حول العالم

حلق شعر الرأس عقوبة معاكسة طالبات المدارس بالأردن

طالبات المدارس في الأردن يطالبن بمزيد من الرقابة على المعاكسين ـ أرشيفية
طالبات المدارس في الأردن يطالبن بمزيد من الرقابة على المعاكسين ـ أرشيفية
مشهد يتكرر يوميا، لا يليق بأن يكون أمام الصروح العلمية، والمدارس التعليمية وحولها، حيث يتجمهر شبان مراهقون أمام مدارس الإناث، وآخرون يستعرضون في سياراتهم التي تنطلق منها أصوات الموسيقى والأغاني، لتصدر عنهم معاكسات وألفاظ وحركات مرفوضة تجاه الطالبات في الأردن.

هذا السلوك المرفوض، يأتي وسط استياء مجتمعي من جهة، وأطراف العملية التربوية من جهة أخرى، إذ لم يوجد حتى الآن حل لإيقاف هذه الظاهرة المزعجة والمحرجة في الوقت نفسه.

وفي هذا السياق، أقدمت مديرية الأمن العام، ولأول مرة في تاريخها على حلق شعر رأس ثلاثة مراهقين، تم ضبطهم أمام مدرسة إناث في محافظة المفرق شمال البلاد، لقيامهم بمعاكسة وملاحقة طالبات لدى خروجهن من مدرستهن.

 وأكد الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي، أن ما يقوم به هؤلاء المراهقون مرفوض في مجتمعنا من ناحية أخلاقية، مشددا على أن رجال الأمن بالمرصاد لكل متحرش ومعتد على طالبات المدارس.

 وقال السرطاوي في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن مديرية الأمن العام تعمل على التنسيق والتواصل مع وزارة التربية والتعليم من أجل الحد والقضاء على ظاهرة معاكسة طالبات المدارس، داعيا إلى ضرورة الإسراع بالتبليغ عن أي سلوك من هذا النوع يحدث أمام المدارس للتعامل معه من رجال الأمن.
وبين السرطاوي أن جهاز الأمن العام، أطلق حملة مراقبة مكثفة منذ انطلاق العام الدراسي الحالي، لتوقيف من يعمل على إزعاج بناتنا من الطالبات، والتحرش بهن أو معاكستهن، لافتا إلى اتخاذ الإجراء المناسب بحق هؤلاء المستهترين والأحداث.

من ناحيتهن، أبدت عدد من طالبات المدارس استياءهن وانزعاجهن من سلوك هؤلاء المراهقين والأحداث، واصفات ما يواجهنه من معاكسات وتحرش بالأمر المرفوض.

حيث قالت الطالبة مريم سعيد التي تدرس في الصف الأول ثانوي لـ"عربي21": "إني أحمل هما يوميا عند الذهاب لمدرستي، حيث ينتظر عدد من الشباب أمام المدرسة، ويبدؤون بملاحقة الطالبات، والتلفظ بكلمات غير لائقة ومحرجة لنا، علاوة على رمي أوراق تحتوي على أرقام هواتفهم، طالبين التقاطها وحفظها من أجل الحديث معهم"، في الوقت الذي دعت فيه سعيد "الشرطة إلى وضع حد لهؤلاء ومنعهم من الوقوف أو المجيء إلى المدرسة". 

ولم يختلف حديث الطالبة براءة جميل عن حديث زميلتها، ولكن براءة التي تدرس في الصف الثاني ثانوي، زادت بأن اقترحت على الجهات المختصة "تعيين حارس بدلا من حارسة"، مبينة أنه في حال ذلك "سيعمل الحارس على منع هؤلاء الشباب من الوقوف أمام المدرسة، بعكس الحارسة التي لا تستطيع فعل ذلك لأنها أنثى أيضا"، وفق قولها. 

في السياق، كان استفتاء أجرته نقابة المعلمين الأردنيين على موقعها الإلكتروني، أيد بنسبة 68 بالمئة، تركيب كاميرات مراقبة أمام مدارس البنات.

كاميرات المراقبة هذه، تهدف بحسب الناطق الإعلامي للنقابة أيمن العكور إلى الحد من الظواهر السلبية أمام المدارس؛ من تجمهر وتحرشات ومعاكسات وألفاظ نابية من الشبان المراهقين تجاه الطالبات.

وقال العكور في حديث لـ"عربي21" إن هذه الكاميرات ستساعد على "مراقبة عملية دخول وخروج الطالبات من و إلى المدارس، الأمر الذي يمكننا من التعرف على كل من يسيء للطالبات، ومحاسبته قانونيا"، مؤكدا الفعالية والنتيجة الإيجابية لهذه الكاميرات.

وفي جولة لـ"عربي21" على مدارس الإناث، لاحظت وجود بعض الشبان أمام إحدى المدارس، فالتقت أحدهم الذي رفض ذكر اسمه.

وفي إجابة منه على سؤال "ماذا تفعل أمام مدرسة الإناث"، قال: " لا شيء"، وبعد الإلحاح عليه في الإجابة، أكد أنه يأتي يوميا إلى المدرسة برفقة عدد من أصحابه في محاولة منه للتعرف على فتاة.
وفيما إن كان يجد تجاوبا من الفتيات في هذا الموضوع، بين أنه لم يلق تجاوبا إلى الآن، ولكنه يأمل ويتوقع ذلك، كما حدث مع أحد أصدقائه.

 ولا يعتقد هذا المراهق، أن كل الطالبات يرفضن التعرف على شاب ومصاحبته، لما يرى من تجاوب بعضهن وعدم ممانعتهن، لكنه يؤكد أن هناك فتيات يرفضن تماما هذا الأمر ولا يفتحن المجال لأي شاب بالتقرب منهن.

إلى ذلك، وبالنظر إلى ردة فعل وزارة التربية والتعليم من هذه التصرفات، بين الناطق الإعلامي باسم الوزارة وليد الجلاد أن تنسيقا قائما بين الوزارة ومديرية الأمن العام، للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها.

وقال الجلاد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن كوادر الوزارة عن طريق مديرياتها بمختلف محافظات المملكة، ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المتسكعين أمام محيط مدارس الإناث، داعيا المواطنين إلى مساعدة الوزارة  في التصدي للظاهرة الخارجة عن عادات وتقاليد المجتمع الأردني. 

وفي كيفية التعامل مع الطلبة الذين يقفون أمام مدارس الإناث لمعاكسة الطالبات، أكد الجلاد أنه في حال ضبط طلبة هاربين من الدوام الرسمي، ويعملون على التحرش ومعاكسة الطالبات أمام مدارسهن، فإنه سيتم محاسبتهم ومحاسبة مدير مدرستهم وفق قانون وتعليمات الوزارة.
التعليقات (1)
عبدالله باوزير
الجمعة، 25-09-2015 03:23 م
اشكر مديريةالامن وكل من سعى في حفظ الاعراض لانه اغلى مانملك لبناتنا وارجوا التعاون من الجميع لدعم هذاالمشروع الاخلاقي العظيم ونكون عوناًعلى الخير وحراسا لهذاالكنز واقول للمعاكس يابُنيي أليست لك اخت وام وعمه وخاله ووووووفلاتعبث بأعراض الآخرين واتقي الله في نفسك وفي غيرك اليوم عملٌ بلاحساب وغداحساب بلاعمل