صحافة دولية

إيان بلاك: ضعف الجيش السوري حفز التدخل الروسي

الغارديان: ضعف الجيش السوري هو سبب التدخل العسكري الروسي في سوريا - أ ف ب
الغارديان: ضعف الجيش السوري هو سبب التدخل العسكري الروسي في سوريا - أ ف ب
كتب المعلق إيان بلاك في صحيفة "الغارديان" البريطانية، قائلا إن السبب الرئيس وراء التدخل العسكري الروسي في سوريا هو ضعف الجيش السوري، الذي بدا عليه الإجهاد خلال الأشهر الأخيرة، أيا كان السبب وراء العملية الروسية، سواء ضرب تنظيم الدولة، أو قصف المعارضة السورية المعادية لنظام بشار الأسد.

ويشير التقرير إلى أن محللين ومسؤولين يرون أن موسكو قررت تعميق دورها العسكري في سوريا، بعد سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور في أيار/ مايو في يد جيش الفتح، وربما كان الحادث "صيحة تحذير".

وتذكر الصحيفة أن التحرك الروسي دُفع بحض إيراني، وإيران هي الحليف الثاني لنظام الأسد، فرغم الجهود التي بذلتها طهران لدعم النظام عسكريا وماديا، إلا أنها ترددت بنشر قواتها على الأرض، وبحسب دبلوماسي في دمشق نقل عنه الكاتب قوله: "إن الإيرانيبن قالوا للروس بوضوح: إن لم تتدخلوا، فسيسقط الأسد، ونحن لسنا في وضع جيد لتقويته".

ويلفت الكاتب إلى أن قوة الجيش السوري، الذي كان تعداده قبل الحرب حوالي 300 ألف، تراجعت إلى ما بين 80 ألفا إلى 100 ألف جندي، ويعاني من الإجهاد والتعب والانشقاق المستمر والخسائر. مشيرا إلى أنه نتيجة للطبيعة الطائفية للنزاع، فقد بات الجنود العلويون يرفضون القتال في مناطق السنة، ويفضلون الدفاع عن مناطقهم.

وينقل التقرير عن خبير قوله: "سقطت مدينة إدلب بسرعة؛ لأن الجنود السوريين لم يكونوا مستعدين للقتال"، وأضاف: "استغرب مقاتلو أحرار الشام من الطريقة السريعة التي انهار فيها الجيش السوري في المدينة". بالإضافة إلى أن القوات السورية تمددت إلى أماكن بما يفوق طاقتها؛ ففي دمشق تدافع الفرقة الرابعة من الحرس الجمهوري، بقيادة شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، ولكنها لم تنجح باستعادة المناطق المحيطة بالمدينة التي سيطر عليها المقاتلون مثل الغوطة. 

وتجد الصحيفة أن الدفاع عن العاصمة والمناطق المحيطة بها يظل أولوية، مستدركة بأن قلة الجنود تمنع الجيش من خوض حروب مدن. ولهذا سيطر المقاتلون الإسلاميون على جوبر، ويقومون منها بقصف دمشق بقذائف الهاون. ولم يستطع الجيش استعادة الزبداني، إلا بمساعدة من حزب الله وجماعة فلسطينية موالية للأسد.

ويبين بلاك أن هذا ما دعا الأسد في تموز/ يوليو إلى الاعتراف في خطاب نادر، بحجم المصاعب التي يواجهها جيشه، الذي اضطر للتخلي عن مناطق من أجل الدفاع عن مواقع أفضل منها. موضحا أن سياسة التحصن قد نجحت، فكان التخلي عن مناطق معزولة، مثل الرقة أو تدمر، لصالح دمشق واللاذقية، ولكن هذه السياسة، بحسب أحد المستشارين، تعبير عن "عقلنة فعلية للهزيمة". 

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الملصقات الدعائية عن طلب مرشحين للجيش السوري، تظهر الحاجة الماسة التي يعاني منها الجيش. وظهرت الضغوط على الجيش من تحول الجنود السوريين إلى قيادة سيارات الأجرة في الليل، والتذمر المستمر من تدني رواتبهم في وقت تزايدت فيه الأسعار. وعادة ما اشتكى الجنود من أن مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم الدولة يحصلون على رواتب أفضل من رواتبهم، مبينا أنه لهذا كله أصبح الهروب من الخدمة، وطلب اللجوء في أوروبا، طريقا لتجنب الانخراط في الجيش؛ فالكثير من الشبان يقولون إنهم قرروا الهجرة بعد تلقيهم أمرا بالذهاب إلى مراكز الجيش.

وتكشف الصحيفة عن أن هناك عاملا آخر كان سببا في ضعف الجيش النظامي، وهو إنشاء مليشيا الدفاع الشعبي وعدد أفرادها 125 ألف مقاتل، ومولت تدريبهم وسلحتهم إيران، التي تفضل استخدام المقاتلين من العراق وباكستان وأفغانستان.

ويورد الكاتب أن الحكومة في الشمال تسيطر على نصف حلب، ولكنها محاصرة في دير الزور والحسكة. ويظل الوضع في الجنوب أفضل؛ بسبب تفكك الجبهة الجنوبية، التي فشلت بالسيطرة على مدينة درعا. 

ويوضح التقرير أنه لهذا السبب فإنه ينظر للقوة الجوية الروسية في دمشق على أنها دفعة قوية للعمليات البرية، وتقدم معلومات أمنية. ويقول الخبراء إنه رغم قوتها التدميرية، إلا أن الطيران السوري القديم ومروحياته ليسا جيدين للعمليات البرية.

ويخلص بلاك إلى أن المقاتلين مقتنعون بأن الهدف الرئيسي وراء الهجوم هو دعم الأسد، من خلال عدم التفريق بين الأعداء الذين ينظر إليهم على أنهم إرهابيون، لافتا إلى أن حركة أحرار الشام تقول إن النظام يخطط لعملية في إدلب وسهل الغاب، وهو ما سيفتح الطريق السريع حمص- حماة، وهذا يفسر استهداف الجماعات غير الجهادية في تلبيسة والرستن.
التعليقات (2)
الحقيقة
الأحد، 04-10-2015 11:31 م
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". نسأل الله الذي خذل بشار وعصاباته، وخذل حزبولا وعصاباته، وخذل إيران ملالي الخرافة وعصاباتها من يمن وأفغان وباكستان وإيران، نسأله بقدرته وقدره وبعزته وجبروته أن يهزم عصابات روسيا وإسرائيل ومن عاونهما، وأن يهزم من أراد بالإسلام والمسلمين شرا. آمين.
الرشيدي
الجمعة، 02-10-2015 01:18 م
غزو للإسلام و المسلمين و الدور جاي علينا