صحافة دولية

مسلمو اسكوتلندا مثال حي للاندماج في المجتمع

ذي إيكونوميست: مسلمو اسكتلندا أكثر سعادة من مسلمي إنجلترا
ذي إيكونوميست: مسلمو اسكتلندا أكثر سعادة من مسلمي إنجلترا
يؤكد تقرير لصحيفة بريطانية قدرة المسلمين على الاندماج في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها إذا توافرت بعض الشروط، سواء من المسلمين أنفسهم أو من المجتمعات والحكومات الغربية.

وتتحدث صحيفة ذي إيكونوميست البريطانية في تقرير لها عن مثال حي لاندماج المسلمين في المجتمع الاسكتلندي.
 
تقول الصحيفة إنه عندما صدر التكليف بإنشاء مسجد غلاسجو المركزي في اسكتلندا في مطلع عام 1980، تلقى المهندس المعماري تعليمات مهمة مفادها "ليكن التصميم اسكتلانديا"، وانتهى المطاف بالمعمار أن اكتسب مواصفات كثير من المباني العامة في غلاسجو (وليس مواصفات كثير من المساجد).

وفي التقرير الذي ترجمته صحيفة "عربي21"  تقول ذي إيكونوميست إنه تنتظر المسجد عملية إعادة ترميم يتوقع أن تتمخض عن مزيد من المواصفات الاسكتلندية، فهناك خطط لإعادة تشكيله لينسجم مع نمط المهندس المعماري الشهير في غلاسجو تشارلز رينيه ماكينتوش.

 في الداخل، يأتي الناس إلى عقد القران وقد ارتدوا الزي الاسكتلندي(مع إطالة ذيل الثوب قليلا حتى ينسجم مع متطلبات اللباس الإسلامي للرجال)، ويدخلون على أنغام موسيقى القرب.

 تباع في محلات مجاورة وجبة "الكرشات" الاسكتلندية الحلال، ويقع على الطرف الآخر من نهر كلايد مكتب المجلس البلدي، حيث دشنت في عام 2012 راية اسكتلندية صوفية (تارتان) جديدة، تتكون من اللونين الأزرق الذي يرمز إلى صليب القديس أندرو والأخضر الذي يرمز إلى الإسلام، وفق الصحيفة.

تبدو العلاقة بين القومية الاسكتلندية والجالية المسلمة في غاية الانسجام لدرجة قد تدعو إلى الاستغراب، حيث يعتقد ستة من كل عشرة اسكتلنديين أن المسلمين مندمجون في كل منحى من مناحي الحياة الاسكتلندية، بحسب ما جاء في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس موري في عام 2010. 

وفي استطلاع آخر أجرته حكومة اسكتلندا في عام 2011 تبين أن مسلمي اسكتلندا يشعرون بأن الانتماء إلى اسكتلندا يشكل عنصرا مهما من عناصر هويتهم، وأنه بالنسبة لهم باتت كلمة "المجتمع" تعني الدكان الذي بالجوار بدلا من شبكة محلية أو عالمية من المسلمين الآخرين.

وفي الاستفتاء الذي أجري في العام الماضي حول استقلال اسكتلندا حصلت حملة تأييد الاستقلال على دعم 64 بالمائة من الآسيويين، ومعظمهم من المسلمين، بحسب ما أفاد به استطلاع للرأي أجرته محطة الراديو الآسيوية الرئيسية في اسكتلندا.

 يتساءل عضو المجلس الإسلامي الاسكتلندي مظهر خان، "لماذا المسلمون في اسكتلندا يعرفون أنفسهم بأنهم اسكتلنديون، بينما لا يعتبر المسلمون الذين يعيشون في إنجلترا أنفسهم بريطانيين؟".

وبحسب صحيفة ذي إيكونوميست يتمتع مسلمو اسكتلندا بقوة اقتصادية أكبر مقارنة بنظرائهم المسلمين في إنجلترا، بما أن  كثيرين منهم يعملون في التجارة ووصلوا إلى البلاد وهم يملكون القدرة على القيام بأنفسهم .
 
وتشير الصحيفة إلى أنه من النظريات الرائجة في اسكتلندا أن الاسكتلنديين يعتبرون أنفسهم أقلية اضطهدها الإنجليز، ولذلك تجد القومية الاسكتلندية ذات الميول اليسارية أكثر لطفا وودا في تعاملها مع الأقليات مقارنة بالقطاعات المحافظة في المجتمع الإنجليزي. 

كما أن عدد مسلمي اسكتلندا ليس كبيرا، فهم لا يتجاوزون ما نسبته واحد ونصف في المئة من السكان مقارنة بنسبة أربعة ونصف في المئة من تعداد السكان على مستوى بريطانيا ككل، مما يشكل لديهم في اسكتلندا حافزا أكبر على الاندماج.

واعتبرت الصحيفة، أن السياسة الممارسة حاليا لها دورها أيضا، فبينما تمارس الحكومة (المركزية) في ويستمنستر سياسة النقد الكاسح ضد التطرف الإسلامي، فإن نظيرتها في هوليرود لا تعمد إلى مثل هذا الأمر.

ودللت الصحيفة على ذلك بقولها إن "نسبة ضئيلة جدا لا تكاد تذكر من مجموع المسلمين الذين غادروا إلى سوريا جاؤوا من اسكتلندا، ولذلك قد لا تكون السعادة التي تتسم بها علاقة المسلمين بمواطنيهم في اسكتلندا ثمرة للحظ وحده".
التعليقات (0)