صحافة دولية

تنظيم الدولة يعتبر فرنسا "هدفا رئيسيا" للدعاية والهجمات

تنظيم الدولة ذكر في مجلته "دار الإسلام" الفرنسية بعملية ياسين الصالحي بفرنسا - أرشيفية
تنظيم الدولة ذكر في مجلته "دار الإسلام" الفرنسية بعملية ياسين الصالحي بفرنسا - أرشيفية
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول استهداف تنظيم الدولة لفرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة، حيث لم يكتف التنظيم بالدعوة لاستهداف المصالح الفرنسية في إفريقيا والشرق الأوسط، بل تطور إلى السعي لتجنيد عدد كبير من الفرنسيين، والسعي لشن حرب طويلة المدى على الأراضي الفرنسية.
 
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي أعده سوران سيلوو، وترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة يستهدف فرنسا لأكثر من سبب، فهي تضم أكبر طائفة مسلمة في أوروبا، وهي قريبة نسبيا من مسرح الحرب في سوريا، إضافة إلى ماضيها الاستعماري وتدخلاتها العسكرية في المنطقة، وطبيعتها العلمانية، وهي بذلك تمثل في الوقت ذاته هدفا للعمليات ومصدر استقطاب للمقاتلين.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن المطلوبين للتجنيد يتم استقطابهم عبر ثلاث طرق أساسية، هي مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات الإلكترونية ومقاطع الفيديو، ذاكرة أن موقع "تويتر" أهم أداة تواصل للتنظيم، بفضل عشرات آلاف الحسابات النشطة، التي تستعمل اللغة الفرنسية التي تبرز ثالث لغة مستعملة في منشورات التنظيم بنسبة 6 في المئة،  بعد العربية بنسبة 73 بالمئة والإنجليزية بنسبة 18بالمئة.

وقالت الصحيفة إن أشهر مجلة دورية إلكترونية مرتبطة بالتنظيم هي "دابق"، وهي تشبه صحيفة "أنسباير" المرتبطة بتنظيم القاعدة من الناحية الشكلية مع اختلاف الهدف.

فمجلة القاعدة تهدف إلى تكوين "ذئاب منفردة" عن بعد، بينما تهدف نشرية تنظيم الدولة إلى الانتداب أساسا، وقد نشرت في البداية باللغة الإنجليزية  منذ 5 حزيران/ يوليو 2014، وتطورت إلى النشر بالعربية والألمانية والإسبانية والفرنسية.
 
وذكرت الصحيفة أن السياسة الإعلامية للتنظيم أخذت أبعادا جديدة في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2014، بإصدارها مجلة "دار الإسلام" باللغة الفرنسية، بمحتوى بسيط وملفت يدعو بصفة مباشرة القرّاء الفرنكوفونيين إلى تأدية واجب الهجرة والالتحاق بالخلافة.
 
وأضاف المقال أن العدد الأخير من مجلة "دار الإسلام" تضمن تقريرا حول مستوى الرعاية الصحية في مستشفيات المناطق التي يسيطر عليها "الدولة"، ومقالا يبرر استعباد النساء والأطفال اليزيديين، ونصائح حول السلامة الإعلامية، إضافة إلى تكريم بالصور لثلاثة مقاتلين فرنسيين قضوا في سوريا، وسرد لعملية "إيزار" بفرنسا التي نفذها ياسين الصالحي بذبحه لمدير مشغله قبل محاولة حرق المصنع، في حزيران/ يونيو الماضي.
 
وسلط الكاتب الضوء على تميز تنظيم الدولة إعلاميا على تنظيم القاعدة، من خلال الفيديوهات المصورة بتقنيات عالية والمشاهد المبالغة في العنف والدموية.
 
فمنذ إعلان "الخلافة" تزايد ظهور المقاتلين الفرنسيين في التسجيلات التي يصدرها التنظيم، وقد أعلن المقاتل الفرنسي المنحدر من منطقة "نيم"، إبراهيم الخياري، في تسجيل فيديو ظهر في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أن فرنسا في حالة حرب مع تنظيم الدولة.
 
واعتبرت الصحيفة أن نشر التنظيم لفيديو ذبح الأسير الأمريكي بيتر كاسيغ مع ثمانية عشر جنديا سوريا، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مثل مؤشرا لارتفاع الرعب في إصدارات تنظيم الدولة، كما مثل المرة الأولى التي يبرز فيها فرنسي مكشوف الوجه، وهو مكسيم أوشارد، ذو 22 عاما، المعتنق للإسلام حديثا.
 
وأضافت أن التنظيم نشر بعد ثلاثة أيام من فيديو الذبح مقطعا مصورا لثلاثة فرنسيين أصيلي مونبلييه وتولوز، وهم كنتان لوبرون وكيفن شاسان وعثمان قاريدو، قاموا فيه بحرق جوازات سفرهم، داعين الفرنسيين إلى اتباعهم، قبل أن ينشر التنظيم فيديو آخر لمقاتل ملثم ناطق بالفرنسية.
 
وذكرت الصحيفة أن التنظيم نشر في شهر شباط/ فبراير الماضي مقطعا مصورا جديدا لمقاتل فرنسي قال فيه: "إن لم تستطيعوا التنقل إلى سوريا نفذوا عمليات في أماكن تواجدكم"، قبل أن يتم تداول فيديو لطفل في مشهد ذبح لإسرائيلي متهم بالجوسسة، وتم التعرف على الرجل المرافق له وهو أخو زوجة محمد مراح.

وختم الكاتب المقال بالقول إن سياسة التجنيد من كل أنحاء العالم، التي يعتمدها تنظيم الدولة، تخدم مصالح عسكرية، إضافة لأهداف بعيدة المدى، وهي خلق صدام بين الحضارات بين "أمة إسلامية" و"كفار"، حسب تعبير الصحيفة.

للاطلاع على التقرير الأصلي، انقر هنا
التعليقات (0)