مقابلات

نافذ عزام: "الجهاد" ملتزمة بالتهدئة ولا مصلحة بحرب جديدة

تحدث عزام عن الحفاظ على التهدئة مع ضرورة العمل على تخفيف الحصار على غزة - عربي21
تحدث عزام عن الحفاظ على التهدئة مع ضرورة العمل على تخفيف الحصار على غزة - عربي21
* يجب العمل على تخفيف الحصار عن الفلسطينيين في ظل التهدئة
* لا مصلحة للفلسطينيين في خوض حرب جديدة
* نرفض ملاحقة السلطة الفلسطينية للمقاومة
* الفوضى العربية تضر بالقضية الفلسطينية
* حركة الجهاد الإسلامي تعيش أزمة مالية

أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، نافذ عزام، التزام حركته باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه مع الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب الحرب على غزة العام الماضي، موضحا أنه "لا مصلحة للفلسطينيين بالذهاب إلى حرب جديدة".

من جهة أخرى، شدد عزام، في حوار خاص مع "عربي21"، على "نأي" حركته بنفسها عما يجري في الدول العربية، موضحا أن القضية الفلسطينية هي المتضرر الأكبر نتيجة ما يجري من "فوضى".

وكشف أن حركته تعاني من "أزمة مالية"، متهما الدول العربية والإسلامية "بلا استثناء بالتقصير في دعم الشعب الفلسطيني"، لكنه تابع مضيفا: "الأزمة المالية التي تعيشها الحركة لن تؤثر على مواقفها وبرامجها".

وقال عزام إن "من حق الفلسطينيين أن يكون لهم مطلق الحرية بالاتصال بالعالم الخارجي، وأي اتفاق من أجل تحقيق هذه الأشياء دون تنازل عن الثوابت التي يعرفها الجميع أمر جيد".

وفي سياق آخر، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي رفض حركته ما تقوم به السلطة الفلسطينية من ملاحقة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وقال: "هو أمر مرفوض ولا يخدم الفلسطينيين على الإطلاق، ويضر بالسلطة الفلسطينية"، موضحا أن حركة الجهاد "لا تنظر للسلطة على أنها عدو"، مع تأكيده على "ضرورة أن تجري السلطة مراجعة كاملة لمواقفها". وأضاف: "يفترض أن تسعى السلطة بقوة واستمرار لمحاصرة إسرائيل ووضعها في قفص الإدانة".

وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو موقف حركة الجهاد الإسلامي من توصل حركة "حماس" لاتفاق هدنة أو تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي؟

- الجميع يعرف أن هناك اتفاقا للتهدئة معمولا به حاليا، ونحن ملتزمون به. ونتصور أن الحديث في وسائل الإعلام يدور حول مفاوضات لتثبيت هذا الاتفاق. نحن لم تجرى معنا مفاوضات، لكن موقفنا المعروف هو أن التهدئة حاليا هي مصلحة للشعب الفلسطيني في ظل الظروف التي يعرفها الجميع، وفي ظل الفوضى التي تعم المنطقة. الآن ليس من المصلحة أبدا أن يذهب الفلسطينيون إلى حرب جديدة، وبالتالي لا مشكلة لدينا في استمرار العمل باتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه قبل عام بعد الحرب على غزة.

* ما حقيقة موافقة الاحتلال على رفع كامل للحصار عن قطاع غزة، وإنشاء ممر مائي يربط القطاع بالعالم الخارجي؟

- أطلعنا الإخوة في حركة "حماس" خلال الاجتماع الذي ضمنا على ما يدور في هذه المفاوضات. نعم مطروح فيها هذه المسائل، لكن كما قال الإخوة في "حماس"؛ لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، ولم يتم تحديد مواعيد. لكن نحن نؤكد أن مصلحة الشعب الفلسطيني تقتضي العمل بكل الوسائل من أجل رفع هذا الحصار وتخفيف المعاناة التي تزداد يوما بعد يوم. وهنا أؤكد أن من حق الفلسطينيين أن يكون لهم ميناء وممر مائي، وأن تكون لهم مطلق الحرية بالاتصال بالعالم الخارجي، لكن للأسف هذه الأمور غير متحققة الآن. فأي اتفاق من أجل تحقيق هذه الأشياء دون أن يكون هناك تنازل عن الثوابت التي يعرفها الجميع؛ فهذا أمر جيد.

* ما هي أهم هذا نتائج؟

- ليس من الضروري أن نتحدث عن نتائج الاجتماع، لكن من المؤكد أن أهم ما يتمخض عن مثل هذه الاجتماعات هو استمرار التشاور بين الحركتين. ونحن نتمنى أن يحدث ذلك على مستوى كل الفصائل باتجاه ترتيب الوضع الداخلي، وتماسك الوضع الفلسطيني من أجل الوصول إلى توافق حول كافة العناوين المطروحة.

* السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تلاحق المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.. كيف تقيمون ذلك؟

- هذا الموضوع ليس جديدا، وهو أمر مرفوض ولا يخدم الفلسطينيين على الإطلاق، وهو بلا شك يضر بالسلطة الفلسطينية ويضر بالعلاقات بين الفلسطينيين. وهناك شبه إجماع فلسطيني على رفض أن تلاحق أجهزة أمن فلسطينية فلسطينيين بسبب موقفهم السياسي أو موقفهم من الصراع مع الاحتلال.

الطرف الوحيد المستفيد هي "إسرائيل"، وبالتالي نحن نجدد مرة أخرى رفضنا لمنطق الملاحقة والاعتقال السياسي، ونجدد دعوتنا للسلطة وكل الأطراف في الساحة الفلسطينية للعمل على تعزيز الثقة للوصول دائما إلى توافق يساهم في قوة تماسك الوضع الداخلي الفلسطيني.

* تعهد الرئيس عباس بالعمل على عدم قيام انتفاضة فلسطينية في ظل حرق الأطفال الفلسطينيين واستمرار اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه.. ألا يعكس ذلك انفصاما كاملا بين السلطة وشعبها؟

- نحن لنا موقف معارض للسلطة في كثير من سياساتها، لكن حتى نكون منصفين السلطة قامت ببعض الإجراءات أيضا التي تغضب الاحتلال، سواء بتوجهها لبعض الهيئات والمؤسسات الدولية، أو بقطعها الاتصال معها، رغم أنه ليس إجراء كافيا. ونحن هنا نطالب السلطة بالمزيد، ومن الواجب على السلطة أن تسعى لتكون دائما أقرب للناس وللشعب الفلسطيني. نحن لا ننظر للسلطة الفلسطينية على أنها عدو لنا، لكن من الضروري أن تجري السلطة مراجعة كاملة لمواقفها، وهذه المراجعة مطلوبة منا جميعا حتى نستطيع الاستفادة من تجاربنا وأخطائنا، ومن المؤكد أن السلطة الفلسطينية مطالبة بما هو أكثر كونها هي السلطة، وبالتالي يفترض أن تسعى بقوة واستمرار لمحاصرة "إسرائيل" ووضعها في قفص الإدانة والاتهام.

* الفلسطينيون الأسرى يعانون الأمرين داخل سجون الاحتلال.. ما هي رسالتكم إليهم؟

- قضية الأسرى هي قضية إجماع في الساحة الفلسطينية، مهما كان التباين في المواقف السياسية حتى مع وجود الانقسام. وهي تحتل موقعا متقدما في برامج الشعب الفلسطيني بأسره كشعب. وأظن أن الكل يعمل لإنهاء قضيتهم بشكل كامل. هناك جهود مقدرة للفصائل والسلطة والهيئات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني، لكن مهما كانت الجهود المبذولة نشعر أننا مقصرون تجاه هؤلاء الأبطال، وبالتالي يجب أن نسعى باستمرار لتفعيل قضيتهم على المستوى الإقليمي والدولي وتكثيف الاتصالات مع أي جهة يمكن أن تمارس ضغطا على الاحتلال لإنهاء قضية الأسرى ومعاناتهم بشكل كامل.

* وما الجديد حول صفقة التبادل المتوقعة بين المقاومة والاحتلال؟

- الحقيقة نحن لا توجد لدينا معلومات حول هذا الأمر، ونتصور أن الشعب الفلسطيني بأسره متوحد حول قضية المعتقلين، ونأمل أن يكون لديهم فرج قريب إن شاء الله.

* كيف تنظرون لما يجري في القدس، في ظل تكثيف الاحتلال اعتداءاته على المسجد الأقصى؟

- الاحتلال يدرك أن المسجد الأقصى هو الرمز الأبرز في صراعنا معه، وهو دلالة مهمة للأمة العربية والإسلامية وليس فقط للفلسطينيين، لذا تسعى "إسرائيل" عبر مخططات واضحة لطمس هذا الرمز منذ احتلالها للقدس، وتغيير معالم المدينة المقدسة، وحصار المقدسيين ودفعهم للرضوخ والهجرة وترك المدينة المقدسة. ويستفيد الاحتلال لتنفيذ تلك المخططات الخبيثة من أجواء الانقسام الفلسطيني، وحالة الفوضى المجنونة التي تضرب المنطقة العربية، وكذلك يستفيد الاحتلال من انشغال العالم بقضايا أخرى غير القضية الفلسطينية. كل هذا في ظل تقصير عربي وإسلامي واضح طوال سنوات الصراع، وعدم اتخاذ مواقف عربية تمنع الاحتلال من تنفيذ ما يخطط له تجاه القدس وأهلها والمسجد الأقصى.

نتصور أن ما حصل من تقصير في السنوات الماضية هو الذي أوصلنا لهذه اللحظة المأساوية التي تعيشها مدينة القدس ومسجدها الأقصى. لكن لن نفقد الأمل، وأمامنا جهد كبير من المفترض أن نبذله على الصعيد الفلسطيني لاستعادة وحدتنا وترتيب أوضاعنا وتماسكنا. وعلى الصعيد العربي والإسلامي، يجب التقدم ببرنامج جاد لوضع حد لما يقوم به الاحتلال. وهنا أقول: نعم اللحظة التي نعيشها الآن قاتمة، لكن مع كل هذا لا يجوز الاستسلام لها.

* هناك حديث حول تراجع أو توقف الدعم الإيراني لحركة الجهاد، ما حقيقة ما يجري في هذا الاطار؟

- هناك أزمة مالية تعيشها حركة الجهاد الإسلامي بلا شك، ونحن نتصور أن مسؤولية دعم الشعب الفلسطيني هي مسؤولية كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء. نعم هناك دول معينة كانت تقدم هذا الدعم في السنوات الماضية، مع العلم أن الدول العربية والإسلامية مقصرة. لكن الأزمة المالية هذه التي تعيشها الحركة لن تؤثر على مواقفها وبرامجها، وبكل تأكيد هذه الضائقة المالية التي تعيشها الحركة أو أي فصيل آخر، أو حتى تلك التي يعيشها الشعب الفلسطيني، بلا شك يتحمل مسؤوليتها كل عربي ومسلم، وكل رئيس وملك عربي، وعليهم أن يقوموا بدورهم.

* ما هو سبب الأزمة؟ وهل من حل قريب لها؟

- أفضل ألا نخوض في التفاصيل، ندعو الله أن يوفقنا للعمل بما يأتي بالخير لشعبنا وأمتنا، ونحن ثقتنا بالله كبيرة، ومن المؤكد أننا إذا أحسنا توكلنا على الله فهو لن يخذلنا.

* ما هي علاقة حركة الجهاد الإسلامي بحركة الصابرين في غزة؟

- نحن نفضل دائما عدم الحديث عن أي جهات أو فصائل أخرى، وأرى أن الساحة الفلسطينية بحاجة إلى مزيد من التضامن والتكافل والتماسك والتفاهم بدون الحديث عن أي حركات، ويجب أن تكون الأولويات دائما لخدمة الناس وعدم طرح قضايا تفرق الناس وتبعثر جهودهم.

* كيف تنظر حركة الجهاد الاسلامي للمعارك الدائرة في الوطن العربي؟

- بالتأكيد هذا الأمر يحزننا، ونتألم كثيرا لما يجري في البلدان العربية، خاصة أن هناك تدخلا لأطراف أجنبية وسعي لإثارة النزعات الطائفية والمذهبية. نحن أعلنا منذ بداية الثورات العربية أن الأفضل للفلسطينيين هو النأي بأنفسهم عما يجري؛ لأننا نريد من الكل أن يقف معنا كفلسطينيين، ولا يجوز أبدا أن نتحول إلى طرف في أي صراع يجري داخل أي بلد عربي. الحكمة تلزمنا بذلك، والواقع يؤكد هذا.

ما يجري جنون وفوضى وعبث سيدمر المنطقة وسيرجعنا قرونا إلى الوراء، ولن يستفيد منه سوى أعداؤنا، وهذا عبث لا يجوز أبدا أن نساعد في استمراره ولو بكلمة واحدة. ومن جهتنا، نفضل أن ننأى بأنفسنا عما يجري، في الوقت ذاته الذي نشعر فيه أن ما يحصل يضر بشكل كبير بالقضية الفلسطينية.

* ختاما ماذا تقول؟

- يجب التأكيد على أهمية العمل على رفع المعاناة عن الناس، وضرورة اقتراب الناس من بعضهم البعض من أجل أداء أفضل للدفاع عن قضايانا ومقدساتنا. ويجب أن تكون نظرتنا مبنية على إيمان راسخ أننا سنظل بحاجة لبعضنا البعض، ولا يمكن لأي فصيل مهما كانت قوته ومهما كثر أنصاره أن يقوم بتنفيذ برنامجه بإقصاء فصيل آخر. 
التعليقات (0)