمان أنكر أن تكون قوات الأمن المركزي مسلحة بالأسلحة النارية، وأنكر أي معرفة عن كيفية مقتل المتظاهرين، ووصف عمليات إطلاق النار من الشرطة بأنها "شيء غريب لا يحدث إلا في حال الدفاع عن النفس".

ويجد ستيفنسون أنه من الواضح أن سليمان بقي مخلصا لمبارك حتى النهاية، وأنكر أن يكون مبارك ثبت سعر بيع الغاز لإسرائيل، كما رفض الحديث عن فلل عائلة مبارك في جنوب سيناء، ولكنه لم يتردد في ذكر رجل الأعمال الفار من العدالة حسين سالم، كونه متورطا في صفقات الغاز مع الإسرائيليين. 

وبحسب الموقع، فقد قال سليمان بخصوص الفلل التي بناها حسين سالم في شرم الشيخ، التي باع منها خمسا لحسني مبارك: "هذا ليس معلومات استخباراتية وإنما معلومات شخصية أن حسين سالم كان يرغب في أن تكون للرئيس ممتلكات في شرم الشيخ، حتى تستمر شرم الشيخ واعدة للسياحة المستمرة". 

ويشير التقرير إلى أن سليمان تعامل بالأسلوب ذاته مع رجل الأعمال الآخر المقرب من النظام أحمد عز، الذي خرج من مصر وبقي مدافعا عن حسني مبارك.

ويختم "المونيتور" تقريره بالإشارة إلى وجهة نظر ستاتشر، الذي يرى أن سليمان غالبا ما يكون أدرك بأن عمله انتهى وكان مريضا جدا، ولذلك لم يكن يتوقع كسب شيء من مواقفه هذه، وقال إن "إيا من المسؤولين الكبار (في عهد مبارك) لم يقولوا شيئا سلبيا عن مبارك، سواء تأثروا سلبا باحداث 2011، أو استفادوا منها، أو حتى كانوا في السلطة الآن". 
التعليقات (0)