سياسة دولية

الدبلوماسية الأمريكية تواجه الاندفاع الروسي في الأمم المتحدة اليوم

من ينجح أخيرا.. الدبلوماسية الأمريكية أم الاندفاع الروسي؟ -  أ ف ب
من ينجح أخيرا.. الدبلوماسية الأمريكية أم الاندفاع الروسي؟ - أ ف ب
تتوجه أنظار العالم اليوم إلى نيويورك، لمتابعة صدام مرتقب في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بين الدبلوماسية الأمريكية والاندفاع الروسي، حيث يلقي كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمته، ويرجح أن تكون النقطة الأساسية والخلافية في كل منها الأزمة السورية.

وستحدد كلمة كل منهما ما سيتم مناقشته في اللقاء القصير الذي سيجمعهما بعد انعقاد الجمعية العامة على انفراد.

ومهدت كل من روسيا والولايات المتحدة لما سيتم مناقشته خلال اجتماعات الأمم المتحدة، حيث أكد البيت الأبيض أنه سيكون من "غير المسؤول" عدم إعطاء فرصة للحوار مع بوتين، داعيا إلى نهج براغماتي مع الكرملين يقوم على تناول كل واحد من الملفات على حدة.

ورغم أن بوتين يعرف ما يريد بالضبط من دخوله للملف السوري وفرض نفسه على أرض الواقع، فإنها ما تزال الولايات المتحدة تحاول فهم نوايا روسيا هناك، وأقر مسؤول أمريكي كبير في الخارجية الأمريكية بأن بلاده "تحاول فهم نوايا روسيا في سوريا والعراق، ورؤية ما إذا كان هناك سبيل لإيجاد مخرج مفيد للأزمة".

وفي حين لم تهادن روسيا بموقفها تجاه الأسد الذي ترى أن الحديث عن رحيله غير منطقي، وأنها تدعمه لكونه سلطة شرعية، فقد بدأت الولايات المتحدة بتخفيف حدة مطالبها، حيث كانت ترى في رحيل الأسد حلا للأزمة السورية، ليصرح كيري بعد أربع سنوات ونصف من الأزمة أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الأسد.

وتعتمد موسكو على البلبلة في صفوف الغربيين حول مصير الأسد، فتؤكد أن دعمه هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد للأزمة، حيث صرح بوتين بأن دعمه للأسد يأتي ضمن محاربة التنظيمات الإرهابية وبما يوافق مواثيق الأمم المتحدة.

ووصف بوتين وقوف الولايات المتحدة في صف معارضي الأسد، بأنه تصرف غير مشروع، متهما المقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة بالانضمام لتنظيم الدولة لاحقا ومعهم أسلحة مصدرها واشنطن.

وتعمد روسيا إلى تكثيف وجودها العسكري في سوريا حيث تنشر قوات وطائرات حربية في أحد معاقل النظام، وأعلن بوتين أنه يسعى لتشكيل "أرضية مشتركة" مع دول المنطقة لمكافحة تنظيم الدولة.

على الطرف الآخر، تقود واشنطن منذ أكثر من سنة ائتلافا عسكريا يضم ستين بلدا أوروبيا وعربيا ويشن ضربات على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا والعراق.

وأبرز الخطوات على الأرض بعد وصول المعدات العسكرية الروسية إلى سوريا والتي أعلنتها روسيا صراحة، هي إنشاء مركز معلومات في بغداد، يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع (روسيا وسوريا والعراق وإيران).

وبحسب مصدر عسكري روسي، فإن الوظائف الأساسية للمركز المذكور ستتلخص في "جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط"، في سياق محاربة تنظيم الدولة، مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن، وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي يجتمع الأربعاء المقبل، على مستوى الوزراء، برئاسة روسيا، من أجل تناول الحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث إن من المنتظر أن تتصدر الأزمة السورية جدول أعمال الاجتماع.
التعليقات (0)