سياسة عربية

صحف غربية: العفو عن النشطاء لن يجمل وجه السيسي المشوه

مجلة أمريكية اعتبرت إفراج السيسي عن المعتقلين استسلام للضغوط - أ ف ب
مجلة أمريكية اعتبرت إفراج السيسي عن المعتقلين استسلام للضغوط - أ ف ب
تناولت الصحف الغربية القرار الذي أصدره قائد الإنقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء الماضي بالعفو عن مئة من المعتقلين السياسيين، الصادر بحقهم أحكام بالسجن في قضايا تتعلق بانتهاك قانون التظاهر والتعدي على قوات الشرطة.

وبالإضافة إلى صحفيي الجزيرة الثلاثة: محمد فهمي وبيتر جريست وباهر محمد، الذين حُكم عليهم في أغسطس الماضي بالحبس ثلاث سنوات بتهمة دعم الإخوان المسلمين، ونشر أخبار مسيئة لمصر، فقد شمل العفو عدداً من النشطاء السياسيين منهم يارا سلام وسناء سيف وعمر حاذق وهاني الجمل وبيتر يوسف.

السيسي يستسلم للضغوط

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن السيسي استسلم للضغوط الدولية التي مورست عليه لإطلاق سراح صحفيي الجزيرة وعدد من المعتقلين السياسيين.

وأضافت المجلة، في تقرير لها نشرته الجمعة، أن العفو هو مناورة لتخفيف حدة الإنتقادات الموجهة للسيسي بعد موجة من الغضب جراء القمع الذي يمارسه نظامه تجاه الصحفيين في مصر، مشيرة إلى أن العفو عن المعتقلين بتهمة انتهاك قانون حظر التظاهر المثير للجدل، سبق بيوم واحد فقط زيارة قائد الإنقلاب إلى نيويورك للمشاركة ،في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتوقعت أن يواجه السيسي في نيويورك انتقادات إضافية بعد أن فشل في الإلتزام بالتعهدات التي قطعها على نفسه خلال اجتماع العام الماضي بأن يعزز المسار الديمقراطي ويصون حرية التعبير في مصر، لكنه بدلاً من ذلك وضع مزيداً من القيود على حرية الرأي، كان آخرها القانون الذي يعاقب الصحفي إذا نشر أخباراً تخالف البيانات الحكومية.

وأضافت "فورين بوليسي"  أن الانتقادات الدولية لنظام السيسي تزايدت في أعقاب قتلت مروحية تابعة للجيش المصري ثمانية من السياح المكسيكين في الصحراء الغربية عن طريق الخطأ بعد أن اعتقدت أنهم مسلحون متشددون.

وأشارت إلى التقارير الحقوقية الدولية التي تنتقد أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وآخرها تقرير منظمة العفو الدولية، الذي أصدرته الأسبوع الماضي وقالت فيه؛ إن حقوق الإنسان تحت حكم السيسي تواجه انهياراً كارثياً، بالإضافة إلى تقرير "لجنة حماية الصحفيين" التي دعت إلى وقف المحاكمات السياسية لآلاف المعارضين منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 والتي صدر بموجبها أحكاماً بالإعدام على المئات من الإخوان المسلمين.

السيسي يجمل وجهه المشوه

بدورها، علقت مجلة "تايم" الأمريكية على قرار السيسي بالعفو عن المعتلقلين بالقول: إنه محاولة من قائد الإنقلاب لتجميل وجهه المشوه أمام العالم منذ أكثر من عامين جراء اعتقال آلاف المعارضين والطلاب والصحفيين.

وأضافت المجلة قائلة: "بعد يوم واحد قراره هذا، سيقف السيسي أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ليواجه سيلاً من الانتقادات بسبب ملف حقوق الإنسان الكارثي في مصر".

وتابعت: "صحفيو الجزيرة أدينوا - دون دليل - بنشر أخبار مضللة، في محكمة تجسد بوضوح انحسار حرية التعبير في مصر منذ إنقلاب الجيش على "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد".
وقالت "تايم" إن من أفرج عنهم السيسي ليسوا إلا عدد ضئيل مقارنة بآلاف المعارضين الذين ما زالوا قابعين في المعتقلات منذ عام 2013، والذين بلغوا أكثر من 40 ألف شخص فضلا عن أكثر من ألف آخرين قتلوا في العام الأول فقط للإنقلاب.

وتهكمت المجلة من أن عدد من النشطاء الذين شملهم عفو السيسي، كانوا قد سجنوا لأنهم تظاهروا للمطالبة بإلغاء قانون حظر التظاهر، مشيرة إلى أن آلاف المعتقلين قد يقبعون في السجون لسنوات طويلة مقبلة، فقط لأنهم غير معروفين بما يكفي".


قبل وبعد

أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقالت إن الإفراج عن المعتقلين المئة هم بين آلاف الأشخاص الذين ألقت الشرطة القبض عليهم في إطار أكبر حملة قمعية تستهدف حرية التعبير في مصر، مشيرة إلى أن صحفيي الجزيرة أدينوا بتهم مثيرة للسخرية بعد محاكمة خالية من أي أدلة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن قرار السيسي جاء قبل مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك بيوم واحد، وجاء بعد ساعات من محادثته مع الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" وإعلان فرنسا بيع سفينتين حربيتين من طراز "ميسترال" لمصر.

من جهتها قالت "بيل ترو" الصحفية في صحيفة "تايمز" البريطانية - عبر "تويتر" - إن العفو عن مئة معتقل بينهم صحفيين ونشطاء، هو خبر عظيم، ليس فقط لعائلات وأصدقاء المعتقلين ولكن لمصر كلها".
التعليقات (0)