ذكرت صحيفة "التايمز" أن الآلاف من القوات التابعة لدول الخليج تحضر نفسها للهجوم على العاصمة
اليمنية صنعاء.
وتقول مراسلة الصحيفة بيل ترو في تقرير لها إن دولة
قطر كانت واحدة من الدول التي أعلنت قبل أيام عن إرسال أعداد من قواتها للمشاركة في العمليات ضد المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ العام الماضي.
ويشير التقرير إلى أن القوات القطرية أرسلت ألف جندي، وأكثر من 200 عربة عسكرية و30 مروحية أباتشي إلى مأرب، التي تتجمع فيها القوات
السعودية والبحرينية والإماراتية للهجوم على صنعاء.
وتذكر الصحيفة أن السعودية أعلنت يوم الاثنين عن إرسال فرقة عسكرية كبيرة من قوات النخبة؛ من أجل التحضير للمرحلة الأخيرة والحاسمة في الحملة، بحسب ما أشارت صحيفة سعودية.
وتلفت ترو إلى أن التحضيرات التي تقوم بها دول الخليج تأتي بعد أسبوع من القصف المكثف على العاصمة، انتقاما لمقتل 60 جنديا إماراتيا وسعوديا، عندما أطلق
الحوثيون صاروخا على معسكر كانوا يتجمعون فيه. مشيرة إلى أن دولة
الإمارات تعهدت بالانتقام للعملية التي أدت إلى مقتل 45 جنديا، وهي أكبر خسارة تتعرض لها الإمارات منذ عام 1971. وقد قتل في العملية عشرة جنود سعوديين وخمسة من البحرين.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن دول الخليج بدأت بتعميق حضورها داخل اليمن، بعد أشهر من القصف المكثف، بدأ في آذار/ مارس. لافتا إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أجبر على الفرار من صنعاء إلى عدن ومنها إلى الرياض، قد طلب دعما من دول مجلس التعاون الخليجي، وبدأت الدفعات الأولى من قوات التحالف بالوصول إلى اليمن نهاية الشهر الماضي.
وتبين الصحيفة أن الحوثيين تحالفوا مع قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يعتقد أنه لا يزال في صنعاء، وخسرت قواته والحوثيون مواقع في الأشهر الماضية. ففي تموز/ يوليو نجحت القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية والقوى المعادية للحوثيين بدحر المتمردين من مدينة عدن، وهو ما فتح المجال أمام وصول قوات إماراتية سيطرت على المدينة بالكامل، ومهد الطريق أمامها كي تتقدم نحو مأرب والعاصمة.
وتنوه الكاتبة إلى أنه يعتقد أن هناك ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف جندي تابع لدول مجلس التعاون الخليجي في اليمن. وتعد مشاركة القطريين هي الأولى التي يصل فيها جنود من هذه الدولة. لافتة إلى أن قناة "العربية" السعودية قالت إن السودان بصدد إرسال ستة آلاف من قواته إلى اليمن.
ويوضح التقرير أن اليمن أصبح مقسما بين المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي مناطق الشمال والغرب، فيما تسيطر قوات المقاومة والتحالف على مناطق الجنوب والشرق.
وتذكر الصحيفة أن محافظة مأرب تعد في مقدمة الجبهة القتالية، وتنقل عن مايكل ستفينز من المعهد الملكي للدراسات المتحدة، قوله: "تعاني مأرب من حربها الأهلية الخاصة بها، وهو قتال قبلي ويجب تأمين هذه المحافظة أولا قبل التحرك نحو صنعاء". وتوقع ستفينز أنه "قد نحتاج إلى سنوات من القتال حتى يتم تأمين اليمن كاملا".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمم المتحدة ووكالاتها قد حذرت من أثر الحرب على السكان في اليمن، الذي يعد من أفقر دول منطقة الجزيرة العربية، فقد قتل أكثر من أربعة آلاف مدني في المواجهات الأخيرة، لافتة إلى أن هناك مخاطر على السكان من الجوع وانتشار الأمراض؛ بسبب انقطاع الماء ونقص الطعام والمواد الأساسية والدواء.